عادي
تعزز جودة حياتهم وتمنع التقاطهم العدوى

الخدمات الطبية المنزلية تجنب كبار المواطنين وباء«كورونـــا».

01:38 صباحا
قراءة 8 دقائق
كورونـــا
كورونـــا
كورونـــا

تحقيق: رانيا الغزاوي

يحظى كبار المواطنين في الدولة بمكانة كبيرة على كافة الصعد، وللحفاظ عليهم في ظل انتشار فيروس كورونا الذي بات تأثيره كبيراً وخطيراً على هذه الفئة كما يعلم جميعنا، كان لا بد من الجهات الصحية في الدولة أن توحد أنظمتها لتحقيق ذات الهدف، وهو الحفاظ على «بركة الدار» والاهتمام بصحتهم وسلامتهم وتجنيبهم التقاط العدوى.

القائمون على القطاع الصحي والمنشآت الصحية لم يتوانوا عن ترجمة هذا الحب والاهتمام، فقد عملوا على تقديم الخدمات المتميزة والمتعددة التي تنوعت ما بين، إجراء المسح للكشف عن كورونا في المنزل وإعطائهم الأولوية في ذلك من دون أي رسوم، والتطبيب عن بعد، وإيصال الأدوية، وحتى الخدمات المخبرية والأشعة، والأولوية في حجز المواعيد الطبية في المستشفيات، وتطعيم الإنفلونزا في المنزل، وصولاً إلى بقية خدمات العناية المنزلية الأخرى المعتادة والتأهيل الجسدي والنفسي.

شملت هذه الخدمات الصحية المتميزة أصحاب الأمراض المزمنة من المواطنين والمقيمين على حد سواء، كالذين يعانون أمراض القلب والجهاز التنفسي والسكري وغيرهم، حيث يزداد الأمر خطورة لو انتقلت العدوى لهذه الفئة، فجميع وفيات كورونا هم من أصحاب الأمراض المزمنة الذين تعرضوا لمضاعفات الفيروس، وهذا ما جعل الجهات الصحية تحرص على توفير البيئة الآمنة لهم، وتقديم الخدمات الطبية لهم في المنازل.

تطعيمات الإنفلونزا

يؤكد الدكتور حسين عبدالرحمن الرند الوكيل المساعد لقطاع المراكز والعيادات الصحية في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، أن صحة كبار المواطنين تعتبر من أولويات الوزارة في إطار الحرص على تلبية الاحتياجات الصحية لهم، ضمن أجواء من الراحة والطمأنينة لشريحة تحظى بمكانة خاصة لدى قيادة الدولة، ومن هذ المنطلق أطلقت وزارة الصحة ووقاية المجتمع مبادرة تقديم تطعيمات الإنفلونزا الموسمية لكبار المواطنين في المنازل حفاظاً على صحتهم وسلامتهم وتجنيبهم عناء التوجه إلى المستشفيات أو المراكز الصحية للحصول على التطعيم، وذلك في إطار الحملة السنوية التي أطلقتها الوزارة أخيراً وتمتد إلى نهاية شهر يناير/كانون الثاني من العام 2021.

ويوضح أن قائمة مراكز الرعاية الصحية الأولية التي تطبق المبادرة تتضمن 10 مراكز، وهي: مشيرف في إمارة عجمان، وكل من مركز الخزان وفلج المعلا والسلمة والراعفة في إمارة أم القيوين، بينما تطبق المبادرة 3 مراكز في إمارة رأس الخيمة وهي جلفار وسيف بن علي ورأس الخيمة، كما يشارك مركزان صحيان في إمارة الفجيرة وهما الخليبية والفصيل لتعزيز صحة الأسرة، وفي إمارة الشارقة يتم تقديم الخدمة من خلال التعاون بين الرعاية الصحية الأولية ودائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة، لافتاً إلى أن فرقاً متنقلة من الكوادر الطبية بدأت بزيارة منازل كبار المواطنين وتقديم تطعيمات الإنفلونزا الموسمية، مما يضمن لهم الرعاية الصحية اللازمة أثناء التواجد في محيطهم الأسري، مع مراعاة الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية المطبقة في الدولة لمجابهة «كوفيد 19».

قاعدة بيانات

وكانت الوزارة أطلقت العديد من المبادرات لدعم الرعاية الصحية لكبار السن، منها إنشاء قاعدة بيانات لرصد العمر المتوقع لكبار السن في الدولة، وتوسيع برامج الرعاية الصحية والخدمات، وبخاصة خدمات الرعاية المنزلية، كما وفرت خدمة العيادات المتنقلة في المناطق البعيدة في إمارتي رأس الخيمة والفجيرة، وهي مجهزة بالمعدات اللازمة والطاقم الطبي لتقديم خدمات علاجية واستشارية وتشمل خدمات علاج الأسنان، وخدمات المختبر الطبي، والعلاج الطبيعي، وعلاج السكري، وغيرها من الخدمات.

وحرصت الوزارة مع ظهور جائحة «كوفيد-19»، على إطلاق حملات فحص منزلية لكبار المواطنين بالتعاون مع الجهات المعنية للاطمئنان على صحتهم مع اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير الاحترازية، في إطار استراتيجيتها الرامية لتقديم رعاية صحية استثنائية لكبار المواطنين تناسب احتياجاتهم، وتنفيذ برامج نوعية تحمي صحتهم تقديراً لمكانتهم الجليلة في المجتمع.

خدمات صحية عن بعد

تقول الدكتورة أمنيات الهاجري مديرة إدارة صحة المجتمع في مركز أبوظبي للصحة العامة: انطلاقاً من حرصنا على صحة أفراد المجتمع في ظل وجود الجائحة، أطلق مركز أبوظبي للصحة العامة دائرة الصحة أبوظبي برنامج الرعاية الصحية لكبار المواطنين والمقيمين، والذين يعانون أمراضاً مزمنة، بهدف ضمان استمرار الخطط العلاجية للفئات الأكثر عرضة لمخاطر مضاعفات الإصابة بفيروس «كوفيد 19»، بما في ذلك كبار السن وذوو الأمراض المزمنة، والحفاظ على صحة وسلامة المجتمع ككل في ظل مواجهة انتشار الفيروس، حيث عمل المركز من خلال البرنامج على الاتصال بالفئات الأكثر عرضة لمخاطر مضاعفات الإصابة لإبلاغهم عن فوائد البرنامج، وكيفية استخدام منصة الرعاية الصحية عن بعد، فضلاً عن متابعة الحالات التي تحتاج إلى عناية فورية ويتم تحويلها حسب الاحتياج الطبي.

وتوضح أنه يتم حالياً عبر البرنامج، التعاون مع عدد من مقدمي الخدمات الصحية المتميزين على إدراج جميع الحالات من كبار المواطنين والمقيمين والمصابين بالأمراض المزمنة، والتأكد من حصولهم على التوعية اللازمة بالإجراءات الاحترازية من الفيروس وتحديد احتياجاتهم لخدمات الرعاية الصحية، بما فيها الصحة النفسية، وتقديمها لهم بالطريقة الأنسب لاحتياجاتهم، سواء عن طريق المكالمات الهاتفية أو الاتصالات المرئية، أو الزيارات المنزلية عبر تسيير العيادات المتنقلة بالتنسيق مع المنشآت الصحية الحكومية والخاصة، بهدف تقديم العلاجات والاستشارات الطبية، والعمل على تنسيق الزيارات الضرورية للمستشفى، إلى جانب إجراء الفحوصات الدورية والمخبرية.

الأكثر عرضة للمخاطر

وتضيف: ينصب تركيزنا حالياً على ضمان حصول الفئات الأكثر عرضة لمخاطر مضاعفات الإصابة ككبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، على الرعاية الصحية التي يحتاجونها وضمان سلامتهم، حيث تأثر عدد من المرضى بما شهده العالم مؤخراً بعد انتشار كورونا، في حين نعمل على سد الفجوة وضمان حصول هذه الفئة على الخدمات التي يحتاجونها استناداً إلى البنية التحتية الرقمية المتطورة التي تتميز بها أبوظبي، ويقوم فريق متخصص من الأطباء والممرضين والمهنيين الصحيين بتقديم الخدمات والرعاية الصحية لهاتين الفئتين بشكل خاص، تشمل خدمات التشخيص والاستشارة الطبية الافتراضية والحصول على الوصفات الطبية وتجديدها عند الحاجة، وغير ذلك من الخدمات الطبية، آخذين بعين الاعتبار أن العديد من المرضى، بسبب تقدمهم في السن أو حالتهم الطبية، ليس لديهم القدرة على استخدام أي من طرق التكنولوجيا المتاحة، وأفضل طريقة للوصول إليهم هي عن طريق الهاتف أو زيارة المنزل إذا لزم الأمر.

خدمات طبية متنوعة

من جانبه، يؤكد محمد حواس الصديد المدير التنفيذي للخدمات العلاجية الخارجية التابعة لشركة «صحة»، حرص «صحة» على الارتقاء بجودة الحياه الصحية لكبار المواطنين، حيث توفر باقة من الخدمات المتنوعة والمتكاملة فيما يخص الرعاية المنزلية لكبار المواطنين الذين لا يستطيعون الحضور للمراكز الصحية والمستشفيات، وخصوصاً في زمن كورونا، ومن هذه الخدمات الحجز السريع لكبار المواطنين والمقيمين مجاناً، كما يتم إعطاء الأولوية لكبار السن في حجز المواعيد لإجراء المسح للكشف عن فيروس كورونا المستجد مجاناً، وخدمة المسح في المنزل، وفي مراكز المسح عن طريق مركز اتصال استجابة عبر الرقم 8001717، لتسهيل وصولهم للخدمات وإجراء المسح لفئة كبار المواطنين مجاناً سواء للإماراتيين أو المقيمين ممن تزيد أعمارهم على سن الخمسين عاماً للكشف عن الفيروس.

ويشير إلى أن الخدمات العلاجية الخارجية أطلقت كذلك خدمة توصيل الدواء إلى المنزل تحت شعار «نوصلكم.. لا تشلون هم»، حيث تستهدف الخدمة في المرحلة الأولى كبار المواطنين ومراجعي عيادة الأمراض المزمنة وذلك حرصاً على سلامتهم ولتقليل احتمالية إصابتهم بالعدوى، بالإضافة لتخفيف العبء عنهم وتجنيبهم مشقة الذهاب إلى المركز الصحي، ويقوم الطبيب بالتواصل معهم هاتفياً وتقديم الاستشارة الطبية لهم ومن ثم إيصال الدواء مباشرة إلى منازلهم، لافتاً إلى أن شركة «صحة» توفر خدمة الاستشارة الطبية عبر الهاتف، لإتاحة الفرصة لجميع فئات المجتمع، وفي مقدمتهم كبار المواطنين للوصول إلى الخدمات الصحية دون الحاجة لزيارة المراكز الصحية، خاصة في ظل ظروف انتشار فيروس كورونا المستجد.

متابعة مستمرة وشاملة.

ويضيف: إلى جانب الخدمات التي تقدمها «صحة» لكبار المواطنين ومن لديهم أمراض مزمنة بما يتعلق بكورونا، تقوم بتوفير رعاية صحية ومتابعة مستمرة وشاملة للمرضى في منازلهم من خلال فريق صحي مدرب مؤهل لهذا الغرض، بالإضافة إلى توفير الأجهزة الطبية والأدوية اللازمة لهم، كما أطلقت شركة «صحة» كذلك مبادرة «صحتكم أمانة» وتوفر من خلالها خدمات استباقية تشمل خدمة التذكير بالمواعيد قبل ساعة من الموعد المحجوز والتأكيد على كبار المواطنين الذين لديهم موعد لزيارة العيادات بأن فريق العمل بانتظارهم، إلى جانب توفير مواقف أمامية خاصة لكبار المواطنين بالقرب من مداخل العيادات التابعة للخدمات العلاجية الخارجية وكراسي متحركة لمن يحتاج منهم، واستقبالهم من قبل موظف مخصص لذلك واصطحابهم إلى العيادة المطلوبة.

4 مرافق متخصصة

ويتحدث حسن جاسم النويس نائب أول رئيس مبادلة للرعاية الصحية، عن دور منشآت مبادلة للرعاية الصحية في تقديم الخدمات الطبية لمرضى الأمراض المزمنة وكبار السن قائلا: «تقدم «مبادلة» خدماتها في هذا السياق عبر 4 من مرافقها المتخصصة عبر توفير الخدمات التشخيصية والعلاجية عن بُعد للمرضى الذين يعانون أمراضاً مزمنة وتتجاوز أعمارهم 60 عاماً، وذلك بعد النجاح الذي حققه برنامج الرعاية عن بعد لدعم العزل المنزلي لمرضى «كوفيد-19»، الذي أطلقته مبادلة للرعاية الصحية بالتعاون مع مركز أبوظبي للصحة العامة ودائرة الصحة أبوظبي».

وتشمل هذه الخدمات، الزيارات المنزلية لتقديم الرعاية الصحية وفحوص الدم، فضلاً عن توصيل الأدوية إلى المنزل، وتقديم الاستشارات الطبية عن بُعد، حيث يتم تقديم خدمات الرعاية الصحية من جانب خبراء واختصاصيين من مراكز التميز، في كل من مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، ومستشفى هيلث بوينت، ومركز إمبريال كوليدج لندن للسكري، و«أمانة للرعاية الصحية» التابعة لشبكة مبادلة للرعاية الصحية، وذلك تحت رعاية وإدارة دائرة الصحة في أبوظبي، والتي تقوم بتحديد المرضى المؤهلين للاستفادة من خدمات البرنامج.

ويوضح أن الهدف الرئيسي من برنامج الرعاية عن بُعد لكبار السن يتمثل في توفير خدمات رعاية رائدة خصوصاً لهذه الفئة من السكان ممن يعانون أمراضاً مزمنة، بهدف تقليل مخاطر تعرضهم لمضاعفات أكثر حدة، فيما يركز برنامج الرعاية عن بعد على الجوانب التوعوية والتثقيفية باستخدام أحدث تقنيات التواصل عبر الفيديو والصوت.

كما توفر مبادلة للرعاية الصحية عبر مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري في أبوظبي، خدمة سحب الدم (الفصد) من المنزل، لمرضى السكري من الفئة الأكثر عرضة لخطر الإصابة بكورونا ومضاعفاتها من خلال متابعة فحوصات الدم الخاصة بهم، وتم تطبيق الخدمة على 5 آلاف مريض.

برنامج الزيارات

وتوضح هند محمد سلطان الكتبي مديرة برنامج الزيارات المنزلية بهيئة الصحة في دبي، أن نتائج التدقيق السنوي لعام 2020، كشفت أن نسبة المتابعة المستمرة للمرضى في برنامج الزيارات المنزلية كانت 99%، ونسبة تطعيم الإنفلونزا لكبار المواطنين المسجلين في برنامج الزيارات المنزلية 97%، ونسبة تطعيم المكورات الرئوية لكبار المواطنين المسجلين في برنامج الزيارات المنزلية 98%، فيما بلغ عدد الزيارات المنزلية لكبار السن في إمارة دبي، خلال العام الجاري ولنهاية شهر أغسطس/آب الماضي 8252 زيارة، فيما وصل عدد المسجلين في البرنامج من كبار السن 580 مواطناً.

إلزام بالتأمين الصحي

ألزمت دائرة الصحة في أبوظبي مؤخراً، شركات التأمين الصحي المرخص لها من الدائرة للعمل في مجال الضمان الصحي، بتغطية عدد من الخدمات ضمن برنامج رعاية كبار السن وذوي الأمراض المزمنة، ممن يحملون تأميناً صحياً ساري المفعول، وتقديم الخدمات في منازلهم لتقليل خطر الإصابة بالفيروس.

ومن هذه الخدمات توصيل الأدوية للمنازل، وسحب الدم، والاختبارات المخبرية والأشعة، وأن يقوم عدد من المنشآت الصحية بناء على ذلك بتقديم الدعم اللازم لهذه الفئات، وتتضمن هذه المنشآت، منشآت شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، والمنشآت التابعة لمبادلة للرعاية الصحية، والمنشآت الصحية التابعة لمجموعة «في بي إس»، ومنشآت شركة «إن إم سي» لرعاية الصحية، ومستشفى الريم، والمنشآت الصحية التابعة لميديكلينك الشرق الأوسط.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"