عادي

انخفاض الدولار يدفع أسعار السلع للارتفاع

11:51 صباحا
قراءة 3 دقائق
الدولار الأمريكي
الدولار الأمريكي يؤثر في أسعار السلع

دبي: «الخليج» 

قال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك، في تحديث السلع الأسبوعي، إنه منذ انتخابات الرئاسة الأمريكية يوم الثلاثاء الماضي، كان الارتفاع القويّ للأسعار السمة العامّة لجميع الأصول تقريباً، ومن بينها معظم السلع. وتكشّفت مسيرة التباين واضحة بين توجّهات أسعار الدولار من جهة والسلع من جهة أخرى بالرغم من الجمود السياسيّ المتوقّع لعامين على الأقل في واشنطن، والذي يعيق تدفّق المحفّزات المالية الأمريكية إلى الاقتصاد المتضرر جراء كوفيد-19، فضلاً عن دوره في كبح الإنعاش الاقتصادي.
وارتفعت أسعار السلع بقوّة مع اقتراب جو بايدن أكثر من الفوز في السباق الرئاسي، بالرغم من مزاعم ترامب بشأن وقوع مخالفات قانونية لا أساس لها. وانتعشت الأسهم استجابة لانهيار التقلّبات، وقدّم ضعف الدولار دفعة قويّة للمعادن الثمينة والصناعية، فضلاً عن بقية السلع الأخرى. كما ارتفع مؤشر بلومبيرج للسلع بعد الانتخابات بنسبة 1.4%، وحصدت الفضة والبلاتين والذهب والنحاس مكاسب قويّة.

الصورة
ساكسو بنك

فول الصويا والبنّ والذرة

وشهد قطاع الزراعة، وعلى رأسه فول الصويا والبنّ والذرة، تداولات مرتفعة عزّزت ترجيحات ارتفاع تكاليف الغذاء. ووصلت أسعار فول الصويا المتداولة في بورصة شيكاغو إلى أعلى مستوياتها منذ أربع سنوات، حيث حققت الأسعار المحلية في الصين أرقاماً قياسية بفعل نقص الإمدادات. وارتفعت أسعار المحاصيل الرئيسية خلال الأسابيع القليلة الماضية، نظراً لظروف الطقس الجافّ في مناطق الإنتاج الرئيسية، من منطقة البحر الأسود إلى أمريكا الجنوبية والغرب الأوسط الأمريكي، إضافة إلى قوّة الطلب من الصين وضعف الدولار.
ونشرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة مؤشرها الشهري لأسعار الغذاء العالمية لشهر أكتوبر، لبيّن استمرار الاتجاه التصاعدي. وفيما عكست ارتفاعاً على أساس سنوي بنسبة 6%، جاءت الزيادة على أساس شهري بنسبة 3.1% مدفوعة بالأسعار الأكثر قوة للسكر ومنتجات الألبان والحبوب والزيوت النباتية، مع انخفاض أسعار اللحوم فقط.


المعادن الثمينة والصناعية 

أما المعادن الثمينة والصناعية فقد شهدت قفزة في التداولات مع تراجع الدولار نحو أدنى مستوياته في عامين ونصف العام، وتجاوزت أونصة الذهب عتبة المقاومة السابقة عند 1930 دولار، فضلاً عن النحاس الذي حقق أكبر مكاسب أسبوعيّة له منذ يوليو. وتألّقت الفضة من حيث الأداء، وارتفع سعرها بنحو 6% منذ الثلاثاء. وتراجعت نسبة أسعار الذهب إلى الفضة في ذات الوقت، مع توجّه مرجّح للفضة نحو استئناف أدائها المتفوّق ليتّجه الفارق نحو 70 (أونصة من الفضة مقابل أونصة واحدة من الذهب).
وإضافة لضعف الدولار، تراجعت عائدات السندات مع تلاشي خطر الانكماش نتيجة للحكومة الأمريكية المنقسمة. وحافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي على ثبات محفّزاته في اجتماعه الأسبوع الماضي، وأشار إلى الحاجة المحتملة لمزيد من الدعم المالي والنقدي. وتتوقع السوق أن تواجه قرارات الإنفاق من بايدن بمقاومة من مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريّون، ما قد يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي للتدخل وسد الفجوة قريباً. ويفسّر ذلك سبب التركيز المتجدّد على الارتفاع الكبير في أسعار المعادن الثمينة وأسواق الأسهم، حيث لا يوجد خيار بديل آخر.
وقد يضع الذهب نصب عينيه الوصول إلى عتبة 2000 دولار للأونصة بحلول نهاية هذا العام. ولتحقيق ذلك، ينبغي أن يحافظ المعدن على أسعار أونصته فوق نطاق الدعم بين 1920 - 1930 دولار.


أسواق الطاقة

بعد الوصول إلى أدنى مستوياته في خمسة شهور في مطلع الأسبوع جرّاء المخاوف من كوفيد-19، وزيادة الإنتاج من ليبيا، حقق النفط الخام تحوّلاً مفاجئاً جرّاء الانخفاض الكبير في مخزونات النفط الخام الأمريكية، وتزايد التكهّنات بتدخّل أوبك بلس لدعم الأسعار. وبدأت الأسعار المرتفعة بالانكماش بمجرّد تحوّل الانتباه بعيداً عن انتخابات الرئاسة الأمريكية باتجاه كوفيد-19، حيث وصل عدد الإصابات إلى رقم قياسيّ مرتفع في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.
وفي العموم، تبقى أسعار خام برنت عالقة في اتجاه سعريّ هابط، حيث تبلغ عتبة المقاومة حالياً 42 دولار أمريكي للبرميل، وعتبة الدعم الحالية هي 35.50 دولار أمريكي للبرميل. ونؤكد ما قلناه سابقاً بأن الحلّ الوحيد المناسب للنفط الخام في ظل هذه المستويات الحالية شديدة الانخفاض، يتمثل في إزالة تهديدات الفيروس، والتوصّل للقاحٍ يمكن نشره عالمياً. عندئذ فقط، ستتمكن السوق من التفكير في مقدار الاستثمارات الضرورية في الاكتشافات الجديدة، بما يكفل المساعدة على زيادة الأسعار خلال السنوات المقبلة. وفي الوقت الحالي، يواجه الطلب العالمي تحدّيات تتضح ملامحها أكثر الأسبوع المقبل عندما تُنشر التقارير الشهرية لأسواق النفط من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم الثلاثاء، وأوبك يوم الأربعاء، ووكالة الطاقة الدولية يوم الخميس.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"