القراءة.. وأزمة الجائحة

00:41 صباحا
قراءة دقيقتين

د. عيسى صالح الحمادي

نظراً للظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم نتيجة جائحة فيروس كورونا (كوفيد- 19)، أدت التغيرات والتحولات الكبيرة التي شهدها العالم، إلى ظهور العديد من التحديات التي تواجه هذه التحولات والتغيرات في مجال التعليم، وأصبحت الحاجة إلى تطوير السياسات التعليمية والتحول في مجال التعليم من إستراتيجيات التدريس التقليدية إلى إستراتيجيات أخرى، تعتمد على توظيف التكنولوجيا في عمليتي التعليم والتعلم، ضرورة حتمية.
 اتجهت أنظار جميع المؤسسات التعليمية على مستوى العالم إلى التعلم عن بُعد بشكل عام، ما دفع تلك المؤسسات إلى القيام بممارسات هادفة لها مردود إيجابي وفعّال في مجال أو أكثر من مجال التقنيات وتطبيق البرامج واتخاذ إجراءات وأنشطة لها مردود إيجابي في تحسين المستوى التعليمي والانتقال به من مستوى إلى مستوى أعلى وأفضل، منها على سبيل المثال لا الحصر ضرورة وجود شبكة الإنترنت، ونظام إدارة ومتابعة لنظام الفصول الافتراضية، وتوافر خبرة كافية للمعلمين للتعامل معها.
مما لا شك فيه أن القراءة تعتبر من المحرّكات الرئيسية والأساسيّة لرقي المجتمعات ونهضة الشعوب والحضارات على اختلافها وتنوّعها، فالقراءة «منهج حياة»، ومع استمرار المحافظة على مكانة القراءة وأهميتها بالنسبة للفرد والشعوب والأمم، كان من الضروري التعايش مع تلك الأزمة من خلال بذل الجهود وإطلاق المبادرات لتشجيع الطلبة وأفراد المجتمع على القراءة الإلكترونية، وهذا يتطلب منا جهودًا مضاعفة وفهمًا عميقًا لمتطلبات القراءة الإلكترونية حتى تحقق أهدافها المنشودة.
لذا أصبح من الضروري إكساب الطلاب في هذا العصر مهارات القراءة الإلكترونية بأبعادها المختلفة سواء كانت تكنولوجية أو أكاديمية أو ترفيهية، وكذلك أنواعها المتنوعة سواء مهارات القراءة الإلكترونية السريعة، والقراءة الإلكترونية الانتقائية، والقراءة الإلكترونية التحليلية، والقراءة الإلكترونية الإبداعية، والقراءة الإلكترونية الناقدة.. بالإضافة إلى أغراضها المتعددة.. قراءة إلكترونية للتسلية والمتعة.. قراءة إلكترونية للدراسة، قراءة إلكترونية للبحث.. وهذا يتطلب مواجهة العديد من التحديات والصعوبات والمشكلات وهي تتراوح بين مشكلات خاصة بالمتعلمين والمعلمين، وأخرى خاصة بالمحتوى والتدريس والتقويم، ولعل أبرز هذه المشكلات كيفية محو الأمية الرقمية للمتعلمين.
بالإضافة إلى ما سبق أصبحت إجراء الدراسات والبحوث الجديدة التي تناسب هذه الفترة من متغيرات ومستجدات وممارسات جديدة على المستوى الإقليمي والمحلي ضرورة حتمية، حيث يجب من خلالها تحديد مهارات القراءة الإلكترونية اللازمة، والتعرف على معوقات تنمية هذه المهارات ووضع الحلول أو تصور مقترح للتغلب على معوقات تنمية مهارات القراءة.

 مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"