عادي

أمريكا بين أجندة الإدارة الديمقراطية و«نفوذ» ترامب

17:17 مساء
قراءة 4 دقائق
1


واشنطن - أ ف ب
تثير تبرئة دونالد ترامب داخل مجلس الشيوخ في إطار محاكمة ثانية غير مسبوقة بغرض العزل، أسئلة بشأن ما ينتظر الرئيس السابق البالغ 74 عاماً، والحزب الجمهوري والرئيس جو بايدن.
ورغم أن تبرئة مجلس الشيوخ لترامب كانت أمراً شبه مؤكد، إلا أنه لا شك في أن الرئيس السابق تنفس الصعداء لدى سماعه القرار.
وندد ترامب في بيان بما وصفه «حملة شعواء» ضده، وتطرق إلى المستقبل، وقال: «بدأت للتو حركتنا التاريخية والوطنية والرائعة لجعل أمريكا عظيمة مجدداً».
وأضاف أن «الكثير من العمل ينتظرنا، وسنخرج قريباً برؤية لمستقبل أمريكي مشرق، ومتألق ولا حدود له».
ولم يستبعد ترامب في السابق الترشّح مجدداً للانتخابات الرئاسية المقبلة في 2024، وكان من شأن أي إدانة أن تمنعه من تولي منصب فيدرالي إلى الأبد.
ومنذ مغادرته البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/يناير، يقيم ترامب في منتجعه «مارالاغو»، بينما حُرم من حسابه على تويتر الذي كان يستخدمه لمخاطبة الملايين من متابعيه.

صرخة تعبئة
تقول كابري كافارو من الجامعة الأمريكية في واشنطن، التي كانت عضواً في مجلس شيوخ أوهايو عن الديمقراطيين، إن تبرئة ترامب قد تكون بمثابة «صرخة تعبئة» بالنسبة له ولأنصاره.
لكنها أشارت إلى أن «إرث دونالد ترامب قد يقتصر بالنسبة لعديدين في هذه المرحلة على أحداث السادس من كانون الثاني/يناير، بغض النظر عن التبرئة».
وتابعت: «سيكون هناك أمريكيون ممن يعتقدون أن دونالد ترامب لعب دوراً ما»، وهو أمر قد ينعكس أيضاً على أنشطة قطب العقارات في القطاع الخاص، وقالت: «يبدو الأمر كأنه لا خيار لديه سوى مواصلة محاولاته للخوض في السياسة».
وتتفق أستاذة العلوم السياسية في جامعة «براون» ويندي شيلر مع مسألة أن مستقبل ترامب قد يكون محدوداً، وصرّحت بالقول: «إذا كانت الشركات ستمنحه فرصة للظهور والتحدث، فسيكون رد الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي سريعاً وشديداً، مع احتمال مقاطعة منتجاتها».
وأردفت أنه «حتى إقامة مؤتمرات صحفية أو مناسبات في العقارات المملوكة لترامب ستمثّل مشكلة بالنسبة للشركات الكبرى المطروحة للتداول العام، أو الشركات التي توفر منتجات مباشرة للمستهلكين».

نفوذ ترامب وسط الجمهوريين
يعد تصويت الأغلبية الساحقة من الجمهوريين في مجلس الشيوخ لصالح تبرئة ترامب، مؤشراً على نفوذه الذي لا يزال يحافظ عليه ضمن حزبه.
وقالت ممثلة ولاية جورجيا في المجلس مارجوري تايلور غرين، التي تعد من بين أشد المؤيدين له، الأسبوع الماضي، إن «الحزب له، لا لأحد آخر».
ولكن صوّت سبعة أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ لصالح إدانته، بينما صوّت عشرة جمهوريين من أعضاء مجلس النواب لصالح عزله الشهر الماضي، من ضمنهم النائبة ليز تشيني، ابنة نائب الرئيس السابق ديك تشيني.
وبينما صوّت زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل لصالح تبرئته، إلا أنه أشار إلى أن ترامب مسؤول «عملياً وأخلاقياً» عن أعمال العنف التي شهدها السادس من كانون الثاني/يناير.
ونأى عدد من الجمهوريين بأنفسهم عن الرئيس السابق، بينما يستعدون لاختبار فرصهم في الوصول إلى البيت الأبيض في 2024.
ومن بين هؤلاء حاكمة كارولاينا الجنوبية نيكي هايلي، التي قالت إن الجمهوريين أخطأوا في دعمهم حملة ترامب الرامية لقلب نتائج الانتخابات، التي قادت إلى الهجوم على مقر الكونجرس.
وقالت هايلي في مقابلة مع مجلة «بوليتيكو»، إنه «سلك مساراً ما كان عليه أن يسلكه، وما كان علينا أن نتبعه فيه».
كما قللت من أهمية التوقعات التي تشير إلى أن ترامب سيترشح للرئاسة في 2024، قائلة: «لا أعتقد أن بإمكانه ذلك. لقد سقط سقطة كبيرة».
لكن الجمهوريين الداعين للانفصال تماماً عن ترامب لا يزالون أقلية، بينما يخشى كثيرون منهم من النفوذ الذي يتمتع به في أوساط قاعدته الشعبية.
وقالت ويندي شيلر إن «أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين صوّتوا لصالح تبرئته ربما يحمون أنفسهم من التحديات الأولية من قبل الجناح الأكثر تشدداً داخل حزبهم في 2022 أو حتى 2024، لكنهم قد يجعلون أنفسهم بالتوازي أكثر عرضة للهزيمة في الانتخابات العامة».
وأشارت كافارو أيضاً إلى أن النواب الجمهوريين الذين لا يزالون مخلصين لترامب، يخوضون «مقامرة خطيرة للغاية».
ومضت بالقول: «يتّخذون قراراً مبنياً على فترة زمنية قد لا تعود موجودة بالنسبة إليهم خلال عامين».
وطرحت مجموعة من المسؤولين الجمهوريين السابقين المناهضين لترامب فكرة تأسيس حزب ثالث يميني وسطي، لكن يُستبعد تبلور الخطوة.

أجندة إدارة بايدن
خيّمت المحاكمة الرامية لعزل ترامب على بداية عهد بايدن الرئاسي، ولا شك في أن الديمقراطيين مرتاحون لكونها لم تستغرق أكثر من خمسة أيام.
وسيكون الآن بإمكان مجلس الشيوخ التحرّك سريعاً لتثبيت الشخصيات التي عينها بايدن في حكومته، والعمل على أجندته التشريعية في وقت تواجه فيه البلاد الأزمة الناجمة عن كوفيد-19 وتداعياتها الاقتصادية الشديدة.
وقالت شيلر إن «الرئيس بايدن قام بعمل جيد للغاية عبر النأي بنفسه بعيداً عن إجراءات محاكمة العزل، وحصر رسالته بأزمة كوفيد-19 والأزمة الاقتصادية التي رافقتها».
لكن لا يزال ترامب قوة يحسب لها حساب، وقالت كابري كافارو: «لا يمكننا القول إن لدينا حصانة من مزيد من الاحتجاجات والنشاط من قبل اليمين المتشدد، وسيتعيّن مراقبة ما إذا سيحصل ذلك، ومتى، والكيفية التي سيتعامل بايدن من خلالها مع الأمر».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"