عادي

7 مشاريع ضمن استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم

01:07 صباحا
قراءة 8 دقائق
1

حوار: آية الديب

كشف عبد الله الحميدان الأمين العام لـ«مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم» عن اعتزام المؤسسة تنفيذ 7 مشاريع حتى عام 2024 ضمن استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم؛ منها: مشروع تصنيف موحد للإعاقات؛ ومشروع بناء قاعدة بيانات أصحاب الهمم؛ وتعيين مسؤول خدمات أصحاب الهمم في القطاعين الحكومي والخاص في أبوظبي، مشيراً إلى أن المؤسسة تستهدف وصول جميع الخدمات التي تقدمها لجميع المنتفعين في منطقة الظفرة.
وأكد الحميدان في حوار لـ«الخليج»، عن بُعد عبر الاتصال المرئي، أن قوائم الانتظار تشكل أبرز التحديات التي تواجه أصحاب الهمم، وأن المؤسسة تنفذ خطة للاستعاضة عن مقار مراكز الرعاية بمقار جديدة تستوعب هذه القوائم، وتتوسع كذلك في توظيف التكنولوجيا الحديثة؛ لزيادة عدد المستفيدين من خدماتها، إضافة إلى عقد شراكات جديدة مع مراكز أصحاب الهمم في القطاع الخاص، مشدداً على أن أسعار خدمات أصحاب الهمم في المراكز الخاصة لن تترك من دون قواعد، وأن المؤسسة تتعاون مع دائرتي التنمية الاقتصادية وتنمية المجتمع؛ لتحديدها، وتالياً نص الحوار:

* بداية حدثنا عن مواصلة التعليم والتأهيل عن بُعد لأصحاب الهمم في ظل جائحة كورونا؟
استكمال التعليم عن بُعد لأصحاب الهمم كان تحدياً كبيراً، والنجاح فيه يرجع إلى تعاون أولياء الأمور، في البداية تم تدريب الكوادر التربوية؛ للتواصل مع الطلاب عن بُعد وتدريب الأسر كذلك على استخدام الأنظمة الإلكترونية، وتم استكمال تصوير الدروس المرئية، وتم إنجاز هذه المرحلة في وقت قياسي.
ومن ثم طبقت المؤسسة نظام «التعليم عن بُعد» لجميع الطلبة المسجلين بمراكز الرعاية والتأهيل التابعة لها، كما فعّلت المؤسسة كذلك جلسات التدخل المبكر وعمليات التقييم عن بُعد، وحالياً بدأت العودة التدريجية لأصحاب الهمم الكبار وذوي الإعاقات البسيطة؛ لممارسة أعمالهم اليومية ووضعنا خطة للعودة التدريجية.
* وكم يبلغ عدد أصحاب الهمم الذين ينتسبون للمؤسسة خلال العام الجاري؟
يبلغ عدد أصحاب الهمم الذين ينتسبون للمؤسسة 1749، بخلاف المسجلين بالأندية الرياضية؛ حيث يبلغ عدد الطلبة الذين ينتسبون للتأهيل الزراعي والمهني 730 طالباً وطالبة منهم 591 طالباً وطالبة في التأهيل المهني، و139 طالباً وطالبة للتأهيل الزراعي، بينما يبلغ عدد الطلاب في مراكز الرعاية والتأهيل التي تبلغ 11 مركزاً 1019 طالباً وطالبة.
أبحاث جينية
* ما جهود المؤسسة في الاكتشاف المبكر للإعاقات وأبرز النتائج؟
واصلت المؤسسة بالتزامن مع محاربة انتشار فيروس كورونا برامج الرعاية والتأهيل المتنوعة؛ ومنها: برنامج الكشف المبكر عن المواليد أصحاب الهمم في أبوظبي، وبلغ عدد الأطفال الذين سجلوا في البرنامج الذين تم الكشف عليهم منذ انطلاقته عام 2018، 14 ألفاً و902 طفل، وبعد إجراء الكشف تبين إصابة 95 حالة منهم بإعاقات مختلفة منهم 57 من العائلات المواطنة، و38 من عائلات المقيمين، وتم إلحاق 29 حالة بمراكز الرعاية والتأهيل التابعة للمؤسسة، بينما بلغ مجموع الحالات التي تم تقييمها وإصدار تقرير تشخيصي لها في أقسام التقييم الشامل بالمؤسسة 52 حالة، ووفقاً لنوعية الإعاقات تضمنت الحالات المكتشفة 53 إعاقة ذهنية، و19 إعاقة جسدية، و13 إعاقة سمعية، و10 حالات متعددة، ونسعى مستقبلاً إلى تفعيل الجانب البحثي بشأن أصحاب الهمم مع الشركاء الرئيسيين والتي تأتي في مقدمتهم دائرة الصحة في أبوظبي، ولاسيما في أبحاث الجينات، حتى نكون على دراية بأعداد أصحاب الهمم المتوقع اكتشافها.
آلية التوظيف
وماذا عن توظيف أصحاب الهمم وآليات المؤسسة لذلك، وكم يبلغ عدد الذين تم توظيفهم؟
ساهمت المؤسسة خلال العامين الماضيين في دمج 172 موظفاً من أصحاب الهمم من ذوي الإعاقة الذهنية، والشديدة، واضطرابات التوحد في سوق العمل، أما بالنسبة لذوي الإعاقات الأخرى كالإعاقات الجسدية والبصرية والسمعية وغيرها، تم إلحاقهم خلال سنوات سابقة في وظائف بمساعدة المؤسسة في عدد من الجهات الحكومية والخاصة.
والمسار العام لتوظيف أصحاب الهمم من ذوي الإعاقات التي لا تمثل تحدياً كبيراً كالإعاقات الحركية والصم والمكفوفين والذين لا يعانون أي صعوبة في استيعاب المهام التي تسند إليهم، هو إعلان إحدى الجهات عن شواغر وعرضها أو أن تطلب إحدى الجهات مرشحين من أصحاب الهمم، ويتم ترشيحهم من جهتنا، أما المسار الآخر للتوظيف هو احتياج بعض الجهات لبعض الوظائف التي تحتاج إلى تأهيل لأصحاب الهمم للقيام بها، ونسعى دائماً إلى متابعة سوق العمل وبحث التغيرات التي يشهدها.
استبدال للمقار
* وما جهود المؤسسة في توسيع مظلة المستفيدين من خدماتها؟
يشكل تحدي قوائم انتظار أصحاب الهمم الراغبين في الالتحاق بالمؤسسة ومراكزها أبرز التحديات، ولمواجهة هذا التحدي نعمل على تنفيذ خطة استعاضة لمقار مراكز الرعاية التابعة للمؤسسة بمقار جديدة تستوعب قوائم الانتظار، كما نسعى كذلك للتوسع في خدمات المؤسسّة التعليمية والتأهيلية، إضافة إلى توظيف التكنولوجيا الحديثة في الأقسام التابعة لإدارة الرعاية الصحية؛ لزيادة عدد الجلسات العلاجية والتأهيلية، والتحول الرقمي في الخدمات بطرق ووسائل متنوعة منها تدشين المؤسسة لنظام «واتس أب»، واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في التواصل مع العملاء، بالشراكة بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص، وبدأنا في وضع منظومة شراكة بيننا وبين المراكز العلاجية في القطاع الخاص، وحتى الآن تشاركت مؤسستنا مع 6 مراكز علاجية في القطاع الخاص لتقديم الخدمات العلاجية والتأهيلية لأصحاب الهمم.
ومن أهم المبادرات التي شارك المعالجون فيها، وساهمت في زيادة عدد المستفيدين من خدمات المؤسسة مبادرة «استشارات الهمم» والتي تعنى بتقديم الخدمات الاستشارية العلاجية عن بُعد للحالات غير المسجلة أو الجديدة.
قواعد للأسعار
* وماذا عن قواعد كُلفة العلاج والتأهيل بالمراكز الخاصة بعد التعاون مع المؤسسة؟
بهذا الشأن يتم التنسيق مع دائرتي التنمية الاقتصادية وتنمية المجتمع، فأسعار المراكز لن تترك من دون قواعد؛ إذ تستهدف هذه المنظومة علاج وتأهيل أصحاب الهمم من المواطنين والمقيمين وفق كُلفة مدروسة، وتم وضع أسس ومعايير؛ لتصنيف المراكز مع دائرة التنمية الاقتصادية وبعد ذلك اتجهنا لدائرة تنمية المجتمع لاستكمال المنظومة التي تنتهي إلى تقدير الكُلفة الفعلية التي تتحملها المراكز وهامش ربحها، ووفق هذه المنظومة سيتم تصنيف المراكز العلاجية في القطاع الخاص إلى تصنيف (a-b-c) وفقاً لتخصصات المراكز.
7 مشاريع
* تم إطلاق استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم في سبتمبر/أيلول الماضي، ما دور المؤسسة في هذا الإطار؟
ستنفذ المؤسسة في إطار الاستراتيجية حتى عام 2024 سبعة مشاريع أولها: مشروع مراجعة ومواءمة التصنيف المحلي للإعاقات مع التصنيف الوطني الموحّد للإعاقات في الدولة، ويجري تنفيذه خلال العام الجاري ويتواصل أيضاً خلال العام المقبل، بينما يستهدف المشروع الثاني التوعية المجتمعية المبنية على المنظور الحقوقي للإعاقة، وسيتم تنفيذه حتى عام 2022.
ويشمل المشروع الثالث منظومة دعم للأسرة ومقدمي الرعاية لأصحاب الهمم وسيتواصل العمل فيه حتى عام 2023 من خلال وضع منظومة تمكين ودعم أسر ومقدمي الرعاية لأصحاب الهمم من حيث التشريعات، والبرامج التدريبية، وبرامج الإرشاد الأسري، واستحداث برامج داعمة للأسر مثل: الراحة الوقتية ومنصة للمعلومات، علاوة على تقديم التوجيه وبرامج الدعم الاجتماعي والمساعدات الاجتماعية المالية.
وخلال العام المقبل وعام 2022 سيتم تنفيذ مشروع «نظام إدارة الحالات عبر القطاعات» وسيتم القيام فيه بإعداد وتنفيذ نموذج إدارة حالات أصحاب الهمم في إمارة أبوظبي؛ بهدف تنسيق وضمان وصول أصحاب الهمم وأسرهم لخدمات تلبي احتياجاتهم الفردية عبر جميع المراحل العمرية ولمختلف أنواع الإعاقات.
وتتضمن أيضاً مشروعاتنا تنفيذ مشروع «مسؤول خدمات أصحاب الهمم» خلال العام المقبل وعام 2022، والذي يستهدف تعيين مسؤولي خدمات أصحاب الهمم في الجهات المعنية في القطاعين الحكومي والخاص في أبوظبي، تنفيذاً لما جاء في السياسة الوطنية لأصحاب الهمم في سنة 2017 مع تحديد الأدوار والمسؤوليات لجميع الأطراف المعنية.
وتستهدف المؤسسة خلال مشروعاتها أيضاً خلال العام الجاري والعام المقبل تنفيذ مشروع بناء «قاعدة بيانات أصحاب الهمم» بما في ذلك البنية التحتية من حيث تقنية المعلومات ونظم متكاملة لإدارة البيانات بين الجهات المعنية؛ لتمكين عملية جمع الإحصاءات والبيانات والمؤشرات التي ستفيد اتخاذ القرارات ووضع السياسات والبرامج لأصحاب الهمم.
منطقة الظفرة
* وهل من مشروعات أخرى تعمل المؤسسة على إنجازها ضمن خططها المستقبلية؟
تعمل المؤسسة حالياً على إنجاز مشروع تطوير مسارات التأهيل بما يتناسب مع متطلبات سوق العمل، ومشروع المنهج الإلكتروني التعليمي، ومشروع تطبيق إطار التعليم العام الدامج في مدارس وزارة التربية والتعليم، فضلاً عن مشروع تطوير منظومة التأهيل المهني الفني لذوي الإعاقة، ومشروع التوسع الجغرافي في العمليات في منطقة الظفرة والذي يستهدف وصول جميع الخدمات التي تقدمها المؤسسة لجميع المنتفعين في منطقة الظفرة.
تفويض الجامعات
* هل سنرى قريباً مساقاً تعليمياً جامعياً ثابتاً لتأهيل مدربي أصحاب الهمم؟
الهيئة الوطنية للمؤهلات اعتمدت بالفعل الدبلوم المهني لتأهيل مدربين في مجال تعليم وتدريب أصحاب الهمم، للتأهيل لوظيفة مساعد مدرب لخدمة أصحاب الهمم في مؤسسة زايد العليا ورفع كفاءة العمل للكوادر التربوية، ونجحت الدفعة الأولى من هذا الدبلوم الذي بدأ بمستوى مدرب، ومن المتوقع أن تستغرق الدفعة الثانية من عامين إلى عامين ونصف العام.
ويتلقى الدراسون في هذا الدبلوم التعليم النظري والتطبيقي ونحتاج إلى سنة؛ لتقييم الوضع حتى يتمكن المساعدون منه التفرغ بشكل كامل للوظيفة، وسنسعى مستقبلاً للتوسع في تفويض الجامعات للعمل على هذا التخصص وأن يكون تخصصاً ثابتاً ولكن بعد دراسة الاحتياج الفعلي في سوق العمل للتخصص.
سفر للخارج
* بعد تطور الخدمات المقدمة لأصحاب الهمم في الدولة، هل يمكننا القول إنهم لن يكونوا بحاجة للسفر للخارج لتلقي العلاج؟
سفر أصحاب الهمم للخارج يرتبط بحالاتهم، فبعض الحالات تحتاج إلى إجراء عمليات جراحية إضافة إلى التأهيل، وفيما يخص التأهيل فالمؤسسة لا تدخر جهداً في التركيز على بناء القدرة والمعرفة بالبرامج العلاجية التي حققت تميزاً في الخارج، ويمكننا القول إن المؤسسة قطعت نصف المشوار لكسب الثقة بالبدائل المحلية بتوافر الأدوات والتكنولوجيا المتقدمة التي تسهم في تطور الحالات، والمؤسسة تستهدف رسم المسارات الكاملة لمستقبل أصحاب الهمم، حيث تدرس حالياً التحديثات التي شهدها المسار التعليمي سواء كان التعليم العام أو مرحلة التعليم العالي، سعياً لوجود سلاسة وتكيف في انتقال صاحب الهمة من المؤسسة إلى جهات أخرى، ولا تقتصر جهود المؤسسة على تحديد برنامج سنوي لصاحب الهمة؛ بل تسعى إلى أن ترسم له مساراً كاملاً لحياته ومحطاتها والعائد في كل مرحلة حتى يصل إلى مرحلة الاستقلالية التامة والحصول على وظيفة.

العلاج باستخدام الروبوت
قال عبد الله الحميدان إن المؤسسة تولي اهتماماً خاصاً بالخدمات العلاجية لتزايد الطلب عليها من قبل المرضى المحتاجين لهذا النوع المتخصص من العلاج، وفي مجال إعادة التأهيل للتقنية الروبوتية مزايا عديدة؛ حيث تزيد من قدرة المعالجين على تقديم خدمة العلاج بكثافة أكبر وجهد أقل، إضافة إلى تقديمها لعلاج مكثف في قالبٍ محفزٍ للمريض.
والنظرة المستقبلية في مجال العلاج هي البحث المتخصص في مجال الروبوت، وحتى الآن يحتوي المختبر الروبوتي بالمؤسسة على 11 جهازاً علاجياً من الأجهزة الرائدة التي تعد من أحدث التقنيات العالمية، وتقدم هذه الأجهزة تقييماً لأداء المريض، ويمكنها إرسال تقارير إلكترونية مفصلة لمتابعة الحالات ومدى تفاعلها.
ويخضع حالياً مجموعة من الطلاب بموافقة أولياء أمورهم إلى برنامج تجريبي في مجال العلاج الروبوتي بعدها سيتم تحليل النتائج والاجتماع مع شركائنا العاملين في مجال إنشاء ودعم واختراع الأجهزة العلاجية بالروبوت، وعقد ورش مختلفة؛ لتطوير أساليب علاج أصحاب الهمم سواء كان علاجاً طبيعياً أو وظيفياً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"