تأييداً للحق والحقيقة

00:59 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

يعتبر النزاع حول الصحراء المغربية، واحداً من أقدم النزاعات وأطولها في القارة الإفريقية، وهو من مخلفات الاستعمار الإسباني للمنطقة الذي ترك  مثل كل استعمار  إرثاً من الصراعات المفتوحة في معظم المناطق التي خضعت لسيطرته.

بدأ النزاع الفعلي عام 1975 عندما وقّعت إسبانيا قبل جلائها من الصحراء المغربية اتفاقاً في مدريد مع المغرب وموريتانيا، ترك جرحاً مفتوحاً في خاصرة المغرب الذي حاول جاهداً استرداد سيادته على الصحراء باعتبارها جزءاً من ترابه الوطني، ونظم في 16 أكتوبر/تشرين الأول 1975 «المسيرة الخضراء» السلمية باتجاه منطقة الصحراء، تأكيداً لحقه في استعادتها، كما طرح العديد من المبادرات السلمية للتوصل إلى تسوية تقوم على منح الإقليم حكماً ذاتياً، على أن يظل تحت السيادة المغربية، لكن هذه المبادرات قوبلت بالرفض من جانب «جبهة البوليساريو» التي أصرّت على استقلال الإقليم، معرضة أمن المنطقة للصراعات والتدخلات الخارجية، مهددة أمن المنطقة وسلامتها.

يذكر أن مساحة منطقة الصحراء المغربية تبلغ 252 ألف كيلومتر، وتمتد على الساحل الشمالي للقارة الإفريقية، وهي منطقة ذات كثافة سكانية منخفضة؛ إذ يبلغ تعداد سكانها 567 ألف نسمة، وفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة، والبنك الدولي. 

ومن هذا المنطلق، فإن الدعوة إلى استقلال الإقليم تبدو في جوهرها دعوة لإقامة «دويلة مجهرية»، تفتقد إلى مقومات الدولة الفعلية من حيث عدد السكان والإمكانات والقدرات الذاتية، إضافة إلى أن الدعوة إلى الاستقلال تعني سلخ جزء من الأرض المغربية عن الوطن الأم، والمساهمة في تقسيم المنطقة و«تذريرها».

انطلاقاً من كل هذه الحقائق، أكدت دولة الإمارات من خلال وزير خارجيتها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، خلال مشاركته في المؤتمر الوزاري الذي نظمته الولايات المتحدة والمملكة المغربية الشقيقة عبر تقنية الاتصال المرئي، أمس الأول، موقف دولة الإمارات، ومبدأها الثابت في «الوقوف مع المغرب الشقيق، ودعمه الكامل في سيادته على منطقة الصحراء المغربية كلها، وفي جميع الإجراءات التي يتخذها للدفاع عن سلامة أراضيه، وأمن مواطنيه، وتأييد دولة الإمارات لمبادرة الحكم الذاتي للمغرب على هذه المنطقة».

وأشار سموه، إلى أن الإمارات، «تجسيداً لرؤية قيادتها الرشيدة، وترجمة للعلاقات الإماراتية المغربية التاريخية والاستراتيجية، افتتحت في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، قنصلية لها في مدينة العيون في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية».

موقف الإمارات من تابعية الصحراء المغربية إلى الوطن الأم، هو تعبير عن دعمها لكل القضايا العادلة من جهة، وتأييد كل الخطوات التي تكرس الأمن والسلام، وحل النزاعات سلمياً من جهة أخرى.

مرة جديدة تترجم دولة الإمارات قناعاتها السياسية ومواقفها الثابتة، إلى فعل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"