عادي

حكومة لبنان في النفق والراعي يطلب تدخل الفاتيكان

23:37 مساء
قراءة دقيقتين
1

بيروت: «الخليج»
لا تزال عملية تأليف الحكومة اللبنانية تسير في نفق مظلم، بينما تقتضي عملية الخروج من النفق إزالة الألغام من طريق التأليف، وهو أمر لا يبدو أنه بات وشيكاً، استناداً إلى وقائع الأسبوعين الأخيرين اللذين ترنحت فيهما عملية التأليف إلى حدود الجمود التام، في وقت بادر فيه الرئيس ميشال عون قبل ساعات، إلى الطلب من حاكم مصرف لبنان الاستمرار في إجراءات الدعم للمواد الأساسية، فيما يتعاظم الخوف من تداعيات الأزمة المالية مع اقتراب استحقاقات نهاية السنة بلا حكومة جديدة، بينما دعا البطريرك بشارة الراعي، أمس الأحد، بابا الفاتيكان إلى التدخل لإنقاذ لبنان، في حين تمكن الجيش اللبناني من تحرير مخطوفين اثنين في منطقة جرود الهرمل شمال شرقي البلاد، وتوقيف الخاطفين.
هذا المناخ القاتم لم تُبدده توصية البرلمان اللبناني باعتماد التدقيق الجنائي الشامل الذي تغنت به رئاستا الجمهورية ومجلس النواب، بما تضمن من رسائل بينهما لمصلحة شموله حسابات مصرف لبنان، والوزارات والمصالح والمجالس والمؤسسات المالية والبلديات والصناديق كافة، بالتوازي مع التدقيق الجنائي دون أي عائق أو تذرع بالسرية المصرفية، أعطى بارقة أمل بإمكان فتح مسرب في اتجاه بدء ورشة البحث عن أموال وودائع اللبنانيين المهدورة والمنهوبة، لكن الأمل يبقى ضئيلاً بتحقيق حلم الوصول إلى خط النهاية ما دام المسؤولون عن مسلسل الهدر المزمن هم أنفسهم القيّمون على التحقيق والمحاسبة، علماً بأن تصويت المجلس النيابي ليس قراراً ولا قانوناً، بينما تتطلب ورشة من هذا النوع رفع السرية المصرفية التي لا يمكن أن تصبح سارية المفعول إلا بقوة القانون الكفيل وحده بإلغاء قانون آخر وليس مجرد توصية.
ووسط هذه الأجواء، اكتسب استقبال البابا فرنسيس في الفاتيكان للبطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، بعداً بارزاً شكلاً ومضموناً. فاللقاء وفق المعلومات التي توافرت عنه استمر ساعة كاملة، فيما كشف النقاب أن الراعي سافر خصيصاً لمقابلة البابا وأنه سيعود خلال ساعات إلى بيروت، بما يكسب اللقاء دلالات استثنائية. ووفق المعلومات عن اللقاء، فإن البطريرك الراعي أعرب للبابا عن هواجس اللبنانيين والخوف الذي ينتابهم من ضياع النموذج اللبناني للعيش الواحد بين الأديان، مشيراً إلى خطر وجودي على لبنان وأبنائه، لا سيما المسيحيون منهم. ولفت الراعي إلى أن منسوب الخوف من الجوع والسعي إلى الهجرة يرتفع في عقول وقلوب اللبنانيين الذين باتوا يخشون على مستقبل أولادهم، معتبراً أنه لا بد من القيام بعملية إنقاذية سريعة لإخراج لبنان من محنته قبل فوات الأوان.
إلى ذلك قالت قيادة الجيش في بيان، إن «دورية من ​مديرية المخابرات​ تمكنت أمس في ​جرود الهرمل​ من تحرير مخطوف وزوجته الفلسطينية، وهما بصحة جيدة، وأوقفت الخاطفَين، وأحدهما مطلوب بموجب عدة وثائق ​تأليف​ عصابات وسرقة سيارات».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"