عادي

مهدي علي لم يفقد غريزة الفوز والنجاح

22:00 مساء
قراءة 4 دقائق
1


متابعة: علي نجم
نجح فريق شباب الأهلي في كتابة تاريخ جديد، حين نال لقب كأس سوبر الخليج العربي عن جدارة واستحقاق بفوزه على حامل لقب النسخة السابقة، الشارقة، بهدف دون مقابل.
ولم يكن فوز «الفرسان» مجرد انتصار عابر، أو هدف دخل الشباك ومنح الفريق فوزاً؛ بل إن رأسية المدافع محمد مرزوق بدلت كثيراً في المشهد، وأسهمت في تحقيق أرقام جديدة وتاريخية للفريق .
ونال شباب الأهلي لقب كأس سوبر الخليج العربي للمرة الخامسة في تاريخه، ليحفر اسمه كأفضل بطل في عصر الاحتراف في المسابقة، ويعادل رقم العين على مستوى الفوز باللقب في زمني الهواية والاحتراف.
وعرف شباب الأهلي مجد الفوز بكأس سوبر الخليج العربي، وسط تخبط الفريق في بحر دوري الخليج العربي الهائج، وبعد بداية متعثرة وابتعاد عن دائرة الضوء؛ بل بعد نهاية مرحلة ذهاب يبدو فيها «الفرسان» غير مرشح حتى لدخول المربع الذهبي في ختام المسابقة.
وجاء الفوز بلقب كأس سوبر الخليج العربي، ليكون سفينة نجاة لفريق كاد أن يغرق في بحر تخبطات المدير الفني السابق الإسباني ساراغوسا، قبل أن يحمل تعيين المدير الفني المواطن المهندس مهدي علي، الترياق الذي أسهم في نهوض الفريق وتذوق حلاوة فوزه بلقب غالٍ على حساب فريق هو الأفضل على الساحة المحلية في السنوات الثلاث الأخيرة دون منازع.
ومما زاد من قيمة الفوز باللقب، هو أنه تحقق على حساب «الملك» الذي كان المرشح الأول للفوز بالكأس، لكن سيناريو المباراة، والتشكيل الذي زجّ به المدير الفني العنبري، وسط بعض الغيابات، ترك آثاره الكبيرة.
البديل الناجح
وسيناريو السوبر، سار وفق رهانات الفريق الأحمر، الذي بسط السيطرة ونال التفوق في الاستحواذ والتحكم؛ بل إن من دقق في نسبة الاستحواذ خلال المباراة، يشعر بالشفقة على حال «الملك» الذي لم يُظهر كثيراً من عزيمة وكبرياء البطل.
وبدا الشارقة كثير التحفظ؛ بل إن سيناريو التمركز في المناطق الخلفية والاعتماد على الهجمات المرتدة أو انتظار خطأ من المنافس، لم يُجد نفعاً في مواجهة خصم بدا وكأنه أكثر جرأة وتعطشاً للفوز ونيل اللقب.
وأحكم مهدي علي بفكره الفني، القبض على مفاتيح الخطر في تشكيلة «الملك»، فلم يمنح ويلتون سواريز المساحات، ولم يجد كورونادو الفرصة للتحرك أو صنع الخطر، بعدما قطع عنه ماجد حسن «الماء والهواء»؛ بل حتى «الكهرباء» وتسبب إيقاف إيجور في توقف محركات الفريق الملكي الهجومية، على الرغم من أن الحكم حمد علي يوسف كان رؤوفاً بعدم طرد ماجد بعد التدخل العنيف على سيف راشد، الذي كان يستحق الصفراء الثانية، ومن ثم الحمراء.
ولم تفلح رهانات المدرب القدير في الحفاظ على كأس البطولة التي عرف حلاوة الفوز بها الموسم الماضي على شباب الأهلي نفسه، فكانت رأسية محمد مرزوق كفيلة بتغيير مسار الكأس، بعدما كانت كل المؤشرات تشير إلى أن سيناريو الموسم الماضي سيتكرر مجدداً عبرركلات الترجيح.
رب ضارة نافعة
وكان وجود عبد العزيز صنقور أساسياً منذ صافرة البداية «مفاجأة»، والرهان الذي وصف من قبل البعض بالعاطفي، لكن صنقور العائد بعد طول ابتعاد عن الملاعب عانى الآلام، مما أجبر المدرب على إشراك محمد مرزوق بديلاً له، مع تغيير وليد عباس للعب في الجانب الأيسر ووجود مرزوق شريكاً في قلب الدفاع مع الكمالي.
وعاش مرزوق لحظات من «الخيبة والفرحة» في 45 دقيقة، بعدما تسبب اشتراكه مع مدافع الشارقة في حرمان الفريق من ركلة جزاء احتسبها الحكم، وقرر «الفار» عدم صوابيتها، لكن اللاعب البديل أبى إلا أن يكون بطل المشهد الأخير، حين ارتقى عالياً وسط دفاع الشارقة ليحول برأسه كرة سكنت الشباك، وأكدت أن شباب الأهلي «مرزوق» بكأس سوبر الخليج العربي.
ولعل أكثر السعداء بفوز شباب الأهلي ونيل اللقب، كان المهندس مهدي علي الذي رسم لنفسه طريق النجاح، منذ أن سار على درب رحلته التدريبية، فعرف كل أنواع التألق على مستوى المنتخبات الوطنية، لكن سجله بقي خالياً من الألقاب، قبل أن يكون لقب السوبر بداية الغيث لمدرب يستحق أن يكون «سوبر» المدربين المواطنين.
واتضحت علامات السعادة على وجه «المهندس»، الذي لم يتبدل خلال ابتعاده عن ساحات التدريب لثلاث سنوات أو أكثر، على الرغم من أن العودة جاءت من «الباب الصغير»، وسط الموسم وبعد تعثر مسيرة الفرسان، وبعد كثير من الجدل الذي دار حول إمكانية توليه تدريب منتخبنا الوطني ، لكن المدرب القدير حافظ على رباطة جأشه، وبدا وكأنه صياد لم يفقد غريزة الصيد على الرغم الغياب الطويل عن الجلوس فوق دكة البدلاء، بعد إنجازات لاتنسى مع المنتخبات الوطنية.
وسيكون التحدي الأكبر أمام «الفرسان» والمدرب «صائد النجاحات»، هو أن يواصل الفريق رحلته في مسابقتي كأس صاحب السمو رئيس الدولة، وكأس الخليج العربي، حيث بات قريباً من بلوغ المربع الذهبي بعد فوزه ذهاباً على خورفكان بأربعة أهداف، مقابل هدفين، قبل خوض لقاء الإياب يوم الثلاثاء.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"