عادي

صالحة غابش: التفرغ الجزئي للكتّاب ضروري

23:23 مساء
قراءة 3 دقائق
1


الشارقة: عثمان حسن
ترى الكاتبة صالحة غابش أن هناك مسؤولية كبيرة تقع على الكاتب الإماراتي في تجويد ما يصدر عنه من مؤلفات، كما أن دور النشر مسؤولة أيضاً عن تبني طباعة الكتب الجيدة، حيث يجب أن تتحرى المعايير الأدبية الواضحة قبل نشرها، وتلفت غابش إلى الدور المنوط باتحاد كتاب وأدباء الإمارات، الذي يدرس الآن شروطاً ومعايير جديدة للعضوية، كما تتحدث عن كثير من التفاصيل التي ترى أنها مهمة لتنشيط الحراك الثقافي في الإمارات.
وحول مسألة التفرغ الإبداعي التي يتحدث عنها كثير من المبدعين الإماراتيين تقول صالحة غابش: «أنا مع تفريغ المبدع تفريغاً جزئياً، بمعنى أن يترك للموظف / الكاتب، مساحة من التفكير خارج أسوار المؤسسة التي يعمل فيها، ويمكن له على سبيل المثال أن يداوم ثلاثة أيام في الأسبوع».
 وتوضح غابش هذه المسألة بتأكيدها على أن الكاتب يجب أن يظل قريباً من الناس، وبهذا المعنى يتيح التفريغ الجزئي له أن يبقى على رأس عمله في المؤسسة التي يعمل فيها ويعتاش من خلالها، ويمكنه في الوقت نفسه التواصل مع الناس، فيكون على تماس مع مواجعهم وآلامهم وهواجسهم، فالإبداع الحقيقي ينتج عن تلك المعايشة.
وتؤكد غابش أن الكاتب لسان حال المجتمع، وما يحدث فيه من تبدلات وتغيرات في كل شؤون الحياة، والمجتمع هو منجم لكثير من الأفكار التي يستطيع المبدع الحقيقي أن يستثمرها في أعمال لافتة، سواء من خلال الرواية أو القصة أو الشعر، واستحضرت غابش تجربة نجيب محفوظ الذي قدم نتاجات روائية معبرة عن المجتمع، شكلت علامات فارقة في مسيرة الرواية العربية في القرن العشرين، حيث كان على الدوام قريباً من نبض الشارع. وتعتقد غابش أن البشر لا يتفاعلون مع المثقف البعيد عن مجتمعه، وبالتالي تنخفض مشاركتهم في الهم الثقافي، ما ينعكس سلباً على المجتمع ذاته، الذي يصبح على مسافة شاسعة من كل أشكال المعرفة الإنسانية.
وتلفت غابش إلى أهمية الإعلام بأشكاله المختلفة (مقروءة ومسموعة ومرئية) ودوره في خدمة الثقافة وتنمية المجتمع، ففي ذلك ضمان لحراك ثقافي حقيقي، وهنا، مطلوب من الإعلام المحلي أن يسلط الضوء على المنجز الثقافي الإماراتي بكثافة أكبر.
فوضى
وتعتقد صالحة غابش أن هناك نوعاً من الفوضى تطال مسألة التنسيق بين الفعاليات الثقافية في الإمارات، والحل برأيها يتطلب تدخلاً من وزارة الثقافة، فهي كفيلة بحل هذه المشكلة من خلال التعاون مع الجهات والمؤسسات الثقافية في الدولة، وتتمنى غابش أن تتبنى الوزارة تنظيم فعاليات كبرى تقام في المدن، وتجذب عدداً أكبر من المثقفين والكتاب والمهتمين، وهنا تكون كل الإمارات على موعد مع هذه الفعاليات، التي ربما تحوي أجناساً متنوعة من الأدب، وتمزج بين الشعر والرواية، وربما التشكيل والمسرح.
وترى صالحة غابش أن المؤسسات الثقافية تستطيع تنظيم برامج ثقافية مدروسة جيداً، تمتد على مدى زمني يقارب الشهر، يشارك فيها مبدعون إماراتيون كل في حقل تخصصه، وأن يدعى إليها نقاد ومعقبون، وبهذا نفّعل الحراك ثقافي، الأمر الذي يمنح الجميع فرصة الاستفادة من المنتج الثقافي وعدم تشتيت الجهود، وتكرار الفعاليات. 
مكانة مرموقة
ولأن قطاع النشر يحتل مكانة ثقافية مرموقة في الإمارات، فإن صالحة غابش ترى أن هناك مسؤولية مضاعفة على الناشر الإماراتي، في تحري الدقة والموضوعية عند القيام بنشر الكتب، وهذا يتطلب من وجهة نظرها أن تكون هناك معايير أدبية وإبداعية واضحة لدى الدار عند طباعة الكتاب، وفي ذلك مسؤولية ثقافية ملحة، وفي هذا المقام تدعو زملاءها من ناشرين وكتاب إلى التأني، وضرورة أن يكون لدى دار النشر متخصص لمراجعة الكتب، ما يسهم في تطور المعرفة.
وتشير صالحة غابش إلى أن مجلس إدارة اتحاد الكتاب يدرس هذه الأيام، مقترحاً لتطوير شروط عضوية الاتحاد، من خلال تنشيط لجان متخصصة في كل حقول الأدب المعروفة في الشعر والرواية والقصة، وفي حقل الدراسات أيضاً، وترى في هذه الخطوة منعطفاً في مسيرة الاتحاد، وحرصاً على احتضان الكتاب الجيدين، ومن تتسم إبداعاتهم بالتميز بما تتضمنه من فكر وحساسية وذوق أدبي وإبداعي رفيع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"