جونسون لن يصطدم مع بايدن؟

00:10 صباحا
قراءة 3 دقائق

جون أولسوب *

لطالما كان رئيس وزراء بريطانيا من الناشطين السياسيين الذين يسيرون وفق الرياح الهابة، وهو يعلم أن الرياح القادمة من وراء المحيط الأطلسي باتت تهب الآن في اتجاه مختلف.

المعلقون والسياسيون في جميع أنحاء العالم كثيراً ما قارنوا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشيرين إلى علاقاتهما غير الرسمية المشتركة مع الميول الشعبوية والوطنية. 

وأثبتت أوجه التشابه بين الزعيمين نقطة نادرة في الإجماع بين المرشحين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة: فقد ورد أن الرئيس المنتخب جو بايدن، قد أشار إلى أن جونسون هو «استنساخ جسدي وعاطفي» لترامب، بينما وصف ترامب جونسون علناً بأنه «ترامب بريطانيا».

 ومع ذلك، فإن مهنة جونسون كصحفي وسياسي، تشير إلى أنه ليس حليفاً طبيعياً لترامب. فقبل أن يصبح ترامب رئيساً، هاجمه جونسون باعتباره غير لائق لتولي المنصب، ودانه جونسون مرة أخرى لتشجيعه التمرد في مبنى الكابيتول. وفي أعمدته الصحفية السابقة وبياناته العامة، أشاد جونسون مراراً وتكراراً بالرؤساء الليبراليين الذين وضعوا الولايات المتحدة على ركيزة موثوقة ومشاركة للنظام الديمقراطي العالمي: إنهم بعبارة أخرى رؤساء، يشبهون بايدن أكثر من ترامب.

 لقد وجد جونسون، أن الشخصية العامة للرئيس السابق بيل كلينتون مزعجة. وانتقد «الإخلاص الزائف المروع» لكلينتون، وأشار إلى رئاسته على أنها «دراما ذاتية نفسية جنسية». لكنه أعرب بشكل عام عن دعمه لسياسات كلينتون، لسعيه نحو تحقيق توازنات محلية إلى دعمه لتوسع الناتو في الخارج.

 وفي عام 2007، اشتاق جونسون لعودة كلينتون إلى البيت الأبيض. وقال: «كان من الأفضل أن يُدار العالم تحت قيادته كرئيس، فقد كان هناك شعور أكبر بالتفاؤل، وإمكانية الانسجام بين مختلف البلدان والجماعات الدينية».

 وأعجب جونسون في البداية بالرئيس السابق جورج دبليو بوش، لكنه رأى أنه «رجل حرب من تكساس» مسؤول عن تحطيم مكانة أمريكا على المسرح العالمي. و في عام 2008،، كتب جونسون في عمود في صحيفة «التلغراف»، «جسّد أوباما التغيير والأمل بشكل واضح»، وأومأ أيضاً إلى الرمزية التاريخية لترشيح أوباما.

 وفي عام 2016، تداول جونسون في عمود في صحيفة التابلويد اليمينية «ذا صن»، أن أوباما يحمل «كراهية الأجداد» للزعيم البريطاني في زمن الحرب وينستون تشرشل والإمبراطورية البريطانية لأنه «جزء من كينيا» وهو تعليق، وفقاً للتقارير الأخيرة، لم ينساه كبار مؤيدي الحزب الديمقراطي.

 ولا تزال حقائق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي - ومسؤولية جونسون عن تنفيذها - تعقد أهمية تصريحاته السابقة حول رؤساء الولايات المتحدة في علاقته المستقبلية مع بايدن.

 وبايدن، أيضاً، انتقد بشدة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بشكل عام، والتهديد الذي يمكن أن يشكله ذلك مع اتفاقية السلام في جزيرة أيرلندا على وجه الخصوص.

وكما أشار العديد من المعلقين، يبدو جونسون أكثر اتساقاً مع بايدن فيما يتعلق بإيران وتغير المناخ، الذي يبرز كأولوية في السياسة الخارجية لجونسون قبل استضافة بريطانيا لقمة COP26 في وقت لاحق من هذا العام.

وفي البداية على الأقل، ستكون إدارة بايدن منشغلة بالأزمات المحلية، وعندما ينظر إلى أوروبا، قد يعطي الأولوية لتنمية العلاقات مع باريس وبروكسل وبرلين.

لكن من غير المرجح أن يتعامل بايدن مع بريطانيا جونسون باعتبارها منبوذة ملوثة بترامب. وبغض النظر عما سيحدث بعد ذلك، فإن علاقة جونسون ببايدن ليست محكوم عليها حتماً بارتباطاته الأخيرة مع الرئيس المنتهية ولايته، أو أوجه التشابه المفترضة معه. وعلى الأقل، يمكن للبريطانيين والأمريكيين أن يتوقعوا، استناداً إلى سجل جونسون، أنه سيركز على كل ما يخدم مصالحه، وما إذا كانت هذه المصالح تتماشى مع وجهات نظره طويلة الأمد قبل ترامب بشأن السياسة الخارجية الأمريكية الدولية الأفضل. والحقيقة أن جونسون وبايدن ليسا بعيدين عن بعضهما البعض، حتى لو كان من الصعب وصفهما بنسخة متشابهة عن بعضهما البعض.

* صحفي مستقل. يكتب النشرة الإخبارية ل The Media Today. (فورين بوليسي)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

صحفي مستقل. يكتب النشرة الإخبارية ل The Media Today

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"