المتخصصون مهمشون!

03:44 صباحا
قراءة دقيقتين
حسن بن حمودش

- لماذا نبحث عن المتخصصين في مجالاتهم، ثم نجبرهم على تنفيذ الأوامر بموجب أهوائنا وعواطفنا ؟

هذا السؤال، وما يشي به من ظاهرة سيئة، أخبرني به منذ زمن مدير أحد الأندية وهو يشكو حال الجهاز الفني في ناديه، حيث كان المدرب على حد قوله يخضع لإملاءات كثيرة من آن لآخر من غير ذوي الاختصاص !.. ولأن هذا الكلام مضى عليه أكثر من 30 عاماً، والدنيا ذهبت بعيداً في مجالي الاحتراف والتخصص، عجبت كثيراً أن يكون لهذه الظاهرة وجود إلى الآن في بعض الأندية، فالمعنى المباشر لذلك أن العلة فينا وفي الثقافة التي مازالت تحكم البعض رغم كل ما قطعناه في سبيل التطور والحداثة إداريا وفنيا.

- عندما نتحرى المتخصصين في أي مجال ثم نتعمد تهميشهم، فهذا معناه أن نظل في مواقعنا إعمالاً لمقولة «مكانك سر»، والمحصلة ستدين القيادات الرياضية في مواقع المسؤولية قبل أن تدين من هم أدنى في مواقع العمل الميداني، لأن القيادة هي المنوط بها مهام التخطيط والرقابة والمحاسبة، ويجب أن يتم إفساح المجال للتقنيين واللجان المختصة لتقدم خبراتها، ولتفتح هي المجال للشباب القادم من الجامعات والتعليم العالي وأصحاب التخصصات في المجال الرياضي، خصوصاً كرة القدم،وأن يتركوا «التنظير» وأوامر السمع والطاعة، التي تفرض بدون نقاش، لأن الجيل الجديد مختلف في تفكيره عن الأجيال القديمة في كل شيء، وليس عيباً أن تتنازل وتسمع وتأخذ بالرأي الآخر طالما هو في الصالح العام.

- نعم لابد من مراعاة الخبرة في جميع المجالات، ولكن ليس معنى ذلك أن تطبق نظريات السبعينات على جيل الألفية الثانية الذي شهد ثورة المعلومات والجيل الخامس للنقلة التقنية،لاسيما وأن هناك فرضية علمية مفادها: إن اللهجات والأخلاق تتغير كل 35 عاماً بنسبة لاتقل عن 25%،وأنها بالنسبة إلى النظم والوسائل التقنية تتغير بنسبة تصل إلى 50%.

- إذا كنا نريد أن نذهب بعيداً في رياضتنا، ونتحدى كبار آسيا في الكرة وغير الكرة، فالمسألة ليست مرهونة بالشعارات والنظريات أو بإعلان تطبيق الاحتراف، أو بتعيين الخبراء والمتخصصين وحسب، بل لابد من أن نعطي الخبز للخباز ونكتفي بتحديد مواصفات «الرغيف» الذي نريده، ومن الأهمية بمكان أن ندرك أن منصات التتويج لا نستهدفها وحدنا وأن هناك آخرين عرفوا سبيلها قبلنا، وأكثر ما ميزهم، أنهم أعطوا للمتخصصين ما يستحقونه شكلاً وموضوعاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"