عادي

حساسية القصبات تسبب نوبات السعال الشديد

20:51 مساء
قراءة 5 دقائق
1

يعد مرض حساسية القصبات، أحد أمراض الجهاز التنفسي، ويعرف كذلك بحساسية الصدر، ويصنفه الأطباء على أنه من الأمراض المزمنة والمزعجة.
يهاجم هذا المرض كافة الأعمار، غير أن الإصابة به تكون مركزة أكثر في الأطفال وفي السن المبكرة، وفي الغالب تظهر أعراض الحالة عند الأطفال من عمر 5 إلى 6 سنوات.
تعاني الأمهات من الأزمات التي تصيب أطفالهن المصابين بالربو، وتتسبب لهن في شعور مستمر بالقلق على مستقبل هؤلاء الصغار.
يمكن تعريف مرض حساسية القصبات، بأنه حالة من الالتهابات والتهيج تصيب الأنابيب أو الممرات أو المجاري التنفسية، التي يعبر منها الهواء حتى يصل للرئتين.
يتعرض المصابون بهذا المرض إلى نوبات قاسية من السعال عند التعرض للعوامل المهيجة أو المثيرة، ويمكن أن تسبب خطورة لدى بعض الحالات، وينبغي الاستعداد الدائم للتعرض لنوبات هذه الحساسية.
تتوفر بعض العلاجات المخففة لهذا المرض ومنها بخاخات توسيع الشعب الهوائية، التي تهدأ من حدة النوبة، وكذلك بعض الأدوية الأخرى، لكن هذا المرض يحتاج إلى علاج مستمر، لأنها حالة مزمنة.
نتناول في هذا الموضوع مرض حساسية القصبات بكل تفاصيله، مع بيان العوامل والأسباب التي تؤدي إلى هذه المشكلة المزمنة، وكذلك أعراضها التي تميزها عن غيرها من مشاكل التنفس الأخرى القريبة منها، ونقدم طرق الوقاية المتوفرة من خلال الأبحاث الجديدة، وكذلك كل أساليب العلاج التقليدية والحديثة.
الشعب الهوائية
تسمى مجاري الهواء التنفسية بأنابيب الشعب الهوائية، وعندما يحدث في التهابها ضيقاً وحساسية شديدة، تظهر حالة من السعال وعدم الراحة، وبالتالي يجد المصاب صعوبة كبيرة في التنفس نتيجة هذا الضيق.
يتكرر الإحساس بالضيق كلما أصيبت الشعب الهوائية بأحد مسببات التهيج، والتي تشمل التعرض للأتربة والغبار والأدخنة وأنواع الملوثات الهوائية المختلفة.
يؤدي هذا التحسس إلى تراكم كميات كثيفة من المخاط أو البلغم داخل فتحات الشعب الهوائية، وربما أدى ذلك إلى انسدادها بشكل جزئي أو كلي، ويصبح مرور الهواء نتيجة لذلك صعباً للغاية.
يعاني المصاب بسبب ذلك مشكلة شديدة في السعال، من أجل محاولات طرد البلغم، مع ضيق في التنفس حاد، ومن الممكن أن تتسبب بعض حالات الربو في خطر حقيقي على حياة المريض.
ملوثات الهواء
ترجع الإصابة بمرض تحسس القصبات أو الربو إلى التعرض المستمر لملوثات الهواء المختلفة بصورة مستمرة، التي تشمل الغبار والأتربة وأدخنة المصانع.
يلاحظ لذلك أن أغلب سكان الأحياء والمنازل التي تكون في محيط مصانع الأسمنت على سبيل المثال معرضون لخطر الإصابة بمرض الربو، وبحسب الإحصاءات فإن 65% من سكان هذه الأحياء عرضة للإصابة بهذا المرض.
يزداد الأمر سوءاً بالنسبة للأطفال الذين ينشؤون قريباً من مصانع الأسمنت، لأن تأثير غبار الأسمنت على صدورهم يكون خطِراً للغاية، وتزداد الحالة تدهوراً كلما استمروا في المناطق الملوثة.
يعد من أسباب الإصابة بالربو المبالغة في التنظيف والتطهير، فيؤدي عدم تعرض الصغار لبعض المشاكل الصحية والعدوى المنتشرة بين الأشخاص إلى ضعف جهازه المناعي أو إصابته بالخمول والكسل، فعندما يقتحم الجسم أي عناصر خارجية لا يهاجمها أو يتعامل كثيراً معها.
يؤثر أي تلوث هوائي يتعرض له الطفل على جهازه التنفسي، ويأتي على رأسها مرض تحسس القصبات، ويصبح جهازه المناعي شديد الحساسية والتأثر والتهيج.
تخمة الصغار
تعد سمنة أو تخمة الأطفال أحد أسباب الإصابة بمرض حساسية الصدر، وكانت بعض الدراسات الطبية ربطت بين سمنة الأطفال وإصابتهم بمرض الربو.
يمكن أن يعود ذلك إلى أن الطفل المصاب بالسمنة يكون قليل الحركة، ويصاب بالخمول، وبالتالي فلا يمارس أي نشاط بدني.
يتسبب إهمال الأم لطفلها وتعرضه لأنواع الملوثات المختلفة في إصابته بتحسس القصبات، وتشمل هذه الملوثات التدخين السلبي، نتيجة جلوسه مع أحد الوالدين المدخنين في أماكن مغلقة، وسواء أكان تدخين سجائر أو شيشة، وأيضاً تعرضه لعوادم السيارات وأدخنة المصانع المجاورة للمنازل.
يؤدي كذلك استعمال العطور النافذة في تهيج الجهاز التنفسي وإصابته بحساسية الصدر، وفي بعض حالات الإصابة كان السبب تعرض الطفل لبخار المنظفات بكل أنواعها، كبخار الكلور وأبخرة مواد التنظيف الكيماوية الأخرى.
صوت صفير
يشكو مريض تحسس القصبات الهوائية من بعض المشاكل والأعراض، التي تبدأ بالسعال وصوت الصفير والخشخشة، مع سماع أزيز بالصدر خلال عملية التنفس.
تظهر هذه الأعراض ليلاً وفي الصباح المبكر، وكذلك عندما يبذل المصاب أي مجهود، ويصاحبها ضيق في التنفس، وشعور بألم أو انقباض في الصدر، وأيضاً صعوبة في هواء الزفير.
تأتي هذه الأعراض على هيئة نوبات مستمرة من السعال، وترتبط في الغالب ببعض المثيرات والمهيجات، وبالتالي فإنها تظهر على فترات، وبسبب حدة السعال التي يعانيها المصاب، فإنه يشكو من اضطرابات خلال فترات النوم؛ حيث يمكن أن تتسبب هذه النوبات في إيقاظه من عز النوم.
يتطور هذا المرض وتزداد أعراضه حدة في بعض الأحيان، ولذلك يحتاج المريض إلى علاج لتوسيع مجرى الشعب الهوائية لتهدئة الحالة، لأن مرور الهواء يكون صعباً بصورة كبيرة.
يمكن أن تتسبب الأعراض أحياناً بظهور زرقة الوجه وبعض الأطراف، كما أن المريض يكون مرهقاً ومتعباً وفي حالة من الأعياء الواضحة.
تقليل الأعراض
يمكن السيطرة بصــــــورة كبيرة على وضع مرض تحسس القصبات، وذلك من خلال تجـــــنب أي أسباب أو عوامل تـــــــؤدي إلى إثارة وتهـــــييج الشعب الهوائية، ويلاحظ أن هذا المرض لا يتوفر له علاج ناجع يقضي عليه حتى الآن.
يعد الهدف من العلاج الذي يتناوله المصاب إيقاف أو تقليل الأعراض المزعجة التي يعانيها، ولذلك عليه الاستعانة بالأدوية المخصصة بصورة منتظمة ولفترة زمنية طويلة.
تتوفر بعض أنواع من البخاخات التي تعمل على توسيع الشعب الهوائية بشكل جيد، مما يؤدي إلى تقليل حدة السعال والإحساس بالراحة الفورية، كما تتوفر بعض العلاجات المستمرة من أجل الحفاظ على الوضع وعدم تطور المرض.
متابعة جيدة
يجب متابعة الأعراض بشكل جيد وعلاجها على الفور، وذلك حتى يمكن السيطرة على المرض، وكذلك تجنب خطر الإصابة بالنويات الحادة المخيفة.
يلاحظ أن الأعراض تختلف من شخص مريض لآخر، وتتحكم فيها مجموعة من العوامل، كقوة تحمل الفرد والحالة الصحية له وقوة الجهاز المناعي، وأيضاً شدة الحالة.
يعاني بعض المصابين التعرض لحالات طارئة من نوبات حساسية الصدر، التي تحتاج إلى عناية عاجلة وعلاجات سريعة، وتؤدي حالات تحسس القصبات المزمنة إلى حساسية شديدة، التي تحتاج إلى علاج مزمن ورعاية خاصة للمصاب.

زيادة الإصابات

بينت الإحصــاءات الحــديثة أن معدل الإصابة بمرض حساسية القصبات الهوائية ارتفع بشكل غـــير مســـبوق فــي السنوات الأخيرة، وتجاوز عدد المصــابين حاجز الـ 300 مليون مصاب في مختلف أنحاء العالم.
تتوقع بعض الدراسات زيادة هذا العدد خلال السنوات الخمس القادمة بنحو 16%، وتنتشر الإصابة بهذا المرض بين الصغار والشباب والكبار ومن الجنسين.
أرجع الباحثون ذلك إلى حالة الانغلاق التي يعيش فيها كثير من الأطفال، التي تصيبهم بالحساسية تجاه أي نوع من الملوثات الهوائية، كالغبار والأتربة والأدخنة مهما كانت قليلة.
ينصح الخبراء والأطباء الأمهات بعدم المبالغة في الحفاظ على الطفل، لأن التربية شديدة الانغلاق تسبب بجعل الجهاز المناعي لا يختبر بصورة كافية، ولا يتطور بالصورة الطبيعية التي تمكنه من حفظ الجسم.
يساعد تعرض الطفل للجو الطبيعي، وكذلك عوامل الجو المختلفة من أتربة وأجواء متقلبة على أن ينشأ على التحمل والقوة.
بينت الدراسات والأبحاث أن الأطفال الذكور أكثر إصابة بمرض تحسس الصدر مقارنة بالإناث، في حين أن الأمر ينعكس في مرحلة البلوغ، فتزداد نسبة الإناث بالمقارنة بالذكور.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"