العالم بحاجة إلى الصين.. وبكيــــن تُـــــدرك مكانتهــــا

22:06 مساء
قراءة 3 دقائق
1

دانيال موس *

بدت البيانات الاقتصادية الصادرة يوم الثلاثاء قوية ومتوافقة مع التوقعات الإيجابية المعتمدة بشكل كبير على احتفاظ بكين بهذا الزخم من أجل حدوث انتعاش عالمي قوي في عام 2021. فالعالم اليوم بحاجة إلى الصين أكثر من أي وقت مضى، «نشكر الله أنها موجودة».

تسير معظم حركة مرور الاقتصادات الأخرى في الاتجاه الخطأ، بسبب القيود الهادفة إلى قمع الموجة الحالية من عدوى «كوفيد  19».

هناك احتمال بحدوث ركود مزدوج في ألمانيا واليابان، كما أن الانتعاش الأمريكي يفقد قوته. ومع وجود علامات استفهام كثيرة حول هذه القوى الاقتصادية الثلاث الكبرى حول العالم، تبقى الصين اللاعب الذي لا غنى عنه ضمن السلسلة.

قد تكون الصين الاقتصاد الرئيسي الوحيد الذي حقق نمواً وانتعاشاً نسبيين واضحين هذا العام؛ إذ أظهرت البيانات الجديدة أن الناتج الصناعي ارتفع بنسبة 7% في نوفمبر/تشرين الثاني عن العام السابق، مع تقدم مبيعات التجزئة. وارتفع الاستثمار في الأصول الثابتة بنسبة 2.6% في أول 11 شهراً من عام 2020، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019. وبالطبع لا ينقص تطابق جميع هذه الأرقام، مع توقعات الاقتصاديين، من أهميتها.

يعتبر الارتفاع القوي في مبيعات التجزئة بنسبة 5%، مقارنة بالعام الماضي، أمراً مشجعاً بشكل خاص، لا سيما أن المستهلكين قد تأخروا في التعافي الذي بدأ في الربع الثاني. وعند مراجعة المشهد العالمي، تبرز قوة وأهمية ثاني أكبر اقتصاد في العالم، مباشرة. ويمكن مقارنة ذلك مع قرار المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، جنباً إلى جنب مع قادة الدولة، بفرض إغلاق صارم سيؤدي إلى إغلاق معظم محال التجزئة اعتباراً من الأربعاء. إنها ضربة قوية ثانية بشكل خاص، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الاستفاقة من الأولى لم تكن بهذه القوة. كما تم منح المدارس فترات إجازة أطول، ومن المتوقع حدوث انكماش في الربع الرابع بعد انخفاض الناتج المحلي الإجمالي خلال النصف الأول من عام 2020. تبدو الأمور قاتمة في اليابان أيضاً، حيث تجاوزت أعداد الإصابات اليومية الجديدة 3 آلاف حالة لأول مرة، يوم السبت، ما اضطر رئيس الوزراء يوشيهيدي سوجا، إلى تعليق مبادرته الاقتصادية الموقعة، وهي برنامج سفر محلي مدعوم يسمى «جو تو»؛ الأمر الذي جعل حركة الناس إلى أي مكان، قليلة نسبياً. 

طلبت طوكيو من المطاعم والحانات الاستمرار بساعات دوام أقصر حتى 11 يناير/كانون الثاني المقبل.

الضربة التي تعرض لها الاقتصاد الياباني، الذي لم يتعاف حقاً من أثر زيادة ضريبة الاستهلاك عام 2019، ستكون كبيرة، وتبشر بنفس السوء لسوجا، الذي كافح لعكس مسار الانحدار في موقف الحكومة منذ توليه السلطة من شينزو آبي قبل بضعة أشهر.

أما في الولايات المتحدة، فيبدو أن التحسينات في سوق العمل متوقفة، حيث أظهرت الأرقام الأسبوع الماضي، ارتفاع طلبات الحصول على إعانات البطالة، متجاوزة التقديرات مع أعلى مستوى منذ سبتمبر/أيلول الماضي.

وفي حال لم يتمكن الكونجرس من الاتفاق على حزمة دعم فيدرالية إضافية بحلول نهاية هذا الشهر، يمكن لملايين الأمريكيين بدء العام الجديد بإعانات بطالة منتهية الصلاحية. ويبدو كما لو أن الرئيس المنتخب جو بايدن، لن يكون لديه الكثير لمواجهة تلك التبعات.

يؤكد النقاد أن الرئيس شي جين بينج كان قادراً على إغلاق الصين، وإعادة فتحها في وقت سابق من العام، بسبب قوة النظام السياسي، وهناك بعض الحقيقة في ذلك، أو أن الإحصائيات القادمة من الصين خيالية، على الرغم من أن القليل من الاقتصاديين يجادلون في الاتجاه العام للأرقام المنشورة هذه الأيام.

ما يهم أكثر الآن، هو أن الاقتصاد، هناك، في مرحلة معلقة على الأقل، ومن المحتمل أن يصبح أفضل من ذلك بكثير.

*كاتب أمريكي يغطي الاقتصادات الآسيوية - في «بلومبيرج»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"