«تمكين المرأة» جزء من الثقافة الإماراتية

05:09 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد جلال الريسي *


رسخت دولة الإمارات ريادتها الإقليمية والدولية في دعم المرأة والنهوض بأدوارها وتسخير الإمكانات ووضع الأطر والآليات التي تضمن تحقيق التوازن بين الجنسين، حتى صار واقعاً ملموساً ومثالاً غير مسبوق في منطقتنا العربية.
وتشكل استضافة الدولة لمنتدى المرأة العالمي، اعترافاً دولياً بالإنجازات التي حققتها الإمارات، حيث ستتعرف نخبة من المتحدثين ووفود 87 دولة، إلى التجربة الإماراتية الملهمة في تمكين المرأة التي تجاوزت كل العراقيل المعهودة لتنجح في كافة الميادين والمجالات، بما فيها السياسية والاقتصادية والإدارية والثقافية والاجتماعية.
هذه الأرضية الصلبة التي تقف عليها الإماراتية، الآن، لم تأتِ من فراغ أو بقرارات متسرعة لمجاراة أو محاكاة الآخرين، وإنما نتيجة لجهود تراكمية وضع لبنتها نصير المرأة الأول، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.
فمنذ التأسيس أدرك، رحمه الله، دور المرأة الحيوي ووجّه بتأسيس الاتحاد النسائي العام عام 1975، لتحقق المرأة مكاسب عدة لا تقتصر على الجوانب الاقتصادية والتعليمية والسياسية؛ إذ توجد المرأة الآن في السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، فهي الوزيرة والبرلمانية والدبلوماسية والقاضية، والمأذونة الشرعية.
وارتفعت نسبة مساهمتها في النشاط الاقتصادي وسوق العمل بعد تأسيس مجلس سيدات الأعمال في الدولة، إلى أكثر من 22 ألف سيدة أعمال في السوق المحلية والعالمية.
إن الحقبة الزمنية القصيرة والنتائج التي تحققها المرأة في الإمارات وصعودها القوي لتتصدر المشهد في قطاعات عدة، جدير بالتأمل.
بالتأكيد لم يكن الطريق ممهداً ولا سهلاً، لكن قيادة الدولة الرشيدة أخذت على عاتقها منذ البداية أن تكون سباقة إلى تمكين المرأة وتعزيز دورها في بناء الدولة، إيماناً بدورها الفاعل في بناء المجتمع، فهيأت لها الظروف وسخّرت الإمكانيات وفتحت لها آفاقاً رحبة.
إنه النهج الذي تبنّته سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، على مدى العقود الماضية عبر دورها القائم على الإرادة والعطاء والتميز. وبفضل هذه الرؤية والدعم غير المحدود، تضطلع الآن عشرات آلاف الإماراتيات بأدوار رئيسية في جميع جوانب مجتمعنا.
لقد آمنت القيادة الرشيدة منذ أمد بعيد، بأن تمكين المرأة له الأثر الأكبر في تعزيز الاستقرار الأسري والمجتمعي، ونشر ثقافة الإبداع والمسؤولية المجتمعية. وتؤمن الدولة إيماناً راسخاً بمناصرة المرأة والدفاع عن قضاياها، وتعده عنصراً أساسياً في أجندتها المحلية والإقليمية والدولية. لقد صار «تمكين المرأة» جزءاً من الثقافة الإماراتية، وتجربة مميزة كانت محل إشادة من مستشارة الرئيس الأمريكي إيفانكا ترامب، خلال مشاركتها في المنتدى، حيث قالت: «الإمارات تأخذ على عاتقها دوراً ريادياً في دعم المرأة في المنطقة. ونحن نأمل أن تشارك باقي الدول في إجراء الإصلاحات التشريعية اللازمة، وتعديل القوانين التي ربما تعوق النساء عن المشاركة الكاملة في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية».
ليس غريباً أن تحقق المرأة في دولة الإمارات، هذا التقدم الذي يندرج ضمن رؤية القيادة الرشيدة، بأن تمكين الإنسان تمكين للوطن، والرحلة مستمرة، ومن واجبنا جميعاً المساهمة فيها بالتنشئة الصحيحة لأجيال المستقبل، بنين وبنات، وتعليمهم مفهوم رد الجميل للوطن.

المدير التنفيذي لوكالة أنباء الإمارات

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المدير العام لوكالة أنباء الإمارات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"