عادي

التغذية الصحية.. عادات تترسخ منذ الصغر

21:30 مساء
قراءة 5 دقائق
1

تحقيق: راندا جرجس

تترسخ عادات تناول الأطعمة المفيدة والضارة منذ الصغر، وتعتبر مرحلة الطفولة هي الأساس في تكوين الجسم الصحي؛ حيث تبدأ الأم في إدخال أنواع الأطعمة من الشهر السادس بعد الفطام، وخلال هذه الفترة يجب أن تنتبه جيداً لما يأكله الرضيع، وخاصة مع احتمال الإصابة بالتحسس من بعض أنواع الأطعمة كلما كبر الطفل، ويحدثنا في السطور القادمة عن هذا الموضوع تفصيلاً مجموعة من الخبراء والأخصائيين في طب الأطفال.

يوضح الدكتور مازن أبو شعبان، استشاري طب الأطفال وأمراض الكلى، أن الفطام من حليب الأم أو الرضعات اليومية يتم تدريجياً من الشهر الرابع وحتى السادس، وفي هذه المرحلة يجب إدخال أنواع الأطعمة بالمتابعة مع طبيب الأطفال؛ حيث يزيد الوزن والطول، وبالتالي يحتاج الرضيع إلى مجموعة متنوعة من الفيتامينات، والبروتينات، والكالسيوم، والحديد، لنمو العضلات والمخ، وتوجد هذه العناصر بشكل طبيعي في الخضراوات والفواكة، واللحوم والدجاج، إضافة إلى فيتامين (د) الضروري لصحة العظام وكميات قليلة من الكربوهيدرات.

عادات خاطئة

ويشير د.مازن، إلى الانتباه من بعض العادات الخاطئة التي تفعلها الأمهات في مرحلة إدخال الطعام للرضيع من الشهر الرابع؛ حيث إن بعضهن يبدأن بإعطاء الطفل الفواكه نظراً لطعمها اللذيذ، في حين أن قيمة الخضراوات الغذائية تكون مفيدة أكثر، مع الانتباه إلى تعود الطفل على الأصناف؛ حيث يمكن تجربة إطعامه الكوسة أو البطاطا أو القرع على سبيل المثال ليومين أو ثلاثة على التوالي ليستحسن طعمها، ثم إضافة الأنواع الأخرى تدريجياً، وخلطها سوياً في وجبة واحدة، مع مراعاة أن تكون جميع المكونات مسلوقة، ويمكن إضافة نقطتين من عصير الليمون أو ثلاثة من عصير البرتقال، دون وضع ملح أو بهارات، كما يجب أن يُمنع السكر والعسل في أول عامين.

ويضيف: الإفراط في تناول الحليب يسبب السمنة وزيادة الوزن، وتؤدي المعجنات والحلويات والبسكوت التي تعطيها الأم للطفل بين الوجبات الرئيسية إلى تخزين المواد الدهنية في الجسم؛ حيث إنها تحتوي على نسبة كبيرة من الكربوهيدات، وكذلك الوجبات السريعة.

حساسية الطعام

تقول الدكتورة مها درويش، استشارية طب الأطـــفــــــــــال: إن حساسية الطعام عند الصغار هي تفاعـــل الجسم ضد مواد غذائية معينة، ويمكن أن يتسبب أي بروتين غذائي في حدوث رد فعــــــل تحسسي، وتم تسجيل أصناف كثيرة بنسب متفاوتة، مثل البيض والحليب، والفستق، وفول الصويا، والأسماك، والمحار، والجوز، والقمح، وهناك حالة تسمى عدم (تحمل الطعام) تحدث نتيجة بعض التفاعلات العكسية، ولا ترافق الحساسية المفرطة أعراض جلدية ظاهرة، لكن يمكن أن يعاني بعض الأطفال احمراراً بسيطاً أو انتفاخ العين وتورماً، وحكة بالفم والبلعوم، وضيق التنفس، وتوذم الحنجرة، واحتقاناً، وسعالاً، وقيئاً وإسهالاً، ‏وآلاماً في البطن.

‏ أسباب متعددة

‏‏تشير د.مها إلى أن المواد المسببة لحساسية الطعام بشكل عام هي بروتينات سكرية قابلة للذوبان في الماء ومقاومة للحرارة، وظهرت الإحصاءات أن 25% إلى 30% من العائلات لديها على الأقل طفل واحد مصاب بهـــــذه المشــكلة، ويعــــتبر الذكور أكثر تضرراً من الإناث، كما يلعب الربو وبــــعــــــــض الأدوية دوراً مهماً في الإصابة، وكشفت الدراسات عن أن نحو 40% من المصابين بحساسية الجلد تكون لديهم حساسية تجاه الطعام، وتجدر الإشارة إلى أن حالات الحساسية الشديدة الناجمة عن الفول السوداني والسمك والمحار، يمكن أن تؤدى إلى الوفاة نتيجة توقف النفس، وتشنج القصبات الهوائية.

وسائل التشخيص

‏تلفت د.مها إلى أن تشخيص حساسية الطعام يعتمد على الكشف السريري وتوجيه بعض الأسئلة للوالدين عن الوجبات التي يأكلها الطفل، وكمية الأكل وكيفية تحضير الطعام، لاكتشاف سبب حدوث التعرض للمادة المحسسة، وهل كانت عن طريق البلع، أو اللمس، أو الاستشناق وتاريخ ظهور الأعراض، وبعض الفحوص كتحليل الدم الخاص بمواد التحسس، واختبار الجلد مع الانتباه لاستعمال مضادات الهيستامين قبل إجرائه، واختبار تحدي الطعام في المستشفى تحت المراقبة، إضافة إلى ‏تسجيل يوميات النظام الغذائي الخاص بالطفل من قبل الأهل، وتدوين الأطعمة بالساعة، وحذف الأنواع المشتبه فيها لمدة تتراوح من 7 إلى 14 يوماً لتحديد سبب الحساسية.

‏تدابير علاجية

تنوه د.مها إلى أن علاج حساسية الطعام يعتمد بشكل رئيسي على التوقف عن تناول الأنواع المسببة للتحسس، وعلى الرغم من هذه الاحتياطات، إلا أن الطفل يمكن أن يتعرض أيضاً لبعض المشكلات، ولذلك على الأهل الاحتفاظ بالأدوية اللازمة في المنزل والمدرسة، التي تشمل: الأدرينالين، ومضادات الهيستامين، وموسعات الشعب الهوائية، والكورتيزون، وفي الحالات الشديدة يجب نقل الطفل إلى المستشفى، وهناك خطط علاجية وتجارب قيد الدراسة والتنفيذ، تتضمن إعطاء المريض جرعات تدريجية من الطعام المسبب للحساسية عن طريق الحقن.

وتضيف: تشير الأبحاث إلى أن 85% من الأطفال الذين يتحسسون من حليب البقر والبيض يتم شفاؤهم تماماً، من عمر ثلاث إلى خمس سنوات، وتجدر الإشارة إلى أن تثقيف الأهل والأولاد يلعب دوراً كبيراً في حماية هؤلاء الأطفال من الحساسية الشديدة، ويجب استعمال الإسعافات الأولية كإبرة الأدرينالين في حال ظهور أي أعراض.

طعام صحي

يشير الدكتور أشرف الدميري، أخصائي طب الأطفال، إلى أن حصول الطفل على التغذية الصحية والمناسبة يعتبر عاملاً أساسياً لنمو الجسم بطريقة سليمة؛ حيث يجب أن يكون وزن الطفل مناسباً لعمره وطول قامته، كما يقوي ويعزز جهاز المناعة والتطور العقلي والبصري، وتعد السنوات الأولى من العمر هي الأساس لتكوين وتنظيم العادات الصحية الغذائية، التي ستستمر معه في جميع المراحل العمرية اللاحقة، فهو يحتاج إلى الفيتامينات، والمعادن، والنشويات، والبروتينات، والدهون، لكن بكميات مختلفة عن الكبار.

وجبات يومية

يلفت د.أشرف إلى ضرورة حصول الطفل على ثلاث وجبات أساسية، بإلى جانب وجبتين من الأغذية الخفيفة خلال اليوم، مع الاهتمام بالنظافة التامة، بدءاً من غسل الأيدي، والخضراوات والفواكه وأدوات الطهي، وتجدر الإشارة إلى أن الصغار من عمر سنة إلى ما قبل دخول المدارس يميلون إلى الأكل دون مساعدة، لكن تحت إشراف الأم، وينصح بالأطعمة المتنوعة ليأخذ كل احتياجاته من العناصر المختلفة، وتحتوي الوجبات على المجموعات الغذائية الأساسية مثل النشويات كالبطاطس والحبوب، والخضراوات والفواكه، والحليب ومشتقاته، واللحوم، والسمك، والبيض، والبقوليات.

إرشادات غذائية

يشير د.أشرف إلى أن تغذية الطفل بشكل سليم تعتمد على تنظيم أوقات الوجبات على أن يكون هنالك فاصل بين كل وجبة والأخرى يتراوح بين 20 إلى 30 دقيقة، ومشاركته في اختيار أنواع الطعام، وشرب كمية كافية من الماء، مع إضافة شرائح الفواكه الطازجة إليه، كما يجب الحذر من بعض العادات الغذائية الخاطئة الشائعة التي تضر الطفل في هذه المرحلة مثل تناول السكريات والعصائر والمياه الغازية، وخاصة قبل تناول وجبة الإفطار لأنها تشعره بالشبع ولا يقبل المزيد، وكذلك الابتعاد عن الأطعمة السريعة الجاهزة التي تسبب زيادة الوزن والسمنة.

الكربوهيدرات 

تعزز الكربوهيدرات الصحة العامة للأطفال وتمنحهم الطاقة اللازمة وتحافظ على عمل الدماغ والجهاز العصبي، ويحتاج الطفل من عمر سنة وحتى المراهقة إلى استهلاك 130 جراماً من الكربوهيدرات يومياً، ويحصل عليها من الحبوب الكاملة، والبقوليات، والخضراوات كالجزر، والقرع العسلي، والبطاطا الحلوة، والبازلاء، ولذلك تنصح المؤسسات الغذائية الصحية بتقديم شرائح الفاكهة بدلاً من الحلويات، والخبز والأرز البني بديلاً عن الأبيض.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"