لا تقف متفرجاً

00:54 صباحا
قراءة دقيقتين

مسؤولية الحفاظ على أمن المجتمع وصحته، واجب وطني، والإبلاغ عن المخالفين والمخالفات مسؤولية مجتمعية أيضاً، للحدّ من انتشار فيروس «كورونا»، الذي شمل سريعاً العالم كله. 
خصصت الجهات المختلفة في الدولة، قنوات وأرقاماً للتواصل والإبلاغ عن المخالفات، التي تمرّ بنا يومياً، وقد يتفاعل بعضهم مع تلك المبادرة، وآخرون قد لا يدركون أهمية الإبلاغ عن المخالفات، فيغضون النظر عن تلك المشاهد، ويمضون في طرقهم، تاركين المخالف يستمر في مخالفته. 
التهاون سبب في تفاقم انتشار فيروس «كورونا»، فقد شهدنا في المدة الأخيرة، ارتفاعاً في أعداد الإصابات، وهذا يشكل ضغطاً كبيراً على المؤسسات الصحية، التي لم تنل قسطاً من الراحة منذ بدء الجائحة، وتواصل عملها ليلاً ونهاراً، وفي أيام الإجازات من أجل تقديم أفضل الخدمات الصحية للمرضى. 
التفاعل الإيجابي مع توجهات الجهات بالتبليغ مسؤولية مجتمعية، فكلنا لدينا دور مهم نقوم به، للتصدي للوباء، وإيجابية الأفراد ستنعكس جيداً على الجميع في الدولة، في حين تجاهلنا للمشاهدات الخطأ والمخالفات التي تمر أمامنا، سيكون له دور سلبي، وسيسهم في استمرار المخالفين بمخالفتهم، واستمرار أعداد الإصابات في الارتفاع. 
كل فرد في المجتمع هو «مشرف سري»، يقوم بدور المفتش الذي عين رسمياً لرصد المخالفات، بدافع مجتمعي من دون وثيقة عمل، بهدف حماية صحة المجتمع وسلامته، من الأفراد المتظاهرين باتباع الإجراءات الاحترازية، من دون وعي منهم، بأن تجاوزهم ليس انتصاراً على اللوائح المتبعة، لكنه هزيمة أمام العدو الخفي، بنشرهم العدوى. 
لدينا تجارب سابقة ناجحة، بتفاعل كبير من الجمهور مع المبادرات الشبيهة، عبر الإبلاغ عن الحالات التي يتجاوز قائدو المركبات فيها قانون السير والمرور، عبر التقاط الصور أو مقاطع الفيديو، وتتعامل الجهات المختصة مع تلك البلاغات بسرية، من دون الكشف عن مقدم البلاغ. 
المبادرة لها دور كبير في تعزيز مشاركة الجمهور في الإبلاغ عن مختلف القضايا، ومنها المخالفات المتعلقة بجائحة «كورونا»، على مدار الساعة، ما يمكن من سرعة التواصل والاستفادة وردع المخالفين؛ فإشراك أفراد الجمهور في رصد سلوكات المخالفين، والإبلاغ عنها بذكاء، سيوفر بحد ذاته نوعاً من الردع. 
فلنكن مسؤولين عن صحتنا وصحة مجتمعنا، ونتحمل مسؤوليتنا المجتمعية، ونحمي أنفسنا وأسرنا من فيروس «كورونا»، ومن العدوى حتى يختفي الفيروس من وطننا، وتعود حياتنا كما عهدناها. 
إن رصدت مخالفة خلال مرورك في محل تجاري، أو في الشارع، أو بجوار مطعم ما، أو من أحد المارة، فلا تقف متفرجاً، وقم بدورك الفعال في حماية مجتمعك من ارتفاع أعداد الإصابات، وكن مسؤولاً أمام تلك التجاوزات التي تعد سبباً في انتشار العدوى.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"