الأسرة.. أساس تصميمنا للخمسين

23:27 مساء
قراءة دقيقتين
الأسرة.. أساس تصميمنا للخمسين

 

 

د. خولة عبدالرحمن الملا


خمسون عاماً مضت من عمر دولتنا الغالية، وخمسون مقبلة نستعد لها وفق توجيهات حكومتنا الرشيدة وسعيهم لإشراك جميع فئات المجتمع في التخطيط لمستقبل دولة الإمارات، وقد شاركنا في الكثير من الاجتماعات والندوات طوال الأشهر الماضية، سواء مؤسسات أو أفراد في أولوية القضايا ومدى أهميتها للتركيز عليها، والتي تدور أغلبها حول المجتمع والتخطيط للمستقبل في الخمسين عاماً المقبلة، لتكتمل مئوية دولة الإمارات التاريخية، بتخطيط أبنائها ورؤية مؤسسيها الأوائل الذين حولوا الحلم إلى حقيقة في إنشاء كيان متوحد فريد من نوعه، حتى غدا أسرة جمعت القلوب والعقول تحت مظلة واحدة.
ومنذ اليوم الأول لتأسيس دولة الإمــــــارات وضــــــع الآباء المؤسســــــــون جـــــل اهتمامهـــــم على بناء المجتمع الإماراتي من خلال التركيز على الأسرة المتماسكة والمتلاحمة واعتبارهـــــا النـــــواة والركيزة الأساسية لبناء هذا المجتمع، حيث وفرت لها جميع المقومات التي تسهم في استقرارها وسعادتها، من خلال العمل المؤسسي أو عبر برامج ومبادرات ممنهجة.
 وفي إمارة الشارقة على سبيل المثال يأخذ المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة على عاتقه العديد من الأدوار المهمة لتحقيق هذا الهدف من خلال رسم السياسات العامة المتعلقة بالأسرة، واقتراح التشريعات الخاصة بالشؤون الأسرية ورفعها للجهات المختصة، فضلاً عن وضع الخطط والبرامج والمشروعات التي تخدم قضايا الأسرة ومعالجة مشكلاتها المختلفة لتحقيق التنمية المستدامة لها، مستنداً بذلك إلى رؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينة صاحب السمو، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، التي تسعى دوماً إلى وضع الاستراتيجيات والخطط وتنفيذ البرامج المتخصصة التي من شأنها الحفاظ على تماسك واستقرار الأسر في الإمارة.
وبالإشارة إلى مشروع تصميم الخمسين عاماً القادمة، الذي يعد خير تجسيد وتأكيد لأهمية التلاحم الاجتماعي في دولة الإمارات، من خلال إشراك أفراد المجتمع في رسم مستقبل بلدهم، يضعنا هذا أمام سؤال مفاده كيف لنا أن نحافظ على هذا التلاحم والتماسك الأسري؟ إن الإجابة عن السؤال تحمل محاور ونقاطاً كثيرة لا يسعنا الإضاءة عليها جميعها، ولكن سأذكر أهمها والتي تتمثل في محور رئيس يقع على عاتق الآباء أولاً وأخيراً، الذين تتعدد المهام المنوطة بهم تجاه أفراد أسرهم، سواء في الجانب التربوي أو الاجتماعي أو الثقافي.
إن نجاح الأبناء لا يعني التفوق الدراسي أو إحراز لقب مهني، لكنه يعني رفعة الأخلاق وجميل الخصال وقويم السلوك، فعلم دون خلق يصبح وبالاً على صاحبه وعلى المجتمع، لذا من الأهمية بمكان ألا يكتفي دور الوالدين بتوفير الاحتياجات المادية لأبنائهم، لكن يجب أن يكون هناك حوار دائم ولقاءات ثابتة والعمل على مصادقتهم مهما كانت مشاغل الحياة.
وأخيراً إن مقياس تقدم الدول وازدهارها هو بتلاحمها المجتمعي، وأساس ذلك هو الاستقرار الأسري ولنا في الخمسين عاماً الماضية من عمر دولتنا أسوة حسنة، لذلك لا بد من أن نجعل هذا المحور أساس تصميمنا للخمسين عاماً القادمة.

أمين عام المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"