عادي

بيــن صوتيـــن

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين
1

علم الاجتماع أيضاً له مكان في تقديم رؤى مستقبل ما بعد الجائحة، ومع هذه الأهمية أصبح التساؤل عن «الحضور العام لأي عالم اجتماعي خلال الجائحة». 

فالطبيب وعالم المناعة أنتوني فاوتشي، أصبح مستشار 6 رؤساء، ليعلو صوت العلوم الطبية الحيوية، ويكاد يخرس صوت العلوم الاجتماعية.

ماذا بعد الجائحة؟، من الطبيعي أن ينشغل الناس  في ظل تفشي الفيروس  بلقاح يوقف هذا الانتشار الهائل، ويصبح الهم الأول إيقاف ذلك الوحش، أما ترتيب الأوراق من بعده فمسألة مؤجلة. ومن المتوقع أن يبرز دور العلوم الاجتماعية بصورة أفضل، مثلما يرى الباحثان هاري بيرلشتات في جامعة ميتشيجان الأمريكية، وروبرت دينجوال في جامعة نوتنجهام ترنت البريطانية.

ففي دراستهما عن «علم الاجتماع كعدسة للوباء واستجاباته» يتساءل الباحثان: «إذا كان بإمكاننا إيواء المشردين، فلماذا نعيدهم إلى الشوارع؟ وإذا تمكن الأطفال من التعلم بشكل أكثر إبداعاً في المنزل، فلماذا نعود للحفظ عن ظهر قلب والاختبارات في المدارس؟ وبالنظر إلى معدلات الوفيات، ما مستقبل مرافق المعيشة لكبار السن؟».

كلها أسئلة تتطلب دراسات اجتماعية، فلن نتغلب على الأوبئة بالطب الحيوي وحده، فالتدخلات الاجتماعية هي خط الدفاع الأول، لكن حتى اللقاح يحتاج إلى دعم العلوم الاجتماعية بمجرد مغادرته للمختبر وبدء الإقبال عليه. 

ومن المؤكد أن يترك انتشار الفيروس إرثاً من الاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية لجيل كامل، ويتمثل التحدي الذي يواجهه المجتمع والعلوم الإنسانية في تشييد «وضع طبيعي جديد» يعمل بشكل أفضل، مع عدد أشخاص أكبر مما كان عليه من قبل، فهذه مهمة تاريخية لعلم الاجتماع ومن اليقين أنه حان الوقت لإعادة إشعال الشعلة التي أضاءها مؤسسوها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"