عادي

خليل عبد الواحد: مطلوب نقاد متخصصون في الفنون البصرية

20:07 مساء
قراءة 4 دقائق
1

* الحركة التشكيلية المحلية ترتكز على أسس متينة 

* المؤسسات الثقافية أكبر داعم للفنان الإماراتي

الشارقة: علاء الدين محمود
يسلط الفنان التشكيلي خليل عبد الواحد ضوءاً كثيفاً على مواضيع تختبئ في الظل، ونادراً ما يتم الالتفات إليها، فيرسم بريشة الفنان وبحسه العالي، لوحة بديعة عن الحركة التشكيلية في الإمارات، ويصفها بالمتطورة والمرتكزة على أسس متينة رسخها جيل الرواد من الفنانين الإماراتيين. 
ونوّه عبد الواحد بدينامية وتوهج حركة الفنون المحلية بسبب الدعم اللامحدود والمبادرات الإبداعية الدائمة من قبل الدولة، كما يشير إلى مسألة التنوع الثقافي في الإمارات، وانعكاس ذلك على ازدهار الحراك التشكيلي على مستويات عدة في الفعاليات والعروض الفنية والمهرجانات وطابعها العالمي مثل «بينالي الشارقة» و«مهرجان الفنون الإسلامية» و«ملتقى الخط» وكذلك «آرت دبي»، الذي يحظى بحضور عالمي مكثف، كما أشار إلى الأنشطة الفنية المتعددة في أبوظبي، وغيرها من المؤسسات الثقافية العريقة ذات الصيت العالمي، ما خلق تحولاً فنياً كبيراً، فضلاً عن تزايد أعداد الطلبة الملتحقين بالتخصصات الفنية في الجامعات، وكل هذا الحراك جعل الإمارات تتبوأ مكانة عالمية في مجال الفنون.
وفي بداية حديثه نوّه عبد الواحد، بأن الحركة الفنية في الإمارات لم تقتصر على المعارض فقط؛ بل هناك أنشطة حوارية تناقش مستقبل الفنون على المستوى المحلي والعالمي، كـ«لقاء مارس» في الشارقة، والملتقى العالمي للفن في أبوظبي، ومدينة التصميم في دبي، وتكتسب أهميتها من كونها تشكل ملتقيات للفنانين ويدار فيها نقاش وحوار عال في قيمته وأهميته، يتناول قضايا كبيرة ومؤثرة في حركة الفنون.
مكانة عالمية
يقول عبد الواحد: «بفضل تلك الممارسات الفنية أصبحت الإمارات رقماً عالمياً صعباً في مجال الفنون لا يمكن تجاوزه، وبفضلها صارت الدولة ترتقي بصورة مستمرة وتحجز مكانة مهمة على مستوى العالم».
وأكد عبد الواحد الدور الكبير الذي ظلت تضطلع به المؤسسات الثقافية المختلفة الخاصة والحكومية من دعم الفنون وتنشيط الحركة الإبداعية في الإمارات، وهي مطالبة ببذل مزيد من الجهود، والتفاعل والتواصل في ما بينها، فالعملية الإبداعية في أي بلد تتطلب أن تلتقي الجهود وتتضافر، وهو ما يصنع بالفعل حالة مستمرة غير منقطعة من النشاط الثقافي والفني.
وفي سياق الحديث عن المؤسسات الثقافية، أكد عبد الواحد الجهود القيمة التي ظلت تبذلها وزارة الثقافة في دعم الفنانين، وتوفير فرص المشاركات الخارجية لهم، واقتناء أعمالهم الفنية، وهناك مزيد من الأدوار ينتظرها الفنان كابتكار مشاريع مختلفة تدعم المبدعين، خاصة أن أعدادهم في تزايد مستمر.
جمعية التشكيليين
وفي معرض توصيفه لعمل جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، ذكر عبد الواحد أنها ظلت تقوم بدور مقدر، غير أن وجود العديد من المؤسسات الثقافية الكبيرة والمميزة داخل الدولة، جعلها مطالبة بمتابعة تلك النشاطات التي تعقد عبر المنصات الإبداعية، وأشار إلى أن ما يجعل الجمعية فاعلة بصورة أكبر، هو ضرورة دعم الفنانين لها؛ لأن قوتها تكمن في نشاطات أعضائها فلابد من التكاتف من أجل أن تمارس الجمعية دوراً أكبر على مستوى الحراك التشكيلي في الإمارات، وهي قادرة على ذلك نسبة لكونها تضم كل الفنانين الإماراتيين القدامى والجدد.
وأوضح عبد الواحد، أن الصحافة الثقافية تنتظرها مهام أكبر في ما يتعلق بإبراز الثقافة المحلية، وأن تهتم كذلك بالمقيمين في الدولة، فتضيء على نشاطاتهم الإبداعية، مشيراً إلى أنها قامت بدور كبير من ناحية متابعة الأخبار الفنية، والمطلوب هو أن تبذل جهوداً أكبر للدراسات الفنية والنقدية من أجل طرح فن له قيمته، وكذلك هي مطالبة برفع المستوى الثقافي وتشكيل ذائقة بصرية لدى المتلقين، فهي حلقة مهمة من حلقات الحراك التشكيلي في المحلي، ولابد لها من أن تتصدى لدورها المنتظر بصورة أكثر فاعلية.
وأكد عبد الواحد ضرورة أن يكون هناك اهتمام أكبر بالنقد في مجال الفنون البصرية، حيث لا يوجد عدد كاف من النقاد المتخصصين، وذلك يتطلب تكثيف الاهتمام بهذه المسألة في النشاط الثقافي والفني.
جيل جديد
وفي ما يتعلق بالأجيال الجديدة من التشكيليين الإماراتيين، قدم عبد الواحد عدداً من النصائح أوجزها في محاور عدة، أبرزها ضرورة أن يهتم هذا الجيل بالثقافة والاحتكاك بأجيال الرواد ومعرفة سيرهم الفنية، والاعتماد على أنفسهم دون انتظار أي جهة لمساعدتهم، فهم مطالبون بالتعرف إلى الحركة الفنية الإماراتية منذ القدم وحتى اللحظة الراهنة، وبالسعي إلى الانضمام للجمعية باعتبارها حاضنة لواقع الفنون والحراك التشكيلي في الدولة، كما أن هؤلاء الفنانين مطالبون بضرورة حضور الفعاليات الكبيرة، ومعرفة البيئة الثرية والمتنوعة للإمارات، التي خلقت ثراء على مستوى الفنون، من أجل أن يكونوا أكثر التصاقاً بالواقع الإبداعي والفني المحلي. 
وأشاد عبد الواحد بتجربة المهرجانات الفنية في الإمارات، وأكد أنها أتاحت فرصة التعريف بالفن الإماراتي، وخلقت مساحات من التواصل بين الفنانين المحليين والعالميين، وهي أيضاً تعتبر مقياساً مهماً لمعرفة مدى تطور الفنان، داعياً إلى وجود مزيد من المهرجانات والفعاليات الفنية في الإمارات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"