7 أخطاء شائعة ينبغي تجنبها عند إنشاء صندوق ائتمان

19:05 مساء
قراءة 4 دقائق

أحمد شهيدي *

تؤكد التجارب أن حصر جميع الأصول التي تملكها العائلات في إطار هيكلية واحدة لن يحدّ من ظهور التعقيدات في المستقبل. وفيما يلي، حددنا لكم سبعة أخطاء شائعة ينبغي تجنبها عند إنشاء صندوق ائتمان. فما هو صندوق الائتمان؟
صندوق الائتمان، هو ترتيب ائتماني يتيح لطرف ثالث، أو مُؤتمَن، حيازة الأصول بالنيابة عن المستفيد أو المستفيدين بطرق عديدة، ويُحدد بالضبط كيفية انتقال الأصول إلى المستفيدين، ومتى.
يعمل الصندوق الائتماني على تخصيص قدر كبير من الأموال، يضمن وجود رأسمال كافٍ لخطط العائلة على المدى البعيد، ودعم أي تمويلات يحتفظ بها المتصرف في الائتمان. وتتمثل إحدى مزايا الائتمان في تخصيص الأصول للجيل القادم، والحجز بين المتصرف وتلك الأصول.
وهناك سبعة أخطاء شائعة حول إنشاء صناديق الائتمان تقع فيها كثير من العائلات حول العالم.
1- الخلط بين الصناديق الائتمانية والحسابات المصرفية: في حال نشوء أي ملاحقة قانونية في المستقبل حول شرعية صندوق الائتمان، ستتم مراجعة الممارسات، والنواحي الرسمية لعقد الائتمان. وينبغي التأكد بأن المتصرف في الائتمان قد احتفظ بأموال احتياطية تكفي للوفاء بمستلزمات معيشته المحتملة في المستقبل، بدون سحب الأموال لتغطية تلك النفقات. 
2- وضع ترتيبات صارمة: تخيلوا حاجة أحد أفراد العائلة إلى عناية طبية عاجلة في مستشفى خارج البلاد، في حين ينتظر المستشفى استلام دفعة مقدمة قبل البدء بالعلاج. ويُطلب من الأمناء تمويل ذلك، باعتبارهم المصدر الأفضل والأكثر قدرة على دفع مبلغ كبير لأحد أفراد العائلة. ولسبب ما فقد تعذر الوصول إلى الشخص المخول بالموافقة. ولا يمكن للمؤتمن تحويل الأموال دون الإخلال بالائتمان. في هذه الحالة، يصبح الالتزام بنهج تقييد الصلاحية مشكلة حقيقية للعائلة.
3- تحديد خطط الدفع وعدم إبلاغ أفراد العائلة: يُعدّ إنشاء صندوق ائتمان خطوة مهمة لوضع ترتيبات مالية بعيدة المدى لأفراد العائلة. ومن المهم أيضاً الحوار مع العائلة وإطلاعها على طريقة المُتصرف في عمل الصندوق، وتحضيرهم لها.
تتمتع معظم العائلات بأخلاقيات عمل قوية، وتريد لأبنائها أن يصنعوا شيئاً لأنفسهم. وهذا أمر يستحق التقدير، ويمكن للأمناء أن يدعموا هذا التوجه، إما عبر تحفيزهم عبر ضمان الدخل، أو توفير مبالغ متواضعة نسبياً لتلبية متطلباتهم الأساسية الهامة. وبكل الأحوال، لا ينبغي أن تكون المبالغ كبيرة لدرجة حصول الأبناء على أموال قد يكون تأثيرها غير صحي في نموهم.
4- عزلة الأمناء عن بعضهم بعضاً: لنفترض أن لديكم العديد من الأصول العقارية والاستثمارات المالية في البنوك والأسهم حول العالم، فهل يمكنكم حصرها في هيكلية واحدة؟ قد يبدو ذلك أمراً رائعاً، لكنه غير مستحسن لأسباب تتعلق بالمخاطر أو الضرائب. وعند اختياركم لأمناء متعددين على أصولكم المتنوعة، ينبغي إبقاء التنسيق قائماً بينهم. فقد تواجهون حالة يطلب فيها أحد المستفيدين السحب من مجموعتي الأمناء في وقت واحد، وتوافق إحداهما على ذلك بدون معرفتها أن المجموعة الأخرى قد وافقت كذلك. وقد يكمن الحل في وجود حماية للمجموعتين معاً ينبغي الرجوع إليها قبل اتخاذ أي خطوات مهمة. بالإضافة إلى السماح لمجموعات الأمناء بالتحدث إلى بعضهم البعض والتنسيق فيما بينهم.
5- إهمال تعيين المستفيدين الاحتياطيين: لا أحد يحب التفكير في موت أحبائه. ولكن، لتحقيق أقصى فائدة ممكنة من صندوق الائتمان، ضعوا في حسبانكم أسوأ السيناريوهات. كأن تكونوا مع المستفيدين من صندوق الائتمان جميعاً في المكان الخطأ والوقت الخطأ حيث تضرب المأساة. وبموت جميع المستفيدين، أصبح المؤتمن على الصندوق الآن يمتلك ثروة كبيرة ولا يدري كيف يتصرف بها.
قد يكون لديكم شقيق أو أحد الوالدين، أو ابن عم مفقود منذ فترة طويلة، أو لديكم مؤسسة خيرية مفضلة ترغبون بتضمينها كمستفيد أو مستفيد «احتياطي» في حال خروج الأمور عن الخطة المرسومة. يمكن إضافة هذه الأطراف كمستفيدين في البداية (قد يكون الأحفاد والأشقاء ملائمين لذلك، اعتماداً على الأهداف بعيدة المدى للائتمان) أو يمكن إدراجهم في خطاب تكليف المُؤتمَن نفسه، والذي يمكن أن يمنحه السلطة لإضافة مستفيدين احتياطيين.
ومن المفيد توجيه المؤتَمن على الصندوق نحو حقيقة رغباتكم. وبالمثل، إذا أردتم لمؤسسة خيرية واحدة أن تحظى بصندوق الائتمان كاملاً، أو تفضلون قيام الأمناء بتوزيع الأموال على جهات مختلفة، فمن الضروري توضيح ذلك. 
6- إغفال النظر في الرسوم المخفية: يسعى الجميع دائماً للمساومة. ولكن، خلال البحث عن الرسوم المنخفضة للمؤتمن، تتجاهل العائلات أحياناً تلك الرسوم الأخرى التي يتم تحصيلها. ضعوا في اعتباركم خطط المُؤتمن لفرض رسوم إضافية على الرسوم السنوية المقترحة. ومن الأمثلة الشائعة على ذلك، رسوم الوقت المستغرق، ورسوم الإيداع بموجب قانون الامتثال الضريبي للحسابات الخارجية، ومعيار الإبلاغ المشترك ورسوم البنية التحتية، ورسوم المحاسبة ورسوم المعاملات. قد تضيف هذه الرسوم غالباً عدة آلاف من الدولارات سنوياً.
7- غياب التخطيط الشامل: عادةً ما تكون صناديق الائتمان أداة قوية للاستثمار العقاري، ويمكنها ضمان توفر الأصول للجيل القادم بصورة فورية، وبدون تأخير وتعقيدات الإجراءات الرسمية اللازمة لإثبات صحة الوصايا.
* المدير التنفيذي لقسم تخطيط الثروات في جوليوس باير (الشرق الأوسط) المحدود

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المدير التنفيذي لقسم تخطيط الثروات في جوليوس باير (الشرق الأوسط) المحدود

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"