«مسبار الأمل»... «الخليج» تعيش فرحة الإنجاز

دبي: يمامة بدوان
8:8 مساء التاسع من فبراير، لحظة يخلدها التاريخ ويمجدها بحروف من نور، حين إعلان نجاح دخول «مسبار الأمل» إلى مدار المريخ، فتعالت الهتافات وكلمات الحمد والفخر والتصفيق والتكبيرات من أفواه الإعلاميين والمنظمين للحدث، الذين وجدوا في «برج بلازا»، بوليفارد محمد بن راشد، لمتابعة الحدث الأبرز، وسارعوا إلى تبادل التهاني.
«الخليج» رصدت دموع الفرح في عيون الحضور، والفرحة العارمة التي بدت مرسومة على وجوههم، الذين تابعوا الدقائق التي سبقت نجاح المهمة، حيث بدت على وجوههم علامات الترقب والقلق، وأصبحوا يطالعون ساعات أيديهم لعد الثواني، لحظة بدء «نصف الساعة العمياء»، إلا أن الأمر لم يطل، حتى جاءت البشارة من المحطة الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء بالخوانيج، لتعلن أن المهمة نجحت، وأن الإمارات خامس دولة بالعالم تنجح بالوصول للكوكب الأحمر.
البداية كانت مع المهندس عمر الشحي، مسؤول الاختبارات والدمج في مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، الذي لم يستطع التعبير عن مشاعر فرحته وفخره بالإنجاز الكبير، واكتفى بالقول إن الإمارات قيادة وشعباً حققت حلماً طال انتظاره، وهو ما يجعلها الأولى عربياً والخامسة عالمياً تصل إلى المريخ، بعقول أبنائها وسواعدهم.
وعن دوره في المشروع، أوضح أنه تمثل في دمج قطع المسبار الثلاث، وإجراء الاختبارات عليها في بيئة تحاكي بيئة الفضاء، للتأكد أنها قادرة على تحمل البيئة التي سيعمل بها طوال سنتين مريختين، حيث إن هذا العمل تطلب جهداً كبيراً ومتواصلاً من الفريق، الذي لم يتوان للحظة في تقديم الأفضل، كي يحقق النجاح، وواصل الليل بالنهار في العمل، وسط التزامه بالإجراءات الاحترازية.
ثقة تامة
وقال يوسف راشد، أحد المنظمين، إنه كان على ثقة تامة بأن تعب 7 سنوات لن يضيع هباء، وأن الإنجاز سيتحقق في ظل العزيمة التي تحلى بها فريق عمل المشروع، وبدعم لا متناه من القيادة الرشيدة، وبدعوات أبناء الإمارات لهم بالنجاح.
وأشار إلى أن الإمارت برؤية قيادتها الرشيدة، جعلت الحلم حقيقة يعيشها كل إماراتي وعربي، ودفعت بهم بكل إصرار وعزيمة إلى نشدان الطموح الأبعد، فكان الوصول للمريخ بنجاح، وهو ما يجعلنا نشعر بأن لا مستحيل يقف أمامنا.
كفاءات شابة
بهجت حمصي، أحد المنظمين، عبر عن فرحته قائلاً: مبارك للعرب جميعاً هذا الإنجاز، لقد استطاعت الإمارات بقيادتها الرشيدة وكفاءاتها الشابة اجتياز المرحلة الأصعب في رحلة المسبار، حتى جاء إعلان نجاح المهمة، وهو ما كان يترقبه ملايين العرب. وهم جميعاً تملؤهم مشاعر الفخر بما حققته دولة الإمارات، فهي لم تكتف بأول رائد فضاء إماراتي عربي يؤدي مهمة ناجحة على متن المحطة الدولية، ولم تكتف بتصنيع أول قمر إصطناعي، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك بكثير، وحجزت لها مكانة بين الدول الكبرى في استكشاف الفضاء العميق، وهو ما يجعل كل عربي فخوراً بهذا الإنجاز الكبير.
تصفيق حار
أما قصي نصر، ويعمل مصور تلفزيوني، فلم يتمالك نفسه وهو ينظر إلى الوقت بكل ترقب، حتى حانت لحظة الحسم، وجاء إعلان نجاح المسبار في دخول مدار المريخ، حتى قفز من مكانه وهو يصفق بحرارة.
وأوضح أن هذه اللحظات التاريخية التي عاشها بقلق لن ينساها، حيث تبعها إعلان الوصول بنجاح، فتبددت مخاوفه، وتأكد له أن العمل الجماعي في المشروع ودعم القيادة الرشيدة له حقق نتائج مثمرة، ستعود بالخير على العالم أجمع.