تكشف الأبحاث الحديثة كل فترة طرق علاج جديدة لأمراض السرطان، تخرج عن الأساليب التقليدية المعتادة، ويمكن أن تكون لها فاعلية جيدة بمزجها مع علاجات أخرى، وفي هذا الإطار تمكن فريق من الباحثين الأمريكيين من اكتشاف طريقة مختلفة لعلاج سرطان البروستاتا، من خلال استخدام مضادات الاكتئاب.
وتقوم هذه المضادات بتثبيط أحد الأنزيمات التي تسهم في انتشار سرطان البروستاتا إلى العظام ومناطق الجسم المختلفة، ويعد هذا الاكتشاف مهماً في تطوير أدوية حديثة لعلاج هذا السرطان.
توصلت الدراسة إلى وجود إنزيم يسمى «ماوا»، ومهمته تحفيز إشارات تسهل انتشار الخلايا السرطانية للبروستاتا في العظام، وجاء ذلك بعد تجربة على الفئران التي تمت إصابتها بخلايا سرطان البروستاتا، وبعدها متابعة نشاط إنزيم «ماوا»، وتبين أن هذا الإنزيم الموجود في الخلايا السرطانية للبروستاتا يحفز 4 بروتينات، وهذه البروتينات تساعد في وظيفة الخلايا العظمية التي تنكس حالة أنسجة العظام خلال نموها وتعافيها.
قامت الدراسة بتقليل التعبير عن هذا الإنزيم في خلايا البروستاتا المصابة، مما أسهم في تراجع قدرة الخلية الخبيثة على الانتشار في العظام، واستخدمت الدراسة مضاد الاكتئاب الذي له دور في إيقاف نشاط إنزيم «ماوا»، حيث ظهر أنه قادر على منع نشاط هذا الإنزيم مع 4 بروتينات أخرى، تعزز تآكل العظام، وينعكس ذلك على ضعف قدرة الخــــلايا السـرطـانية عــلـى مهاجمــة العــظـام.
وتبشر هذه النتيجة بإمكانية الاعتماد على هذه الأدوية في وقف انتشار السرطان، ويجري الباحثون بعض التجارب السريرية للتأكد قبل تطبيقه، وذلك بعد نتائجه الفاعلة على الفئران.
