عادي
تدعم قدرة الجهات الحكومية والخاصة لإنجاز عمليات التحول الرقمي

توافر مراكز البيانات محلياً يرفع الطلب على الحوسبة السحابية

02:30 صباحا
قراءة 6 دقائق
دبي : حمدي سعد

أكد رؤساء شركات تقنية عالمية أن توافر مراكز البيانات داخل حدود الدولة، سيرفع الطلب على خدمات وبرمجيات الحوسبة السحابية بفعل زيادة الثقة في استخدام هذه التقنيات، كما يعزز من إنجاز مشاريع الدولة المتعلقة بالحكومة والمدينة الذكية، الأمر الذي يدعم قدرة الجهات الحكومية والشركات الخاصة لإنجاز عمليات التحول الرقمي لمواكبة توجهات الدولة في هذا الإطار.
قال الخبراء إن استخدام الحوسبة السحابية سيساهم في تطوير وتسريع الأعمال بما يصب في صالح سكان الدولة، الأمر الذي يعود بالنفع على الاقتصاد وعلى جودة الخدمات بشكل عام.
وتعتبر شركات التقنية الكبرى أن دولة الإمارات تأتي على رأس دول المنطقة في تبني الحوسبة السحابية في الأعمال على مستوى القطاعين العام الخاص، ومن حيث الإنفاق السنوي على هذه التقنيات كذلك.
وتقدر مؤسسة «آي دي سي»، العالمية المتخصصة في الأبحاث والدراسات، حجم الإنفاق المتوقع على تقنية المعلومات والاتصالات في الإمارات، خلال العام الجاري، بنحو 61.35 مليار درهم (16.716 مليار دولار)، مقارنة بنحو 60 مليار درهم (16.334 مليار دولار) في 2018، بنمو 2.3%، واستحوذت تقنية المعلومات على 30 مليار درهم ( 7.91 مليار دولار) بنمو بنسبة 3.5%، مقارنة بـ 27.8 مليار درهم ( 7.64 مليار دولار) في عام 2018.
عن مدى توجهات وتوقعات «آي دي سي» لإنفاق الإمارات على مراكز البيانات والنظرة المستقبلية لهذا القطاع بالدولة، أوضحت «المؤسسة» أن النقص في توفر مراكز البيانات السحابية كان أحد المعوقات أمام ارتفاع الطلب المحلي على الخدمات السحابية على نطاق واسع، لذا أطلق العديد من الشركات على رأسها: «مايكروسوفت» و«علي بابا» و«أوراكل» و«ساب» و«هواوي»، مراكز بيانات داخل الإمارات؛ لخدمة دول المنطقة.
ووفقاً لآخر التوقعات الصادرة عن مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية «جارتنر» بالنسبة لقطاع المؤسسات في المنطقة، فقد ارتفعت معدلات إنفاق المؤسسات على البرمجيات، التي لا تزال تشكل الجزء الأسرع نمواً في عام 2019، وعلى الرغم من النمو السريع لقطاع البرمجيات كخدمة في المنطقة (25.8 % خلال 2019، إلا أن نسبة الإنفاق فيها على قطاع الحوسبة السحابية لاتزال أقل من متوسط نسب الإنفاق العالمية).
وقال جون لوفلوك، نائب رئيس الأبحاث لدى جارتنر: «من غير المتوقع أن تصل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى مستويات اعتماد الحوسبة السحابية التي وصلت إليها الولايات المتحدة قبل نهاية عام 2022».
ويقول سيد حشيش المدير العام الإقليمي لدى شركة مايكروسوفت الخليج: إن إطلاق مركزي بيانات سحابية في الإمارات، سيعزز من الشفافية والأمان المتعلق بحفظ البيانات داخل حدود الإمارات، كما يمثل نقلة نوعية في التحول الرقمي بالمنطقة ككل، مشيراً إلى العوائد الكبيرة التي سيحققها التحول الرقمي في صالح النمو الاقتصادي، وكذلك قدرته على فتح آفاق كبيرة تخلق بدورها فرص العمل.
وأضاف حشيش، تعتبر «مايكروسوفت» أول مزود للخدمات السحابية في دولة الإمارات يحصل على شهادة هيئة أبوظبي الرقمية ومركز دبي للأمن الإلكتروني، مما يتيح للشركة تقديم خدماتها السحابية إلى الجهات الحكومية وشبه حكومية.
وتوقع حشيش أن يكون للمركزين الجديدين في الإمارات تأثير مستدام في خلق فرص العمل وريادة الأعمال والنمو الاقتصادي عبر جميع أنحاء المنطقة، وهو ما يمثل بدوره مؤشراً إيجابياً لجميع الحكومات الطامحة إلى تحقيق التنافس مع نظيراتها العالمية.

الحوسبة السحابية في متناول الجميع

من جانبه قال زوبين تشاجبار، رئيس وحدة أعمال القطاع العام في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا لدى أمازون ويب سيرفيسز (AWS): إن افتتاح مراكز بيانات أمازون ويب سيرفيسز (AWS) في الشرق الأوسط خلال 2019، سيوفر فرصاً جديدة للمؤسسات من القطاعين العام والخاص.
وأضاف، تشهد منطقة الشرق الأوسط في الوقت الراهن توجهاً غير مسبوق نحو الاعتماد على التقنيات السحابية، ومن المرتقب أن يشهد العام 2019 الكثير من التطورات المهمة في قطاع الحوسبة السحابية، لا سيما أن هناك جهوداً إقليمية حثيثة لخلق اقتصادات أكثر تنوعاً، إلى جانب الرؤى الوطنية الطموحة التي تتضمن مبادرات مبتكرة للمدن الذكية.
وأوضح: سيشهد عام 2019 إطلاق أول بنية تحتية لأمازون ويب سيرفيسز (AWS) بمنطقة الشرق الأوسط في مملكة البحرين، ونتطلع لرؤية ما سيثمر عنه إطلاق مراكز البيانات الجديدة وقرب تقنيات الحوسبة السحابية الأكثر تقدماً في العالم من الشركات الناشئة ومؤسسات الأعمال والحكومات في المنطقة، ونشهد بالفعل تغيراً جذرياً مع توجه الشركات والحكومات في الشرق الأوسط نحو الاعتماد على الحوسبة السحابية من خلال الاستفادة من البنى التحتية لأمازون ويب سيرفيسز (AWS) المتوفرة حول العالم، ما يمكِّنها من التركيز على تطوير منتجاتها وخدماتها وتسريع وتيرة ابتكاراتها.
وتابع: قمنا خلال الفترة الماضية بتقديم المزيد من تقنيات الحوسبة السحابية المتقدمة في منطقة الشرق الأوسط، حيث أطلقنا موقعي Amazon CloudFront Edge في كل من دبي والفجيرة، وهو ما يتيح لمؤسسات مثل مجموعة «MBC» وموقع «دوبيزل»، تحسين مستوى تجارب المستخدمين النهائيين لديهم.
وبالنسبة لرواد الأعمال والشركات الناشئة، فإن التقنيات السحابية تمنحهم القدرة على بناء الأعمال بسرعة كبيرة وبتكاليف تقنية أقل بكثير، مما يسمح لهم بتجربة منتجاتهم وخدماتهم الريادية والتحقق من جدواها بسرعة وفعالية. ويشهد قطاع المشاريع والشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط ازدهاراً ملحوظاً، ونحن نرى أن عام 2019 سيكون مملوءاً بفرص الابتكار والنمو.
وتستفيد الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط من الخدمات السحابية لتطبيق تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة والتي كانت في السابق باهظة التكاليف، فعلى سبيل المثال، تعمل مبادرات الذكاء الاصطناعي في موقع «موضوع»، وهو أكبر موقع للمحتوى العربي، على منصة ‏أمازون ويب سيرفيسز(AWS).

تخفيض النفقات

بدوره أكّد فادي الهندي، الرئيس التنفيذي لشركة «تكافل الإمارات»، أن تحول الشركات لخدمات الحوسبة السحابية يساهم بصورة كبيرة في تبسيط الأعمال المتعلقة باستخدام البرمجيات وإدارة البيانات في الدولة، ما يعزّز أداء الشركات وخفض تكاليف الاستثمار.
وقال الهندي إن جميع تطبيقات الأعمال التي تحتاج إليها الشركات ستتحول بالنتيجة إلى خدمات السحابة وأن الشركات لن تتمكن من الحصول تلك التطبيقات مستقبلاً إلا من خلال الاشتراك في إحدى السحابات التي توفر تلك التطبيقات.
وأضاف، أن الشركات لن تتمكن من الاستمرار وممارسة أعمالها في المستقبل إن لم تقم بتبني خدمات الحوسبة السحابية، فشركات التقنية الكبرى تقوم بتحديث تطبيقاتها بسرعة كبيرة، لن تتمكن الخوادم التقليدية من مواكبتها. وعلى الشركات التعامل مع واقع تحول التطبيقات إلى خدمة.
وأكّد الهندي أن الشركة ستقوم خلال 2019 بتحديث تطبيقها الذكي T-life الذي يمكّن المستخدم حالياً من شراء التأمين الصحي الإلزامي وإضافة حزمة جديدة من الخدمات التي تتضمن التأمين ضد الحوادث الشخصية وغيرها، كما قمنا كذلك ببناء 4 أنظمة تستخدم الذكاء الاصطناعي للكشف عن عمليات سوء استخدام التأمين الصحي، ما مكننا من تحديد ومتابعة حوالي 15% تقريباً من إجمالي المطالبات، والتي قد تصل قيمتها إلى ملايين الدراهم، واسترجاع تلك المبالغ.
وأشار الهندي إلى أن الحوسبة السحابية التي تحتضن بيانات تكافل الإمارات ضمن الدولة تتمتع بمستوى أمن بيانات فائق ومتوافقة مع أفضل الممارسات العالمية، مشيراً إلى أن سحابة الشركة تتبنى نموذج «بنية مراكز بيانات متعددة» حتى لا تعتمد على مزود واحد للخدمة.


جيرون: التحوّل الرقمي يدفع المؤسسات إلى مقاربات مبتكرة


كشفت شركة إكوينيكس، المتخصّصة في الربط البيني ومراكز البيانات، عن نتائج استبيان مستقلّ شمل أكثر من 1200 من كبار أخصائيي تكنولوجيا المعلومات في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، أنّ أكثر من 7 من أصل 10 (71%) من المؤسسات ستنقل المزيد من وظائف أعمالها إلى السحابة خلال السنوات القليلة المقبلة، فيما اعتبر 60% من روّاد تكنولوجيا المعلومات في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا أنّ القرب من مزوّدي خدمات الحوسبة السحابية عامل أساسي لدى اختيار مركز بيانات في السوق المحلي.
وقال جيرون شلوسر، مدير إكوينيكس الإداري في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: «يُحدث التحوّل الرقمي ثورة في سوق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ويدفع المؤسسات إلى انتهاج مقاربات مبتكرة كالسحابة. وتتمثل إحدى الطرق التي يمكن للشركات بها استخدام السحابة بصورة أكثر أماناً بالربط البيني المخصص والمباشر بين الشبكة ومزودي خدمات الحوسبة السحابية والمستخدمين والبيانات وتفادي مخاطر الأداء والقرصنة التي تترافق مع الإنترنت العام. فنحن نرى في إكوينيكس أنّ تعدد السحابات والسحابة يشكّلان دافعاً كبيراً لتغيير الشركات طرق عملها في الاقتصاد الرقمي العالمي الناشئ».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"