عادي

زينة يازجي: «دائرة الشرق» مطبخ مفتوح على صناعة الخبر

23:10 مساء
قراءة 3 دقائق
1

دبي: زكية كردي

«دائرة الشرق» برنامج يركز على تناول الخبر من جميع أبعاده، كما تصفه الإعلامية زينة يازجي، مقدمته على قناة الشرق، والتي وضعت فيه خلاصة تجربتها الإعلامية التي أوصلتها إلى الحاجة ل «وصل النقاط» والعودة إلى جذور القضايا المزمنة في عالمنا العربي؛ لمناقشتها أمام أعين الجيل الجديد، كما نقرأ في السطور القادمة.
بداية عن فكرة برنامجها الجديد على قناة «الشرق» التي تم إطلاقها مؤخراً، تقول: قد يكون الحديث عن الإحاطة بالخبر من جميع أبعاده مستهلكاً ومكرراً؛ لكننا كفريق عمل حاولنا بكل صدق ومهنية أن نستغل كل أدواتنا الصحفية، وكل أدوات البحث التي يدرك أهميتها الصحفي المحترف؛ لأداء هذه المهمة في برنامج «دائرة الشرق»، فهذا البرنامج كان فكرتي؛ لأني لاحظت أن معظم المحطات الإخبارية العربية تشرح قضايانا المزمنة، من دون أن يدرك الجيل الجديد تفاصيل هذه القضايا، وأيضاً يمكننا القول إن موجة التغييرات الجذرية التي لحقت بالعديد من الدول العربية لم تمنح الفرصة للإعلام العربي ليعيد ترتيب أوراقه. ولعل إيجابية الظهور على محطة إعلامية جديدة تمنحنا مساحة لعرض الأوراق بشكل مختلف.
عن منهجية عمل البرنامج أوضحت يازجي أنها سوف تتناول الخبر في بداية الحلقة كما هو، ثم تعود لتحلله، وهنا لا تقصد بالتحليل «الرأي»؛ بل تفكيك المعلومة وشرح معناها والأحداث التي تتصل بها، والدخول بدائرة أخرى لشرح ما يحدث على مواقع التواصل الاجتماعي، بكونها منصة مهمة جداً لقراءة الرأي العام العربي والعالمي، بعدها تعرج على تحليل الخبر من وجهة نظر المحللين وصنّاع القرار والخبراء؛ لفهم ما تقوله المعلومات المعقدة وقراءة مقياس صحتها من خطئها، واحتمال أن تكون مزيفة أو غير صحيحة، وأخيراً يتم طرح الموضوع للتصويت المباشر عليه.
تمييز المصداقية
عن تجربة التصويت التي اعتمدتها الكثير من البرامج، وجدواها الحقيقية خاصة أنها تتيح المجال للعديد من الفئات العابثة للعب دور في النتائج؛ أوضحت أن هذا التصويت لن يكون مصدراً نهائياً للمعلومة؛ بل تعد إحدى وسائل قياس الرأي، وأن الجيد بالأمر أنه غير قابل للتحكم، وسيتم من خلال تقنية جديدة تجعل التصويت موصولاً على الشاشة بشكل مباشر من دون تدخل متعمد موجه، فالغاية في النهاية هي المعلومة ومن ثم الرأي.
تصف يازجي برنامجها بالمطبخ المفتوح، وتقول: أحاول من خلال هذه التجربة تزويد المشاهد بأدوات الصحفي المهنية، إذ إن الكثيرين في يومنا هذا يعانون عجزاً في تمييز مدى مصداقية الخبر وقياس منطقيته ومرجعيته؛ حيث يصعب على غير الصحفي أن يمتلك القدرة على التمييز؛ كونه لا يمتلك هذه الخبرة.
عما يخص الصورة وتأثيرها؛ أكدت أن تصميم الاستوديو المدروس المعتمد على اللون الأبيض والذي يوحي بالشفافية بدوره يعد عنصراً مهماً في هوية البرنامج، هذا إضافة إلى أهمية التقنيات المتطورة التي تدعم البرنامج والإضاءة الممتازة، والجاليري المتفوق، وهذا كله يعكس إيجابية الظهور على محطة جديدة، هذا إلى جانب الفريق المتكامل المتخصص بالديجيتال ميديا، والذين لا ينتظرون ظهور الخبر على الشاشة ليعملوا على تقطيعه، وهم يعملون بشكل مستقل وتلقائي، أشبه بموقع إخباري متكامل يعمل لوحده.
 وقالت يازجي: أؤمن باحترام المشاهد، فعندما أشرح المعلومة لست أنقص من شأن قدراته المعرفية والتحليلية؛ بل أعتبر أني أسهم في إثراء وعيه إن سمح لي، وأعتقد أن المشاهد اليوم يميز من يخاطبه بكل ثقة وهو مؤمن بأنه لا يسعى سوى لإيصال المعلومة دون أن يمتلك مخططاً لجعله يتبنى وجهة نظره أو يهتف خلفه.
وأضافت: رهاني على سنين الخبرة التي منحتني النضج والهدوء، وفهماً للشارع، والتي لم تكن خبرة سهلة أبداً، فقد مررنا بفترات صعبة جداً، على المستوى السياسي والشخصي، وعلى مستوى الأوطان وعلى مستوى الوسائل الإعلامية، أعتقد أنني بعد هذه التجارب أمتلك اليوم هذه الخلاصة التي أشعر بأنها قيمة وأتمنى أن يشعر المشاهد بهذا.
وقالت: فيما يتعلق بفكرة برنامجي، طرحتها على الإدارة وتم تبنيها لحسن حظي، كونها التقت مع توجه القناة ككل «نضع النقاط»، وأنا أرى أنها «نصل النقاط» بمعنى أن نضع الخبر في سياقه، وهذه هي فكرة البرنامج، فاليوم عند حضور أي خبر يجد المشاهد نفسه بعد متابعة الأخبار والنقاش والتحليل لم يفهم ما هو أساس المشكلة في كثير من الأحيان، وهذا يرجع للكثير من المعطيات من ضمنها التفاصيل الأساسية التي تتعلق بأساس الخبر، فأحياناً يقصد النقص والتشويش بالمعلومات، وأحياناً يتعلق الأمر بالكسل الإعلامي والكفاءة الإعلامية، وأعتقد أنني اليوم بحالة من الوعي بمعطياتنا السياسية والإعلامية، إذا كنت قادرة على أن أكون مهنية لأطبق كل سياساتنا بحرفية وسوف أحترم نفسي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"