عادي

مساحــة للضبــاب

23:37 مساء
قراءة دقيقة واحدة
1

شكلت الصحراء وشكل البحر السكندري وجدان الشاعر الإيطالي جوزيبي أونجاريتي، حيث ولد وعاش قسطاً كبيراً من حياته في الإسكندرية، حتى إنه كان يعرف نفسه للآخرين بأنه مصري، وكان الرجل مراقباً للمشاعر العربية، وما تفرزه من كلمات وألحان، وكان يؤكد دائماً أن مدخله إلى الشعر والعالم معاً، قد انطلق من سراب الرمل وأصوات الليل، والنواح في وداع الموتى.

يقول أونجاريتي: «ولدت في الإسكندرية في مصر، وهي مدينة تقع خارج الواحة التي صنعها النيل، فالإسكندرية مدينة في الصحراء، في صحراء تحتفي بحياة شديدة الكثافة منذ نشأتها، حياة لا تترك خلفها أي أثر على استمرارها في الزمان. الإسكندرية مدينة تتحول بلا توقف، تتبدل دائماً، مدينة يكون فيها الشعور بالزمن  الزمن القادر على النفي  حاضراً للخيال، ويكون حضوره أسبق وأقوى من أي حضور آخر».

كانت باريس بالنسبة لأونجاريتي اكتشاف لون جديد من الوجود؛ ذلك اللون الذي تصنعه باريس وحدها، أول ما التقى الشاعر عند وصوله إلى باريس كان الضباب، لكنه تلاشى بعد وقت قصير. أقام بعد ذلك في ميلانو، في انتظار الحرب، مدينة ضبابية، والشعر الذي كتبه كان يفسح للضباب مساحة كبيرة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"