الولايات المتحدة والعقوبات على تركيا

01:01 صباحا
قراءة 3 دقائق

جاك ديتش *

من المقرر أن تفرض إدارة ترامب عقوبات على تركيا لحيازتها نظاماً دفاعاً جوياً روسياً منذ أكثر من عام، في الوقت الذي يستعد فيه الكونجرس لجمع أصوات من شأنها أن تُجبر الإدارة على فرض تلك العقوبات التي فرضها القانون منذ فترة طويلة.

ولطالما دفع الكابيتول هيل (الكونجرس) الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى فرض عقوبات إلزامية بعد أن تسلمت تركيا نظام الدفاع الجوي الروسي S-400 بقيمة 2.5 مليار دولار في يوليو 2019. وردت الولايات المتحدة بسرعة بطرد تركيا من برنامج شراء الطائرة المقاتلة F-35، لكن إدارة ترامب أوقفت فرض هذه العقوبات، بينما دعا حلفاء ترامب مثل السناتور ليندسي جراهام، حليف الناتو، إلى عدم تفعيل النظام. ولطالما حذرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) من أن منظومة «إس  400» ستعرض مقاتلة «إف  35» للخطر باستخدام رادارها لفحص الطائرة بشكل سلبي، ما يسمح للنظام الروسي بتحديدها وإسقاطها بسهولة أكبر في القتال.

القانون الذي يدعو الرئيس الأمريكي إلى فرض سلة من خمس عقوبات أو أكثر، يمنح ترامب المرونة بشأن مدى صعوبة تضييق الخناق على تركيا من أجل البيع، بما في ذلك منع الصادرات، أو منع بعض المسؤولين من إجراء معاملات أمريكية، أو إيقاف البنوك الأمريكية أو المؤسسات المالية الدولية عن تقديم القروض، وهي خطوة قد تسبب أضراراً كبيرة للاقتصاد التركي.

مصدران مطلعان على المناقشات أعلنا أن العقوبات التي فكرت إدارة ترامب في فرضها في الأشهر التي سبقت جلسة «البطة العرجاء» للكونجرس، ستنتهي على الأرجح بصفتها حزمة أخف من العقوبات التي تشمل عقوبات ضد الرئاسة التركية للصناعات الدفاعية، وتجنب الرئيس رجب طيب أردوغان وعائلته الاستهداف، أو انتقاماً أكثر قسوة ضد البنوك التركية، وهو الأمر الذي قال الخبراء إنه قد يدمر اقتصاد البلاد الضعيف بالفعل، وربما يُحدث هزات مالية إلى أوروبا. وقد تراجعت الليرة التركية في الأيام الأخيرة بسبب بند في مشروع قانون التفويض السنوي لوزارة الدفاع الأمريكية، من شأنه أن يُجبر الإدارة على فرض عقوبات.

وقال الخبراء إن إدارة ترامب ربما تكون قد دُفعت أخيراً إلى هذا الإجراء؛ لأن تركيا تجاوزت الحد وقامت في أكتوبر باختبار للنظام الروسي؛ الأمر الذي أثار إدانة من البنتاجون. وكان ترامب قد فرض عقوبات على المسؤولين الأتراك من قبل ولكن فقط لتأمين إطلاق سراح قس أمريكي مسجون، لكن سلوك تركيا الوقح جعل من المستحيل تجاهلها.

ويرى آرون شتاين، مدير الأبحاث في معهد أبحاث السياسة الخارجية إنه «من الصعب حقاً التخلص من «إس  400»، وبمجرد ظهور هذه الأشياء في أنقرة، يبدو الأمر مثل اللعنة، ولدينا مشكلة كبيرة هنا».

وذكر في البداية أن إدارة ترامب ستفرض عقوبات بموجب قانون مواجهة أعداء أمريكا من خلال العقوبات، وهو قانون عام 2017 يهدد بالانتقام المالي ضد الدول التي تشتري أسلحة من روسيا وأعداء أمريكيين آخرين. وحينها وصف ترامب التشريع بأنه «معيب بشكل خطر».

تركيا من جهتها استفادت من هذا الأمر بالتقارب مع روسيا منذ الإسقاط التركي لطائرة روسية في سوريا في نوفمبر 2015، لكن العلاقات فترت مؤخراً، حيث وجد البلدان نفسيهما على طرفي نقيض في صراعات بالوكالة في ليبيا وسوريا، ومنطقة ناجورنو كاراباخ المتنازع عليها جنوبي القوقاز.

في حين قال الخبراء إن أردوغان ليس من المرجح أن يذعن للمطالب الأمريكية التي تدعو تركيا للتخلي عن النظام الروسي، حتى مع فرض العقوبات، وهناك علامات على أن أنقرة قد تكون منفتحة على تخفيف التوترات مع واشنطن، بما في ذلك تعيين مبعوث جديد إلى الولايات المتحدة.

* صحفي مراسل وزارة الدفاع والأمن القومي يغطي الاستخبارات والدفاع. (فورين بوليسي)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مراسل وزارة الدفاع ومراسل الأمن القومي في فورين بوليسي. عمل سابقاً كاتباً في «المونيتور» يغطي الاستخبارات والدفاع

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"