صحة الشعاب المرجانية

دق أول تقييم من نوعه للشعاب المرجانية في مياه الولايات المتحدة، ناقوس الخطر مرة أخرى بشأن التدهور المستمر لهذه النظم البيئية الحساسة تحت الماء، والتي يعتبرها العلماء ضرورية لصحة محيطات العالم، وسط الآثار البيئية التي يشكلها النشاط البشري وتغير المناخ.
وقيّم التقرير ـ الذي أصدرته الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، وجامعة ماريلاند، من جوام وهاواي في المحيط الهادئ إلى فلوريدا، وجزر فيرجن في المحيط الأطلسي ـ صحة الشعاب المرجانية وارتفاع حرارة المياه، وصيد الأسماك، والتلوث القادم من اليابسة.
وقال الباحثون إن الشعاب المرجانية قبالة سواحل فلوريدا هي الأكثر تدهوراً في البلاد، وربما لم يتبق منها سوى 2%.
عندما تكون الشعاب المرجانية بحالة جيدة، فإنها تشكل مستعمرات من كائنات حية شديدة الجمال تحت الماء، تضاف إليها وفرة الأسماك والكائنات المائية التي تشكل عنصراً مهماً في النظام البيئي البحري.
وتعتبر الشعاب المرجانية حواجز طبيعية أمام هبوب العواصف، لا سيما في المناطق المعرضة للأعاصير، كما أنها مهمة للاقتصادات الساحلية التي تعتمد على السياحة وتربية الأحياء البحرية والصيد التجاري.
بلغت الآثار الاقتصادية للشعاب المرجانية في الولايات المتحدة أرقاماً مهمة بحوالي 3.4 مليار دولار سنوياً. وقال مسؤولون إن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إجراء تقييم على مستوى البلاد، على الرغم من سنوات من القلق بشأن صحة الشعاب المرجانية، ليس فقط في الولايات المتحدة، ولكن في جميع أنحاء العالم.
وبينما يقول التقرير إن حالة معظم مناطق الشعاب المرجانية في الولايات المتحدة كانت «عادلة»، فإنه أضاف أن مياه الصرف الصحي والمواد الكيميائية وغيرها من الملوثات التي تتدفق إلى المحيطات تشكل تهديدات كارثية محتملة على بقائها.
وتقول بعض الدراسات إن أكثر من نصف الشعاب المرجانية في العالم قد ضاعت، وإن مزيداً منها في خطر. حتى في المحيطات النائية حيث يكون التفاعل البشري محدوداً، تظل الشعاب المرجانية مهددة بسبب تغير المناخ، الذي تسبب في ارتفاع درجة حرارة المحيطات وجعل بعض المناطق الساحلية غير صالحة لنمو الشعاب المرجانية الحساسة.
ويعتبر تغير المناخ أكبر تهديد فردي للشعاب المرجانية في المياه الضحلة في الولايات المتحدة، وفي جميع أنحاء العالم.
نأمل أن يبدأ التقرير حواراً حول العوامل المختلفة والحلول المحتملة للتهديدات التي تؤثر في الشعاب المرجانية. بعد أن أصبح المسؤولون في ولاية فلوريدا أكثر وعياً بتدفقات التلوث المتدفقة إلى مياهها الساحلية والأضرار التي يمكن أن تسببها للمرجان.
ومن شأن مشروع قانون اتحادي برعاية مشرعين من هاواي وفلوريدا ـ الأكثر تأثراً في هذا الصدد ـ توفير التمويل الفيدرالي للمساعدة في استعادة وإدارة الشعاب المرجانية أو ما تبقى منها على الأقل.
 

• باسفيك ديلي نيوز