«الشارقة للآثار» تنظم «النقود الإسلامية وثيقة التاريخ ومرآته»

نظمت هيئة الشارقة للآثار محاضرة افتراضية بعنوان «النقود الإسلامية وثيقة التاريخ ومرآته»، تضمنت رحلة في المنهجيات البحثية الحديثة وأهميتها، وأدارها عيسى يوسف، مدير إدارة الآثار في الهيئة، وتحدث فيها الباحث الدكتور محمد عبدالله السيد يونس، المختص في الآثار والنقود والمسكوكات الإسلامية، وتطرق إلى أهمية وماهية النقود الإسلامية، والمنهجيات الحديثة في دراسة المسكوكات الإسلامية، وكيف يمكن استخدام التكنولوجيا الحديثة في دراسة المسكوكات الإسلامية، وتطوير العروض المتحفية للمسكوكات ودورها في تنمية الوعي بأهميتها.
وجاء تنظيم المحاضرة ضمن سلسلة المحاضرات العلمية الأسبوعية المتخصصة التي تنظمها الهيئة في إطار نشر الوعي بترميم وصيانة الآثار، وتجاوز عدد الحضور 120 مُشاركاً من المُهتمين بالحفاظ على الآثار من داخل الدولة وخارجها، ولاقت المحاضرة تفاعلاً حيوياً لافتاً من قبل المشاركين والمتابعين الذين أثروا المحاضرة بمعلومات مهمة وقيمة.
وأكد يونس أهمية ومكانة المنهج الوصفي كأساس في دراسة المسكوكات والنقود الإسلامية، إضافة إلى ضرورة الاستفادة من أدوات وتقنيات المنهج التحليلي والمنهج الاستقرائي، لما لهما من أهمية في الوصول إلى قراءات ونتائج واضحة يمكن البناء عليها من أجل المزيد من المعرفة. وتطرق الباحث يونس إلى مكانة وأهمية دراسة القوالب، ودورها في التعرف إلى فكرة النقد. وأشار الباحث إلى أن علم المسكوكات الإسلامية ظل يعاني من نظرة الباحثين له، حتى منتصف القرن الماضي، على أنه علم الوجه والظهر، فكان مفهوم المسكوكات الإسلامية بأنها عبارة عن قطع أثرية لا تتعدى قيمتها قيمة المعدن الذي سكت منه.
ولفت إلى أن هذه النظرة القديمة في العالم الغربي تغيرت بعد ذلك، حيث بدأ علماء المسكوكات في تحليل أهمية القطع النقدية بما تحويه من معلومات مهمة، بصرف النظر عن قيمة معدنها، وتبعهم في ذلك علماء من العالم العربي. وقال: منذ بدايات القرن الحالي بدأ ظهور اهتمام نسبي بعلم المسكوكات، وزادت أهميته بشكل كبير بعد الدراسات الجيدة التي قام بها العلماء العرب المتخصصون ومحاولة البعض منهم الربط بين علم المسكوكات والعلوم الأخرى، وبدت أهمية علم المسكوكات كعلم توثيقي لعلم التاريخ، وتُعد النقود الإسلامية مصدراً مهماً من مصادر التاريخ والآثار والحضارة الإسلامية، ويؤكد كثير من الباحثين والمختصين أن مستقبل دراسة علم المسكوكات الإسلامية يبشر بكل الخير، خصوصاً في ظل وجود باحثين مجتهدين وأكاديميين أخذوا على عاتقهم تحقيق المزيد من الجهود والدراسات والأبحاث في هذا الشأن، والاستفادة القصوى من مناهج البحث وكل ما هو مستجد خصوصاً كيفية توظيف واستخدام التكنولوجيا الحديثة في ذلك.