إدراج متحفين بالشارقة في موقع «الاتحاد العالمي للمعاقين»

أدرج المكتب الإقليمي للاتحاد العالمي للمعاقين، متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، ومتحف الشارقة البحري، المنضويين تحت مظلة هيئة الشارقة للمتاحف، في الموقع الإلكتروني الرسمي الخاص به كوجهتين صديقتين لذوي الإعاقة، نظراً لتوفيرهما المعايير البيئية العالمية لذوي الإعاقة.
ويضاف هذا الإنجاز إلى سجلات هيئة الشارقة للمتاحف التي بادرت مبكراً إلى تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، ودمجهم في بيئة العمل المتحفية من خلال مبادرة متاحف متاحة للجميع. ويأتي اعتماد موقع الاتحاد العالمي للمعاقين الإلكتروني لمتحفي الشارقة بوصفهما جهتين صديقتين لذوي الإعاقة، متسقاً مع أهداف الهيئة التي تشجع ذوي الإعاقة على زيارة الأماكن الصديقة والمناسبة لهم، وتوفر خدمات وتسهيلات تجعل من تجربة زيارتهم لها مميزة.
وقالت منال عطايا، المديرة العامة لهيئة الشارقة للمتاحف: «يُعد اختيار اثنين من متاحفنا وجهتين مؤهلتين لاستقبال ذوي الإعاقة، خطوة أخرى في مسيرتنا نحو تحقيق تكافل يضمن مشاركة كاملة لجميع ذوي الإعاقة، تضاف إلى اختيار متاحف الشارقة من ضمن المؤسسات المراعية لكبار المواطنين مؤخراً».
وأضافت: «نتشارك مع الاتحاد العالمي للمعاقين في مهمته الرامية إلى دمج ذوي الإعاقة في المجتمع؛ إذ نؤمن بأن المؤسسات تكون في أفضل حالاً عندما ترحب وتحترم وتشرك كافة الناس بغض النظر عن خلفياتهم، بما في ذلك ذوي الإعاقة. إن تسهيل قدرة الناس على الوصول إلى متاحفنا هو أمر في غاية الأهمية بالنسبة لنا في هيئة الشارقة للمتاحف، لنكون من الجهات السباقة إلى هذا المجال على مستوى المنطقة».
وأعربت عطايا عن فخرها باختيار اثنين من متاحف الهيئة بوصفهما صديقين لذوي الإعاقة، موضحة أن تطبيق المعايير البيئية العالمية لذوي الإعاقة حقاً من حقوقهم، وواجباً تفرضه المسؤولية المجتمعية والأخلاقية والقانونية، باعتبارها جزءاً من الهوية والقيم الإماراتية التي تعتبر الإنسان ثروة الوطن وصكه الحقيقي نحو التنمية المستدامة.ورش ودورات
تعمل هيئة الشارقة للمتاحف ضمن رؤية تتسق مع توجهات إمارة الشارقة، التي حصلت على لقب «مدينة صديقة لذوي الإعاقة الحركية»، من قبل الاتحاد العالمي للمعاقين في عام 2018، تقديراً لجهودها في دعم وتمكين هذه الفئة من المجتمع. وتولي الهيئة أهمية خاصة لذوي الإعاقة، وتحرص على تسخير كل الإمكانات لخدمتهم، علاوة على إطلاق المبادرات، وتنفيذ الورش والدورات الهادفة لتمكينهم مجتمعياً، فوفرت لهم الدخول المجاني إلى كل متاحفها، وهيأت لهم البيئة المتحفية لاستقبالهم. ولتسهيل عملية الوصول، وفّرت الهيئة منحدرات في مختلف مناطق المتاحف، ومصاعد، ودورات مياه خاصة بهذه الفئة، كما وفرت كراسي متحركة جاهزة عند طلبها من مكتب الاستقبال، فضلاً عن تنظيم جولات صوتية للراغبين في الحصول على إرشادات ذاتية، ومكبرات صوت يمكن للمرشد استخدامها خلال الجولات الصوتية لضعاف السمع.
وأطلقت الهيئة أول برامجها التيسيرية عام 2010، لتمكين الزوار من ذوي الإعاقات المختلفة من الاستمتاع ببرامج تلبي احتياجاتهم ومتطلباتهم، حيث تم تصميم برامجها التعليمية من قبل نخبة من الخبراء والمعنيين بذوي الإعاقة في الهيئة، بما يتناسب مع احتياجاتهم وقدراتهم وإمكاناتهم وفقاً لمعايير مراكز التربية الخاصة. وتتيح هذه البرامج المجانية لذوي الإعاقة من عمر 6 سنوات فما فوق، فرصة التفاعل مع مقتنيات متاحف الشارقة، من خلال جولات تستند إلى أسلوب تفاعلي يقود إلى أنشطة تتم داخل قاعات المتحف، تتبعها ورش عمل تسهم في تنمية مهاراتهم وصقلها.
جولات إرشادية
وأطلقت الهيئة مبادرة هي الأولى من نوعها على مستوى الخليج العربي، حين بدأت بتنظيم جولات إرشادية بلغة الإشارة، قادها مرشدون من ذوي الإعاقات السمعية، ضمن برنامج تدريبي مكثف يحمل اسم «المرشد المتميز بلغة الإشارة»، واستهدف البرنامج خريجي المرحلة الثانوية من ذوي الإعاقة السمعية، الذين خاضوا دورة تدريبية على أساسيات الإرشاد المتحفي، حيث تم تزويدهم بالمهارات اللازمة، عبر إطلاعهم على أدوات الإرشاد والتعامل مع المقتنيات والحفاظ عليها، وكيفية شرحها للزوار بطرق مبتكرة وفريدة. كما بادرت الهيئة إلى إعطاء موظفيها الذين يتعاملون مباشرة مع الزوار، كموظفي الاستقبال والمرشدين والاختصاصين التعليمين، دورات في لغة الإشارة ليتمكنوا من التواصل بشكل فاعل مع زوار المتحف من ذوي الإعاقة السمعية. 
ووقّعت الهيئة مذكرة تفاهم مع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، لتمكين ذوي الإعاقة ومنحهم فرصة زيارة المتاحف، والمشاركة في الأنشطة التي توفرها في المجالات التعليمية، حيث تتيح الاتفاقية المجال لإقامة جولات إرشادية مخصصة للأطفال من ذوي الإعاقة السمعية، وتبادل الترويج بين الطرفين، وتأمين دخول مجاني لطلاب المدينة إلى جميع متاحف الشارقة.
منال عطايا: تطبيق المعايير العالمية لذوي الإعاقة واجب تفرضه المسؤولية المجتمعية