عادي

غروجان رأى الموت أمام عينيه

22:21 مساء
قراءة 3 دقائق
1


«رأيت الموت أمام عينيّ. لا يمكنك أن تمرّ بتجربة كهذه وتبقى الإنسان ذاته». بهذه الكلمات عبّر السائق الفرنسي رومان غروجان في مقابلة لوكالة فرانس برس عن نجاته بأعجوبة من الحادث المروّع الذي تعرّض له في جائزة البحرين الكبرى للفورمولا واحد الأحد الفائت.
وتعرّض السائق الفرنسي لحادث مروّع عندما اصطدمت سيارته في الجدار الحديدي المحاذي للمسار بسرعة 220 كلم/ساعة واشتعلت بها النيران بعدما انشطرت إلى نصفين، لكنه خرج سالماً منها من دون مساعدة أحد على مدى 28 ثانية بعد الاصطدام هرباً من النيران المستعرة، قبل أن يقوم أحد أفراد الجهاز الطبي بمساعدته ثم ينقل بواسطة سيارة الإسعاف لتلقي العلاج ومنها بطائرة مروحية إلى المستشفى العسكري في البحرين.
ويستذكر غروجان بعد خروجه من المستشفى في العاصمة المنامة «تلك الثواني الـ28 بدت وكأنها دقيقة ونصف الدقيقة، ولكنها لم تبدُ طويلة لأنني كنت في حركة دائمة».
وعانى سائق فريق هاس حروقاً في يديه والتواء في الكاحل الأيسر وكدمات في الجانب ذاته من الجسم.
ويقول السائق البالغ 34 عاماً «لم تكن الضربة الأقوى التي عرفتها في مسيرتي الاحترافية، رغم أن قوة التسارع تشير إلى ذلك».
ويروي الفرنسي بالتفاصيل نجاته «نزعتُ الحزام فوراً وحاولت الخروج من السيارة، أدركت أن خوذتي اصطدمت بشيء ما. جلست مجدداً وقلت لنفسي إنني عالق وسأنتظر وصول أحدهم».
ويتابع «ولكن إلى يساري، كل شيء كان برتقالي اللون لذا استوعبت أن السيارة تحترق».
ويؤكد الفرنسي أنه استذكر حادث بطل العالم ثلاث مرات النمسوي نيكي لاودا الذي تعرّض له في العام 1976 على حلبة نوربورجرينج الألمانية وأدى إلى حروق عديدة في وجهه «فكرت في لاودا بالقول: لا يمكن أن ينتهي بي المطاف هكذا، ليس الآن. لذا حاولت الخروج من جديد ولكن لا جدوى، أجلس مجدداً وأرى الموت، ليس من مسافة قريبة ولكن أمام عينيّ».
ويتابع بعد صمت وجيز وبصوت مرتجف «إنه شعور لا أتمناه لأحد».
وكشف غروجان أن التفكير بأولاده الثلاثة منحه القوة للمحاولة مجدداً «قلت لنفسي إنه لا يمكنني أن أتركهم، من هنا وجدت مصدر القوة لسحب رجلي العالقة، لأدير رأسي، أرفع كتفيّ وأضع يدي في مكان مؤاتٍ كي أقف وأنا على علم أنها ستحترقان ولكن لم تكن هناك مشكلة في ذلك».
ويردف «عندما وضعت قدمي على الجدار الحديدي وخرجت، شعرت بالارتياح، سأعيش. ما من رعب، أحاول تبريد يدي عبر تحريكهما، أنتشل القفازات لأنني لا أريدها أن تلتصق بجلدي».
ويؤكد الفرنسي الذي صعد إلى منصة التتويج عشر مرات في مسيرته حين كان مع فريق لوتوس أنه كان «قلقًا على العالم في الخارج» لا على نفسه، حيث كان حريصاً على طمأنتهم أنه بخير لاسيما عائلته.
وبعد أن تمكّن من الحديث مع زوجته، اتبع «إرشادات الأطباء للتعافي بأسرع وقت ممكن» واستشار الطبيب النفسي الذي يتابعه منذ سنوات.
وإذا سمحت يده اليسرى بذلك، يأمل السائق المولود في جنيف في خوض السباق الختامي للموسم في جائزة أبوظبي الكبرى في 13 ديسمبر/ كانون الأول الحالي،علماً أنه قد يكون الأخير له في بطولة العالم كونه لم يتعاقد مع أي فريق للموسم المقبل حتى الآن.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"