عادي

ماجد العصيمي: الإمارات نموذج في رعاية أبنائها

00:55 صباحا
قراءة 4 دقائق
1

حوار: مها عادل

تتويجاً لجهوده، وإضافة لسجل إنجازاته الحافل بالصمود والتحدي، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» مؤخراً، تعيين ماجد العصيمي، رئيس اللجنة البارالمبية الآسيوية والمدير التنفيذي لنادي دبي لأصحاب الهمم، كأول سفير لها من الإمارات.
وبالرغم من صعوبة مشواره في الحياة منذ الطفولة، لإصابته بشلل الأطفال منذ أن كان عمره عامين، إلا أنه استطاع أن يصبح نموذجاً يحتذى في الصبر والإرادة، وكيفية البحث عن موهبته وتطوير مهاراته رغم التحديات، ونجح في أن يسخّر قدراته لدعم الأطفال من أصحاب الهمم وتوصيل صوتهم لكل من يهمه الأمر. كسر كل القيود، وتخطى كل الحواجز ولم يسمح للكرسي المتحرك بأن يسجنه داخله، بل انطلق بكل طاقته ليصل بحلمه إلى عنان السماء، وليحمل أيضاً في قلبه أمنيات واحتياجات أصحاب الهمم من الأطفال، ويسخّر كل جهوده لتحقيقها وتحسين حياتهم وضمان حصولهم على فرص متساوية في الحياة.

الصورة
1

التقيناه لنتعرف إلى أفكاره وقصته، وليطلعنا على رسالته وأهدافه وطموحاته المستقبلية لخدمة الطفولة حول العالم.
استهل ماجد العصيمي حديثه معنا عن أهميه المنصب بالنسبة إليه، وقال: منصب سفير «لليونيسيف» مسؤولية كبيرة، وشرف، وسأبذل كل جهدي لتوفير فرص حقيقية لتمكين الطفل من احتياجاته الضرورية. وأنا ممتن لكل دعم ومساندة حصلت عليهما من وطني الإمارات، أرض الفرص وتحقيق الأحلام التي تمثل بيئة خصبة لدعم الإبداع والتحفيز على النجاح. وأضاف: أمامي طريق طويل وسأعمل مع كل مؤسسات الدولة التي تعنى بالطفل، ورعايته.
وتلمع عيناه حماساً وهو يشاركنا طموحاته ورسالته الموجهة للأطفال أصحاب الهمم، ويقول: تتمثل رسالتي في دعم قصة نجاح كل طفل من ذوي الإعاقة، فإذا توفر لأطفالنا الاهتمام والبرامج والمشاريع المخصصة لخدمتهم وتنمية قدراتهم سنجعل منهم أصحاب إنجازات ناجحين، فكل طفل من ذوي الإعاقة يمتلك قوة وملكات ومهارة وطاقات جبارة، وهبها الله سبحانه وتعالى إياها، ليعوضه عما يفتقده، لذلك يجب أن نعمل على إخراج هذه الملَكات والمواهب للنور، وأنا أؤمن بأنه داخل كل طفل صرخة تعلن عن وجوده وتسعى للوصول إلى كل أذن، وسأواصل جهودي في توصيل هذه الصرخة وتوفير كل الحقوق له، وضمان حصوله على فرص متساوية في الحياة، لإخراج أشخاص مبدعين ومنتجين ومبتكرين يشكلون إضافة لمجتمعاتهم ولأنفسهم في العديد من المجالات.
تحقيق إنجاز
عن شعاره في الحياة أوضح: هو «التحدي»، فأنا مصاب بشلل الأطفال منذ كان عمري سنتين، ولكنني لم أصغ لمن كان يحد من عزيمتي، وأنني لن أستطيع التقدم في حياتي، وغير قادر على التعليم أو العمل، أو تحقيق إنجاز، وواجهت من لم يثقوا بقدراتي، ولكني كنت محظوظاً إذ وجدت الدعم من أسرتي والرعاية من المجتمع، ومن مؤسسات الدولة، وكلما كنت أقابل من يشكك في قدراتي، أو ما يسبب الإحباط لي، كنت أزداد إصراراً وتحدياً لإثبات قدراتي، وكانت كلماتهم تتحول بداخلي إلى دافع وحافز يدفعني لبذل مزيد من الجهد. وعندما ظهرت لدي مهارات الخطابة والإلقاء والارتجال، سخّرت مهاراتي في فترة المدرسة، وما بعدها، لإيصال قضية ذوي الإعاقة إلى صناع القرار، وإلى المجتمع ككل، بأسلوب علمي يليق بكوني ابن الإمارات، وسخّرت كل طاقاتي للخير ولمصلحة كل أبناء وطني من ذوي الإعاقة لتحسين حياتهم، ومنحهم فرصاً أكبر لتحقيق أنفسهم في المجتمع.
ويفتح العصيمي قلبه ويشاركنا دفتر ذكرياته وبعض المعاناة التي مر بها في مشواره منذ طفولته، وبمراحل التعليم، وكيف تجاوزها بنجاح قائلاً: مررت في أحيان كثيرة بمعوقات لطموحي بسبب إصابتي بشلل الأطفال، ورغم أنني كنت من المتفوقين بالمدرسة في المنهاج العلمي وحصلت على أعلى الدرجات في مواد الكيمياء والفيزياء والرياضيات، لكنني اضطررت لأن أختار التخصص الأدبي لمجرد أن المعامل كانت موجودة في الطابق الثاني من مبنى المدرسة، وكان من الصعب علي الوصول إليها يومياً باستخدام الكرسي المتحرك، وحتى لا أضطر إلى أن أبحث عمّن يحملني يومياً للطابق الثاني جاء قرار تحويل مساري إلى المنهج الأدبي، والتخلي عن طموحي في المجال العلمي، وهكذا غيرت مسار دراستي من المنهاج العلمي إلى الأدبي واستكملت تعليمي الجامعي في كلية التقنية بنجاح.
البدائل المناسبة
عن تجربته ونجاحه في التغلب على الصعوبات أوضح: تعلمت في طفولتي البحث عن البدائل المناسبة لظروفي، فمثلاً تمنيت بشدة أن أمارس رياضة كرة القدم، ولكن نظراً لإعاقتي لم أستطع، وحزنت حينها، إلى أن وجدت ضالتي المنشودة في قدرتي على التعليق على المباريات بين أطفال الفريج بطريقه حماسية وفكاهية أعجبت الجميع، لدرجة إنهم وفروا لي ميكروفون، وأصبح لي دور معهم في اللعب، وكوّنت أصدقاء، وأدين بالفضل الكبير لأسرتي حيث رزقني الله بوالدين على قدر كبير من الوعي دفعاني للإندماج في المجتمع. والتحاقي بنادي الثقة للمعاقين وممارسة رياضة تنس الطاولة أفاداني كثيراً وزاداني ثقة بقدراتي، وحصدت كل الدعم والاستجابة من مؤسسات الدولة عندما طرقت بابها للإعلان عن احتياجاتنا بتوفير بيئة محيطة صديقة للمعاق، وأتيحت لي فرصة تقديم برامج تتناول قضايا ذوي الإعاقة وتدعمهم، ونستطيع أن نرصد حجم الإنجازات والتسهيلات والدعم والاهتمام الذي توليه الدولة لأصحاب الهمم، فالإمارات تقدم نموذجاً يحتذى في رعاية الطفل والأسرة بشكل عام.
وعن سر اهتمامه بالأطفال بشكل خاص، قال: الطفل هو الركيزة الأولى لبناء المجتمع الناجح وأستهدف خدمة الصغار بشكل خاص لأنني عانيت الكثير في مرحلة طفولتي، وعند زيارتي للعديد من الدول الآسيوية وجدت أن حال الأطفال بحاجة إلى تدخل سريع وتقديم حلول وبرامج فعالة لاستثمار جهودهم وطاقاتهم، فالأطفال هم أغلى كنوز الأمم، وحاملو لواء المستقبل، وصناع التقدم والازدهار للشعوب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"