عادي

مركز أبوظبي للعربية يناقش دور المجامع للنهوض بلغة الضاد

21:52 مساء
الصورة
2

أبوظبي: نجاة الفارس
نظم مركز أبوظبي للغة العربية يوم أمس ندوة افتراضية بعنوان مجامع اللغة العربية والنهوض بلغة الضاد بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، بمشاركة 4 من الباحثين هم: الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب، ود. صلاح فضل رئيس مجمع اللغة العربية في القاهرة وأستاذ النقد والأدب المقارن، ود. امحمد صافي مستغانمي الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، ومدير مشروع المعجم التاريخي للغة العربية ود. صلاح جرار استاذ زائر بجامعة الشارقة ووزير الثقافة الأردني السابق، وأدار الندوة د. خليل محمد الشيخ خليل مستشار بمركز أبوظبي للغة العربية ونائب عميد كلية الآداب بجامعة اليرموك سابقاً.
تحدث د. فضل حول دور مجامع اللغة في تعريب المصطلحات موضحاً أن اللغة هي جهاز الفكر وهي وعاؤه وآلته، وهي تحمل تراثنا بمختلف جوانبه والذي يمثل كنزنا المعرفي في العلوم الإنسانية كافة وفي العلوم الأساسية والطبيعية، لكن المستحدث في هذه المجالات قليل منه ينبت في أرضنا والأكثر ينبت في ثقافات أخرى، رغم أننا كنا سابقاً مصدرين للمعرفة ولا زالت النجوم في الأفلاك تأخذ أسماء عربية لكننا الآن نستقبل المعرفة.
وتحدث فضل عن فكرة توحيد المصطح العربي من قبل مجمع اللغة العربية في القاهرة، الذي واجهته عقبة أن المصطلحات التي ننشئها تظل حبيسة الأدراج ولا تأخذ طريقها للمؤسسات الفكرية والثقافية والعلمية، والحل يكمن في استخدام الوسائل الرقمية، وقد نشر مجمع اللغة العربية بالقاهرة حتى الآن 21 معجماً في اللغة، وأكثر من 22 معجماً آخر متخصصة.
خصائص متفردة
وقال الدكتور مستغانمي حول تحديات مجامع اللغة العربية في زمن الرقمنة إن المجامع العربية دورها عظيم لأنها تقوم على لغة عظيمة ونحن نحترم جميع اللغات، كما أن اللغة العربية تتميز عن أخواتها من اللغات لما لها من خصائص عظيمة فقد وصلتنا مكتملة عناصرها عميقة جذورها، وهي لغة القرآن الكريم وحق لها أن يعتنى بها، كما أن المراكز والمجامع اللغوية ضرورة جداً ولكن التحديات كثيرة منها لا بد من تنسيق بين مجامع اللغة العربية وقد وضع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة في أهداف مجمع الشارقة أن يكون همزة وصل بين المجامع، أما التحدي الثاني فهو قضية تعريب المصطلحات، والتحدي الثالث أن كثيراً من المجامع فقيرة في الجانب التقني ولا بد أن نحوسب هذا التراث العظيم لا بد من رقمنتها ومعالجتها.
وتحدث د. مستغانمي عن خطوات إصدار مجلدات المعجم التي من المتوقع أن تصل إلى 50 أو 60 مجلداً ونحن ما زلنا بمرحلة مراجعة المجلدات التي أنجزت ولدينا 5 مجلدات في المنصة، ومقبلون على الخطوة الثانية حيث سنصدر عدة مجلدات في معرض الشارقة للكتاب 2021 وأعدكم أن يتم إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية بعد 5 سنوات.
غياب التخطيط
وقال د. بن تميم: «يقدم مركز أبوظبي للغة العربية مجموعة من المبادرات التي تتمحور حول الترجمة وإنتاج الموسوعات وتحقيق التراث كما يسعى إلى مخاطبة كافة المتلقين المتوقعين ويخص الباحثين والأكاديميين، ويركز أكثر على غير الناطقين باللغة العربية، حيث نرى ثمة صعوداً كبيراً في العالم غير العربي في الاهتمام بلغة الضاد، نحن نفتقر في العالم العربي إلى سياسات لغوية واضحة، وما نراه اليوم لا يعدو أن يكون مجرد نصوص عامة متفرقة لا يجمعها خيط ناظم أو رؤية واضحة». كما أشار إلى ضعف مواكبة الجهود التشريعية اللغوية في ما يشهده العالم من تحولات سياسية وثقافية وتقنية متسارعة، وناقش بن تميم قضية انحسار الدور المحوري الملقى على المجامع اللغوية العربية وغياب البعد التخطيطي ومحدودية التنسيق بين مؤسسات العمل العربي المشترك في خدمة اللغة العربية.
وذكر ابن تميم أن العربية من أهم وأقوى 5 لغات في العالم، لكنها أضعف اللغات في مجال الرقمنة، فالمحتوى الرقمي لها لا يشكل سوى 3% من المحتوى الرقمي ككل، ولدينا ضعف في حوسبة اللغة العربية.
الهوية العربية
وتحدث د. جرار حول دور مجامع اللغة في تعزيز انتشار العربية دولياً قائلاً: «بلغ عدد السكان العرب في العالم 377 مليون نسمة وبلغ عدد المسلمين 24.8% من إجمالي سكان العالم ومعظمهم يتخذون العربية لغة ثانية، لأنها مرتبطة بدينهم، وقلما نجد بلداً من بلدان العالم تخلو من معهد لتدريس اللغة العربية بالإضافة إلى وجود جاليات عربية في كافة دول العالم، من هنا يأتي السؤال.. هل هناك جدوى من نشر العربية؟
وقال: إن نشر العربية في الدول غير الناطقة بها يسهم في الحفاظ على الهوية العربية للجاليات العربية، ويتيح تدفق العلوم والمعارف إلى الدول العربية كما أنه مدخل مهم لتعريف العالم بالثقافة العربية، وإيجاد فرص التفاهم والحوار في سائر المجالات، موضحاً أن هناك الكثير من الجهات تتولى تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها مثل وزارات الأوقاف بالدول العربية ومؤسسات ثقافية عديدة والجامعات ووزارات الخارجية كذلك المنظمة الإسلامية تسهم في تعليم اللغة العربية.
وذكر أن دور المجامع قائم لكنه لا يخضع لتنسيق إنما يقوم على جهود متعددة، وهذه المجامع لها مهامها في تعزيز اللغة داخل بلدانها وتنهض بمسؤوليات بالغة الأهمية كإصدار المجلات وتعريب البحوث ووضع قوانين لحماية اللغة العربية.