خيارات الحوثي المدمرة

00:10 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

في وقت يطالب فيه العالم بتقديم حسن نوايا، ومواقف تعزز فرص تحقيق السلام في اليمن، تصر جماعة الحوثي على ارتكاب وممارسة ما يتنافى مع هذه الرغبات؛ إذ تزايدت في الأسابيع الأخيرة الهجمات الإرهابية التي تقوم بتنفيذها ضد المملكة العربية السعودية، معرّضة حياة المدنيين للخطر، مستخدمة في ذلك الصواريخ الباليستية، والطائرات بلا طيار المفخّخة، وتلغيم البحار، بهدف تعطيل حركة التجارة الدولية.

ماذا يعني ذلك كله؟

حسب الوقائع التي نراها كل يوم من تصرفات وسلوك جماعة الحوثي، فإن الأجندة التي تقوم بتنفيذها في اليمن، والتي تخدم قوى أجنبية لا تريد الاستقرار في المنطقة، وتشكل خطراً ليس فقط على اليمن والمنطقة فحسب؛ بل على العالم بأسره، فقد أثبتت الجماعة خلال الفترة التي أعقبت سيطرتها على العاصمة صنعاء، وانقلابها على الشرعية الدستورية في البلاد منذ سنوات، أنها مكوِّن رافض لأية تسوية سياسية تعيد الأمن والاستقرار لليمن، الذي يعاني كثيراً جراء وطأة السياسات التي تتبعها الجماعة.

تحقيق السلام المنشود لليمن لا يمر بكل تأكيد من بوابة الإرهاب، وانطلاقاً من هذه الحقيقة يقف العالم كله مع الاستقرار وضد التهديدات التي تتعرض لها السعودية، وهو ما يتجسد في المواقف المعلنة من كافة دول العالم، ومن بينها الإمارات العربية المتحدة التي دانت سلوك الجماعة واستنكارها ل«محاولات ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، استهداف مناطق مدنية في السعودية».

وأكدت الإمارات في بيان أصدرته وزارة الخارجية والتعاون الدولي، أن استمرار الهجمات الإرهابية ضد المملكة، يوضح طبيعة الخطر الذي يواجه المنطقة من الانقلاب الحوثي، وسعي هذه الميليشيات إلى تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة.

ولأن الشيء بالشيء يذكر، فإن جماعة الحوثي أثبتت أنها صاحبة مشروع تخريبي، ولهذا جاء موقف الولايات المتحدة الأمريكية بتصنيفها منظمة إرهابية، وهذا التصنيف لم يأت من فراغ، بقدر ما هو تأكيد أن الجماعة ماضية في طريق الحرب، من دون مراعاة للمعاناة التي تتسبب فيها للشعب اليمني.

أكثر من ذلك تزايدت الانتهاكات التي ترتكبها الجماعة، سواء من خلال استمرار حملة الاعتقالات التي تقوم بها في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، أو شن هجمات بالصواريخ ضد منشآت اقتصادية وعسكرية في الداخل، أو الاعتداءات المتكررة ضد المملكة العربية السعودية، وكلها تشير إلى أن خيار السلام ليس مطروحاً في أجندتها، وكل ما تريده هو استمرار الحرب؛ لأنها توفر لها سبل البقاء والاستمرار في السيطرة على المناطق التي تخضع لجبروتها.

لقد تجاوزت جماعة الحوثي عملية البحث عن السلام المفقود الذي ترعاه الأمم المتحدة، بمباركة من التحالف العربي المساند للشرعية اليمنية، واتجهت عوضاً عن ذلك إلى وضع مزيد من التعقيدات لمنع توافقات سياسية تُفضي إلى سلام دائم وشامل في البلاد، من شأنه أن يُنهي الحرب التي أشعلتها منذ الانقلاب الذي قامت به عام 2014.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"