عادي

الحريري يبدأ مشوار «التأليف» والراعي يحذره من «الاتفاقيات السرية»

20:54 مساء
قراءة دقيقتين
12

بيروت - «الخليج»:

انطلق رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري، الأحد، في مشوار الألف الميل نحو تشكيل الحكومة التي حدد صفاتها أكثر من مرة، و«تضم اختصاصيين غير حزبيين»، حتى أنه وضع تصوّراً أوليا لها، فيما حذر البطريرك الماروني بشارة الراعي،​ الرئيس المكلف من عقد اتفاقات ثنائية سرية.
وغداة اتصال أجراه مساء الجمعة برئيس مجلس النواب نبيه بري، زار القصر الرئاسي عصر السبت، مستهلاً سلسلة اتصالات واسعة سيجريها مع الأحزاب والتكتلات؛ للاتفاق معها حول تركيبة الحكومة العتيدة وبرنامجها. ووفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة، فإن زيارة الحريري للقصر غداة الاستشارات تحمل إشارات ليونة ومرونة، تعكس رغبته في الوقوف عند رأي الرئيس ميشال عون، وعند مطالبه وتصوّره للتشكيل، خلافاً لسلفه أديب... فهل سيلاقي عون، خصوصاً، والفريق الرئاسي؛ أي التيار الوطني عموماً.
وكانت زيارة الحريري إلى القصر الرئاسي استبقت بحفلة تسريبات شكلت عامل تشكيك أكثر منها عامل دفع للإيجابيات الناشئة؛ ذلك أنّ هذه التسريبات وإن لم تعلّق عليها أوساط الرئيس المكلف إلا أنها بدت بمنزلة دفتر شروط استباقي أُريد له أن يظلّل المقاربة الفعلية الأولى بين الحريري وعون، وهو ما جعل مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية يلفت في بيان له، أمس الأحد، إلى أن «وسائل إعلام مرئية ومكتوبة ومسموعة تنشر من حين إلى آخر، معلومات عن مواضيع مختلفة تنسبها إلى مصادر قصر بعبدا أو إلى مقربين من رئيس الجمهورية أو مصادر واسعة الاطلاع على موقف بعبدا، وغيرها من التوصيفات التي ترد في هذه الوسائل»، مؤكداً أن «هذه المعلومات كاذبة ولا أساس لها من ​الصحة​». ودعا «​وسائل الإعلام​ إلى العودة إليه في كل ما يخص مواقف الرئيس عون من المواضيع المطروحة؛ لأنه الجهة الوحيدة المخوّلة بنقل هذه المواقف وتعميمها، بالتعاون مع وسائل الإعلام كافة».
ووفق المعلومات، فإنّ اللقاء بين عون والحريري شهد نوعاً من التفاهم على الأطر العريضة للحكومة وطبيعة مهمتها لجهة عدد من العناوين، وما ينتظرها من مهمات والملامح الأساسية لعملية توزيع الحقائب والاختصاصات المتصلة بها، ومسألة المداورة كما موضوع حجمها ما بين 14 و20 وزيراً. ويبدو أنّ ملامح التبدل في مناخ التأليف ما بين تجربة السفير مصطفى أديب وتجربة الحريري وطريقة الأخير في التواصل المباشر؛ تركت أثراً إيجابياً لدى رئيس الجمهورية والقوى السياسية من شأنه المساعدة في تذليل التعقيدات المنتظرة على طريق التأليف. وبرأي مصادر متابعة، فإن الأوضاع المعيشية والحياتية المتردّية في لبنان؛ ستفعل فعلها هذه المرة، وستضغط على القوى السياسية كلّها؛ لوضع الأمور في نصابها الصحيح.
في غضون ذلك، دعا ​البطريرك الماروني، الحريري​، إلى تخطي شروط الفئات السياسيّة وشروطهم المضادّة، وتجنّب مستنقع المصالح و​المحاصصة​ وشهيّة السياسيين والطائفيين، فيما الشعب منهم براء. وحذر الراعي، في عظة الأحد، «الرئيس المكلف من الاتفاقات الثنائيّة السريّة والوعود؛ لأنّها تحمل في طيّاتها بذور خلافات ونزاعات على حساب نجاح الحكومة، قائلاً: فلا خفيّ إلّا سيظهر، ولا متكوم إلّا سيُعلم ويعلن».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"