عادي
كتاب مشوق يتمتع بقيمة تاريخية كبيرة

«خنير وكتارة من الإمارات» يستخرج الكنوز الوطنية في الدولة

16:56 مساء
قراءة 4 دقائق
حليمة عبدالله راشد محمد

حوار: ميرفت الخطيب
ترى الإماراتية حليمة عبدالله راشد محمد، المتخصصة في حرفة صياغة السيوف والخناجر، أن الكثير من الأعمال والحرف وعناصر التاريخ لم تدون وتحفظ، فتسربت المعلومات التراثية والتاريخية ونسبت لدول أخرى، لذا طرحت في مؤلفها الجديد «خنير وكتارة»، الكثير من المعلومات المشوقة المخزنة في ذاكرتها منذ الطفولة من خلال معايشتها لوالدها حرفي الخناجر والسيوف، فرأت من واجبها أن تضع هذه المعلومات في ذاكرة الإماراتيين خاصة الجيل الجديد عن ما يتصل بصياغة الخناجر.
كان منهج الملاحظة بالمعايشة للكاتبة دوراً تفردت به ككاتبة، كونها سليلة أسرة حرفية ما أضاف ميزة تختلف عن الدراسات التراثية والثقافية التي تعتمد أغلبها على المراجع.
هدية للوطن
* لــِـــمَ يرمز عنوان الكتاب «خنير وكتارة»، وما معنى كتارة؟
** الكتاب هدية لوطني الغالي الإمارات لاحتفاله باليوبيل الذهبي في عامه الـ 50، حيث يعتبر ورشة حية ومستمرة لحرفة صياغة الذهب وبالأخص السيوف والخناجر. حيث تهتم الدولة بالجانب الإبداعي في التراث لتعزيز الابتكار في المجالات المختلفة، وإذا لم يقدم التراث بصورة مبدعة فإنه لن يجد القبول عند الأجيال، كما أن عنصر الجرأة في الطرح يعتبر عنصراً مشوقاً في التأليف، لجذب اهتمام العالم إلى تراث الوطن.
وانطلاقاً من ذلك، توجّب اختيار عنوان لافت وجذاب ومرتبط باللهجة المحلية، كما هو الحال في اختيار عناوين آلاف الأعمال الدرامية والأدبية وغيرها. ولابد أن يكون في العنوان نوع من الابتكار وأن يكون هذا بالمحتوى، وبالنسبة لي فأي عمل أنجزه استهدف ربطه باسم الإمارات حباً وعرفاناً للوطن وتعزيزاً لرموزه ولتأكيد هوية العمل وارتباطه بالإمارات، خاصة أن الكثير من الأعمال والحرف وعناصر التاريخ لم تدون وتحفظ ما تسبب بتسرب المعلومات التراثية والتاريخية ونسبها لدول أخرى.
لذلك، فجميع عناوين أعمالي الكتابية مرتبطة باسم وطني الغالي، فعنوان كتابي الأول «صياغة السيوف والخناجر في دولة الإمارات» والثاني «خنير وكتارة من الإمارات».. وهدفي الأول والأخير حفظ تراث وتاريخ الإمارات وتقديمه بطريقة مشوقة تناسب التطور والتحديات على الساحة الاجتماعية والأدبية، أما بخصوص العنوان فقد عمدت إلى كتابته باللهجة المحلية، وهذا بحد ذاته نوع من الإبداع والتشويق.

مراحل زمنية
* يؤرخ الكتاب لمراحل زمنية معينة ما هي؟
** في الحقيقة اعتبر قلمي الأدبي معولاً للتنقيب عن كنوز الإمارات من التحف الثمينة التي صاغها الأجداد، وأجد نفسي مسؤولة أمام التاريخ للكشف عن الكنوز الإماراتية وتحليلها وتوثيقها ومن ثم تقديمها للأجيال للوقوف على إبداعات الأجداد، وذلك من خلال تخصصي في كتابة تاريخ حرفة صياغة السيوف والخناجر والحلي الذهبية، وكلما تعمقت في التراث اكتشفت كنوزاً لم تصل إليها الأقلام.
* هل يتطرق الكتاب لأهم الخناجر التي ظهرت في تلك المراحل؟
** هناك طرح جميل في الكتاب يجيب على العديد من التساؤلات التي وجهت إليّ من المعنيين في التراث عن مراحل تطور الخناجر في الإمارات وأهم أنواعها وماهي التغيرات التي طرأت على صناعتها مع التطور والازدهار الاقتصادي ووفرة معدني الذهب والفضة في الأسواق المحلية، حيث يصنف الفصل الثاني من الكتاب أنواع الخناجر وتطورها من حيث الشكل والمواد، وقد تصدر الخنجر الساحلي أنواع الخناجر ومن ثم الخنير المتروس أو الشمالي، والخنجر ذهب بردين، وطبقت تلك النماذج من خلال الخناجر الخاصة لأصحاب السمو حكام الإمارات والتي تعتبر شواهد عريقة تكشف عن أنواع الخناجر في مراحل مختلفة.
معايشة يومية
* بماذا يختلف الكتاب عن الإصدارات الأخرى التي تتناول نفس الموضوع؟
**يستخرج كتاب «خنير وكتارة» كنوزاً إماراتية عريقة ذات قيمه تاريخية من متاحف الدولة، حيث تصدر الكتاب على غلافه، الخنير العريق والثمين والذي يعتبر أجمل خنجر على الساحة التراثية، وصنع خصيصاً لصاحب السمو رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد «حفظه الله»، حيث أضاف وجود الخنجر على غلاف الكتاب قيمة تراثية وثقافية وتاريخية مضاعفة لمحتوى البحث.
كما تم اختيار الكتارة الذهبية الثمينة للأسرة الحاكمة في الشارقة والتي يعود تاريخها إلى المغفور له الشيخ سلطان بن صقر الثاني وخناجر جميلة تم اكتشافها في متحف حصن الشارقة. وواجه الكتاب تحدياً في إعداده كونه يطرح لأول مرة معلومات تراثية عن حرفة صياغة السيوف والخناجر وصعوبة الحصول على مراجع للاعتماد عليها، فكان للذاكرة الحرفية والمعايشة اليومية للكاتب دور في تقديم مادة علمية دقيقة.
الإبداع مفتوح للجميع
* من اللافت أن تتطرق سيدة لموضوع يتعلق بالرجال، بماذا تفسرين هذا الاهتمام؟
** من وجهة نظري أن القدرة والمهارة ليست حكراً بالذكورة أو الأنوثة، إنما هي إمكانيات وملكات عامة وتنمو وتتطور حسب ميول ورؤية وطموح الفرد وإيمانه، فعندما يتفرد شخص بموضوع له قيمة وطنية وعلمية وثقافية، فإن التحديات الثانوية لا تمثل عائقاً، حيث إن الواجب الوطني للمساهمة في حفظ التراث أذاب جميع التحديات التي واجهتها كأنثى على الصعيد الشخصي أو العملي أو حتى المالي، فلم يوقفني أي من تلك التحديات عن الاستمرار في خدمة وطني والمساهمة في حفظ تراث عريق أقدمه محلياً وعالمياً.
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"