عادي

حدود سلطة منتدى «دافوس» ومصالح «النخبة»

20:44 مساء
قراءة 3 دقائق
1

رأى جان كريستوف غراز أستاذ العلاقات الدولية في جامعة لوزان أن «هناك حدوداً لسلطة دافوس»، معتبراً أن المنتدى الذي يحمل الاسم نفسه، وافتتح الاثنين هو «ناد» يدافع عن مصالحه الاقتصادية، من غير أن يبرّر ذلك الأوهام المؤامراتية.
يعرف الجمهور العريض المنتدى الاقتصادي العالمي باسم «منتدى دافوس»، في إشارة إلى محطة التزلج التي يجمع فيها هذا الحدث كل عام النخبة الاقتصادية والسياسية العالمية. وهذه السنة، يلتئم المنتدى من الاثنين إلى الجمعة في شكل افتراضي بالكامل.

** اتهم وثائقي «هولد آب» منتدى دافوس باستعباد سكان العالم. هل ترون أن هذا النادي النخبوي لا يزال يغذي الأوهام المؤامراتية؟

 - طبعاً، هناك تأثير في دافوس، لأن من يشارك فيه هم أناس يمسكون بزمام السلطة، ولكن ينبغي النظر إلى حدود السلطة في دافوس؛ لأنه ينبغي على الرغم من ذلك ترجمة القرارات التي تتخذ في إطار المؤسسات الموجودة على صعيد قانوني ومعياري. لا يكفي أن يتوافق خمسة رؤساء دول وحكومات على أمر ما ليحصل. إذا منحنا كثيراً من الصدقية للسلطة في دافوس؛ فإننا نقع في نظرية المؤامرة.

** ينطوي الخطاب الصادر من منظمي المنتدى الاقتصادي العالمي أحياناً على نبرة مفاجئة. مثلاً، يدعو مؤسسه كلاوس شواب إلى «إعادة صياغة مفهوم الرأسمالية» ويؤكد أن «النيوليبرالية» زالت وأن انعدام المساواة يثير القلق. هل هذه أمور جديدة؟

- الأمور تتخذ هذا المنحى منذ ثلاثين عاماً. هذا جزء من آلية العمل نفسها. للمنتدى وجه علني. إنه يؤكد أنه هنا للتفكير في المصلحة العامة وليكون في خدمة تحسين النظام العالمي، وأن النخب تتحمل مسؤولية حيال المناخ أو انعدام المساواة؛ لكنه يبقى نادياً حصرياً لا يشمل الجميع. كذلك، يتيح هذا الخطاب امتلاك أجندة إصلاحية طموحة جداً، ولكن من دون مراجعة هذا النظام الاقتصادي؛ حيث يتم تحديد قرارات الشركات الكبرى المدرجة في البورصة من جانب مساهمين يسعون إلى حد أقصى من الربح على المدى القصير.
إنها حدود هذا النوع من الخطاب الذي يفترض أنه تقدمي، في حين أن هناك حلولاً بسيطة نسبياً لقلب هذا التوجه إلى تزايد انعدام المساواة، على مستوى الضرائب على الشركات التي يمكن أن تكون أكثر حدة، والضرائب على التبادلات في البورصة وحتى ضرائب الإرث. لقد حان وقت إرساء قليل من العدالة، خصوصاً بالنسبة إلى الثروات الهائلة.

** سيكون الرئيس الصيني شي جين بينج نجم هذه النسخة. كيف تفسرون هذا الاهتمام الذي تبديه الصين بدافوس؟

- في زمن دونالد ترامب، استغل الصينيون دافوس لإظهار طموحاتهم؛ لأن يكونوا سلطة تحظى باحترام وأن يجسدوا عولمة مسؤولة. يهم السلطة الصينية أن تقدم نفسها كبديل ذي صدقية من العولمة، وخصوصاً لدى كل الدول التي تسعى بكين إلى إقامة علاقات دائمة معها في إطار مشروع طريق الحرير أو في إفريقيا.
قبل دونالد ترامب، وحده بيل كلينتون توجه إلى دافوس في حين اعتبر الآخرون أن رئيساً أمريكياً يفوق بأهميته هذا المنتدى ولا يحتاج إلى الذهاب لدافوس للقاء من يشاء. لكن ترامب (الذي حضر المنتدى مرتين) رأى أن (دافوس) هو المكان المثالي لإعلان سياسته على صعيد العمليات التجارية؛ كون دافوس ليس واجهة عامة فحسب، بل أيضاً هو مكان تطرح فيه ملفات وتتم فيه ممارسة النفوذ. (أ.ف.ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"