عادي

النقــد الأدبــي.. أكثــر مــن علــم

23:21 مساء
قراءة دقيقة واحدة
1

يحاول كتاب النقد الأدبي، من تأليف مجموعة من النقاد وترجمة د. هدى وصفي، أن يقدم قراءة شاملة للنقد عبر عصوره المختلفة، مع التركيز على القرن العشرين، الذي يعتبر نقطة التحول في التناول النقدي، بعد ما تداخلت العلوم الإنسانية بعضها ببعض، وبعد ما أصبح من العسير اليوم أن نرى بوضوح، ما هي حدود النقد المعاصر، فقد أسهم علم اللغة وعلم النفس وعلم الاجتماع والعلوم البيولوجية والإحصائية، والحاسبات الإلكترونية، كل من جانبه، في تقديم أدوات استغلها النقد بشكل أو بآخر.

يتناول الكتاب ميخائيل باختين، الذي يتميز في الدراسات الأدبية نتيجة لنظريته الخاصة حول تعدد الأصوات في الرواية، أو ما يسميه «البوليفونية»، وكما حاول أن يطبقها في كتابه عن دستويفسكي، وأيضاً في مقالات أخرى. وينطلق باختين من فرضية «هيمنة الاجتماعي على الفردي»، لذا فهو يرى في الرواية وحدة اجتماعية تاريخية، ويربطها أيضاً بالشكل؛ إذ إن التغييرات الشكلية للنوع الروائي لصيقة الصلة بالتغييرات الاجتماعية؛ لذا فباختين لا يفصل بين الشكل والمحتوى.

يؤكد الكتاب أن قراءة النص الأدبي واستيعابه والتفاعل معه، عملية شاقة، يتم اكتسابها عبر المران وتفقه أدوات تحليل النص والتعامل النقدي معه، ويستعرض المحاور الأساسية في التناول النقدي فلا يتقيد بالتسلسل التاريخي لظهور مختلف الإرهاصات النقدية؛ بل يحاول أن يتبين السمة الغالبة في هذه التيارات من خلال رصد تحولاتها، فيقسم النقد الأدبي إلى أربعة محاور: الوصف، المعرفة، الحكم، الفهم لتوضيح النبرة الغالبة على النقد في مراحله المختلفة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"