بالفيديو.. رحيل الشاعر عبدالله بن ذيبان الشامسي

الشارقة: «الخليج»
توفي اليوم الجمعة، الشاعر الإماراتي عبدالله بن ذيبان الشامسي، بعد صراع مع المرض. وُلد ابن ذيبان في مدينة الشارقة في سنة 1945م، وهو شاعر إماراتي مخضرم، وعانى اليتم وهو صغير، حيث توفي والده قبل ولادته بقليل، وفي الثامنة من عمره توفي شقيقه الأكبر، و عوضته رعاية أخواله في دبي، عن الأسى والفقدان المبكر للأحبة.
كتب ابن ذيبان الشعر للمرة الأولى عام 1968م، وتعرف إلى شعراء أكبر منه وتجربة، مثل: محمد الكوس، وراشد بن طنّاف، وعلي بن رحمة الشامسي، وغيرهم، وتميز في العديد من الأغراض الشعرية: الغزل والمديح والمساجلات والقصائد الوطنية والاجتماعية، وتميّز بصوره العفوية، وبساطة الأسلوب وسلاسة المفردة، يقول في إحدى قصائده: 
جار الزمان وضاع من فيه
عادي غدا لي كان منقود
ويلي على الماضي وطاريه
فيه العرب ما تصبح ارقود
واليوم يارك ما تلاجيه
ما بك درى إن طحت ميهود
شارك ابن ذيبان في تقديم وإعداد برامج إذاعية منذ قيام الاتحاد وقبله، حيث عمل مع الشاعر علي بن رحمة الشامسي في برنامج «أحضان البادية». وفي عام 1991 أصبح الشاعر ملازماً للجلسة الشعبية التي تقدمها إذاعة دبي، والتي كانت من إعداد وتقديم الشاعر الإماراتي راشد شرار، إضافة إلى المجلس الشعري الذي استمر بثه حتى عام 2002 على شاشة تلفزيون دبي.
في عام 2011 كرمه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في مهرجان الشعر الشعبي بوصفه أحد رواد القصيدة النبطية في الإمارات.
كان ابن ذيبان مفعماً بحب وطنه والبيئة الشعبية البسيطة والأصيلة، يقول معبراً عن ولعه بالتراث، وعشقه للزمن الجميل:
دمع عيني سال وتْهرّق
ع التراث اللي تمنّيته
اختفى «بودانق» ودنّق
للزمان اللي محى صيته
وين ذاك الحبل لمعلّق
وين ذاك الحصن لي ريته
راح وطره والدهر فرّق
واقطعوه الحارس وبيته
غنّى بعض الفنانين الإماراتيين قصائده، ومنهم سعيد سالم، وميحد حمد، وله الكثير من القصائد المميزة منها قصيدته الشهيرة «مرحبا بطارش نباكم» والتي يقول فيها: 
مـرحبا بطارش نباكم
عـد قـولي وارتيكم
دوم وعـيوني جـداكم
لا ولا قـلبي نـسيكم
طحت طيحه في هواكم
يـالغظي والعي عليكم
سـعد مـنا لـو جناكم
او غـدى جنه صبيكم
صـاب قلبي من جداكم
عـوق والـقول يعنيكم
بـرخص الغالي فداكم
جـان لي ربي يهديكم
جم لعى القلب وطراكم
وجم كسر حومه عليكم
شيب عيني من غواكم
قـال قـمره لي لجيكم
في ظما وشوق اللماكم
لـو يـشاور قـطويكم
لـيتني غيمه في سماكم
جـان بمطر في حويكم
بـروي الارض وفلاكم
لا ولا الـشمس تـييكم
لـو هـنا لـي هناكم
جـان تـعذيبي يهنيكم
قـلت وسعي في هواكم
وفي الهوا تراني خويكم
ان هـويتوا لي هواكم
ان عـتوني وين اييكم
قـبل اولـي في هواكم
مـا خـطا قلبي رميكم

ونعت وزيرة الثقافة والشباب نورة الكعبي الشاعر الراحل في حسابها على «تويتر» قائلة: «فقدت الساحة الثقافية الشاعر المخضرم عبدالله بن ذيبان الشامسي.. صاحب تجربة شعرية فريدة.. اهتم بتوثيق تفاصيل الطبيعة والبيئة والعمارة والعلاقات الاجتماعية حتى تبقى محفورة في الذاكرة».
وقال رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات سلطان العميمي على «تويتر»: «فجعت ساحة الشعر النبطي في دولة الإمارات بوفاة الشاعر الكبير عبدالله بن ذيبان الشامسي، بعد مسيرة حافلة بالعطاء والإبداع الشعري. برحيله فقدنا شاعراً ترك أثراً كبيراً في القصيدة المغناة في الإمارات»