عادي
30 عاماً حافلة بالإنجازات للمتحف الأول في الإمارة

«الشارقة للآثار» يروي تاريخ الإمارة ومسيرتها الحضارية

19:52 مساء
قراءة 4 دقائق

تحتفل هيئة الشارقة للمتاحف، بمرور 30 عاماً، على تأسيس أول متحف في الإمارة، وهو متحف الشارقة للآثار الذي يعد المؤسسة الثقافية الأولى في قلب الشارقة، والذي افتُتح في الخامس من يناير/ كانون الثاني عام 1993، ليعرض الكنوز الأثرية المكتشفة في الإمارة، ويوثق تاريخها الثري الذي شكّل فهمنا للمنطقة.

وشكّل تزايد الاكتشافات الأثرية في الشارقة، وتحديداً في كلباء ومليحة، بداية لتأسيس المتحف، حيث تم بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حفظه الله، تعيين لجنة خاصة عام 1988، ضمت عدداً من أبناء الإمارات وفريقاً فرنسياً متخصصاً في شؤون المتاحف، يعاونهم عدد من علماء الآثار الذين عملوا في مواقع الشارقة الأثرية المختلفة، للبحث في تأسيس متحف تمت تسميته لاحقاً، وبموافقة سموه، «متحف الشارقة للآثار».

وفي إطار دعم المتحف قبيل افتتاحه، وتمهيداً للدور المنوط به كحامٍ لإرث الشارقة الحضاري، وتعزيزاً له في أداء مهامه، أهدى صاحب السمو حاكم الشارقة، إدارة المتحف عدداً من المقتنيات الفريدة التي كان يحتفظ بها، لإثراء معروضات المتحف، كما أصدر سموه قانون الآثار في إمارة الشارقة عام 1992، بهدف حماية آثار الشارقة ومواقعها الأثرية وتراثها المحلي ومكافحة تهريب الآثار، المحلية والعربية والعالمية، والمتاجرة غير المشروعة بها.

وقالت منال عطايا، مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف: إن «ذكرى تأسيس المتحف يمثل يوماً رائعاً واستثنائياً لنا للاحتفال بهذا المنجز المهم لمتحف فريد من نوعه في دولة الإمارات والمنطقة»، معبرة عن فخرها بتولي الإشراف على المتحف والعمل على تطوير ما يقدمه على مدار سنوات، وضمان مشاركة مجتمعية أقوى من خلال البرامج والمعارض، مؤكدة التزامها الشخصي بتعزيز الجانب التعليمي، وتمتين علاقات التعاون وسرد القصة الرائعة للتاريخ القديم لدولة الإمارات العربية المتحدة.

وضم مبنى المتحف الأول المكون من ثلاثة طوابق، عدداً من القاعات تشمل قاعات العصر الحجري الحديث، وقاعات الألف الثالث قبل الميلاد، وقاعات الألف الثاني قبل الميلاد، وقاعات العصر الحديدي، وقاعات العصر الهيلينستي، وقاعات العصر الإسلامي التي عرضت المقتنيات والقطع الأثرية بطريقة أسهمت في تعريف رواده بتاريخ الشارقة والإمارات، وتأكيد دوره كمرجع ومقصد للمهتمين والباحثين، كما ضمت قاعات للتعريف بطرق ترميم القطع الأثرية.

المبنى الجديد

مع تزايد أعداد الآثار واللقى المكتشفة في الإمارة، خصوصاً بعد تشكيل فريق محلي للتنقيب يتبع هيئة الآثار في الشارقة، أمر صاحب السمو حاكم الشارقة، بإنشاء مبنى جديد للمتحف، والذي افتتحه سموه في مايو/ أيار 1997.

وانضم المتحف الذي يفوح بعبق التراث والأصالة في عام 2006 الى أسرة هيئة الشارقة للمتاحف التي تدير 16 متحفاً في الإمارة، والتي بذلت جهوداً جبارة لتطوير متحف الشارقة للآثار من خلال إثراء مكتبته المتخصصة، ومجموعات المعروضات وتكثيف ورش العمل التعليمية للمدارس والجمهور.

وعملت الهيئة على مر السنين على نشر العديد من الكتب المتخصصة في علم الآثار، وكتالوجات المعارض التي أقامتها في المتحف، ونظمت العديد من البرامج المجتمعية المصاحبة للمعارض، مثل المحاضرات والمؤتمرات المتخصصة في علم الآثار، والتي أسهمت بالمحصلة بنشر المعرفة ودعم فهم أفراد المجتمع للتاريخ الإنساني في الشارقة وشبه الجزيرة العربية الذي يعود إلى تاريخ ضارب في القدم.

وافتتحت الهيئة، مؤخراً، قاعة نموذجية لعلم الآثار التفاعلي في المتحف، هي الأولى من نوعها على مستوى الدولة، بهدف تعريف الأطفال بمراحل تطور الثقافة والتاريخ الإنساني في الشارقة، من خلال النماذج والتقنيات والأنشطة غير التقليدية، حيث أصبح المتحف تحت قيادة منال عطايا، ذا أهمية قصوى كمصدر للمعرفة للعلماء والطلاب والمهتمين، علاوة على إنشاء مساحة عرض مؤقتة احتضنت على مر السنين العديد من المعارض النوعية التي تم تنظيمها بالتعاون مع مختلف المؤسسات في المنطقة العربية.

وتشمل تلك المعارض التي نظمتها الهيئة في المتحف بهدف إبراز التاريخ الغني للدولة والمنطقة كلاً من، معرض «البترا: أعجوبة الصحراء في عامي 2016-2017، ومعرض «صدى القوافل: مراكز حضارية من المملكة العربية السعودية خلال فترة ما قبل الإسلام» في عام 2018، ومعرض روائع الآثار من الكويت في عام 2019، ومعرض دير المدينة، قرية فناني الفراعنة التفاعلي في العامين 2019-2020 والذي نظمته الهيئة بالتعاون مع المتحف المصري بتورين.

ويشكل معرض «الحضارة العمانية.. النشأة والتطور» الذي ينظم بالتعاون مع المتحف الوطني في السلطنة، أحدث معارض الهيئة في متحف الشارقة للآثار، والذي افتتحه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ويستمر حتى 7 يونيو/ حزيران من العام الجاري.

ويعتبر متحف الشارقة للآثار المكان الأجدر بالزيارة، ليس فقط للمهتمين بتاريخ المنطقة، بل ولكل أفراد المجتمع، حيث يبدع وينوع المتحف من أساليبه في تقديم المعلومة بشكل مبتكر كألغاز، وصور، وتراكيب، تثير فضول الصغار والكبار وتبحر بهم في ماضي الشارقة العريق وتحفزهم على التفكير في تاريخهم الفريد وتوفر لهم مساحات جديدة للحوار.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2kayxuvt

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"