عادي

ميناء إيرلندي يتحوّل إلى بوابة أوروبية في أعقاب «بريكست»

11:23 صباحا
قراءة 3 دقائق
ميناء إيرلندي يتحوّل إلى بوابة أوروبية في أعقاب «بريكست»

عبّارة ضخمة شقّت ضباب الصباح في طريقها لإفراغ حمولة شاحنات أتت بها من دنكيرك الفرنسية، وسرعان ما تبعتها أخرى أبحرت من شيربورغ، في مشهد يعكس ازدياد حركة الملاحة البحرية بميناء روسلار الإيرلندي الصغير في أعقاب بريكست.
وكانت شركة «د. اف. د. اس.» الدنماركية افتتحت في 2 كانون الثاني/يناير المسار البحري بين دنكيرك وروسلار. وهو يسمح لشركات النقل بربط جمهورية إيرلندا ببقية الاتحاد الأوروبي دون العبور بالمملكة المتحدة تجنباً للحواجز الجمركية الجديدة.
وقال مدير الميناء غلين كار لفرانس برس: إنّ حركة الشحن باتجاه البر الأوروبي ارتفعت بنسبة 476% مقارنة بالعام الماضي. وأضاف «لقد انتقلنا من ثلاث خدمات مباشرة أسبوعياً باتجاه القارة الأوروبية إلى 15 خدمة حالياً».
هنا، تعلو أصوات سائقين فرنسيين بشأن حمولة من الآلات الزراعية. وقبالتهم، يترقب ناقلون من إسبانيا داخل آلياتهم موعد الإبحار نحو بيلباو.
وفي المسلك المؤدي إلى الأرصفة، رفِعت لافتة مرحّبة بالوافدين الجدد، كتب عليها: «ميناء روسلار الأوروبي: بوابة إلى أوروبا».


     مغادرة «الجسر البري» 

غادرت المملكة المتحدة الكتلة الأوروبية رسمياً في نهاية كانون الثاني/يناير 2020، بعد أكثر من أربع سنوات على استفتاء بريكست الذي فاز به مؤيدو مغادرة الاتحاد الأوروبي بنسبة 52%. بيد أنّ الآثار الملموسة لهذا القرار لم تبدأ بالبروز إلا مع بداية العام الحالي مع انتهاء الفترة الانتقالية.
وفي ظل قيود الإجراءات الرسمية المستجدة والتأخيرات الناجمة عنها، صار متعهدو النقل الإيرلنديون يحجمون أكثر فأكثر عن استخدام «الجسر البري» الذي كانت المملكة المتحدة تمثّله لربط إيرلندا بالاتحاد الأوروبي.
فقبل بريكست، كانت أكثر من 150 ألف شاحنة تنقل سنوياً نحو 3 ملايين طن من البضائع من الاتحاد الأوروبي وإليه، عابرة بحر إيرلندا باتجاه ويلز قبل عبور المانش انطلاقاً من جنوب بريطانيا.
وفي بداية شهر كانون الثاني/يناير، شهد ميناء دبلن الذي يشكّل حلقة رئيسة ضمن ذاك «الجسر البري»، هدوءاً مفاجئاً، وجرى إلغاء بعض رحلات العبور.
ومنذ ذلك الحين، تظهر مؤشرات أنّ ميناء روسلار، وهو أصغر من ميناء دبلن، قد يتحوّل إلى المعبر المفضّل للانتقال نحو أوروبا.
ويقول كار «عندما تنقل سلعة من طرف إلى آخر، فإن ما يقال لنا وما نراه هو أنه لا يوجد فرق كبير بين (الطريق المتخذ) الآن والجسر البري»، مضيفاً «من ناحية أخرى، ليس عليك هنا تعبئة أي أوراق، فضلاً عن توفير الوقود ويكون السائقون أكثر راحة».


    «تكاليف استيراد»


ضمن العدد الكبير للشاحنات المتوقفة في أرصفة روسلار، يبرز اللون الأزرق الخاص بمقطورات «أمازون برايم». عشرات منها موجودة هنا حيث يتم تحميلها وتفريغها بوتيرة سريعة.
حتى الآن، غالباً ما يعتمد الخمسة ملايين إيرلندي على مواقع بريطانية متاحة على نطاق واسع للتسوّق عبر الإنترنت. بيد أنّ الموقع البريطاني العملاق للمبيعات عبر الإنترنت (amazon.co.uk) بدأ في الأول من كانون الثاني/يناير فرض «تكاليف استيراد» على بعض المواد لتغطية «الضرائب الحدودية، الرسوم الجمركية والرسوم التي يتم تحصيلها في البلد المستورد». ولكن يمكن للعملاء الإيرلنديين تجنب الرسوم والتأخير باستخدام مواقع أمازون الأوروبية (الألماني منها أو الفرنسي أو الإسباني).
وفقاً لغلين كار، تشير معطيات إلى أنّ عادات الموزعين والمشترين بدأت تتغيّر بالفعل منذ نهاية الفترة الانتقالية ودخول بريكست حيّز التنفيذ.
ويوضح أنّ «مجموعة من العلامات التجارية الإيرلندية الكبيرة صارت تأتي الآن بمنتجاتها مباشرة من أوروبا القاريّة»، مضيفاً «نرى عملاء كباراً على غرار أمازون يجلبون الكثير من الشحنات يومياً».
(أ.ف.ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"