عادي
أسس فئات السفن والمحامل الشراعية 60 و22 وقوارب التجديف 30 قدماً

حمدان بن راشد.. بصمات مضيئة في تاريخ الرياضات البحرية

19:11 مساء
قراءة 5 دقائق
222
222

ترك المغفور له بإذن الله، الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم رحمه الله، بصمات مضيئة في تاريخ الرياضات البحرية في دولة الإمارات بصفة عامة، والسباقات المحلية التراثية بوجه خاص، وذلك منذ تأسيسها وبداية مسيرتها الحافلة التي انطلقت في عقد السبعينات وانتشرت بعد ذلك لتزدهر مع نهاية الثمانينات بعد تأسيس نادي دبي الدولي للرياضات البحرية عام 1988.
وأسهم المغفور له بإذن الله الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، كثيراً، في تطورها بدعمه المتواصل والسخي حتى أصبحت هذه السباقات أحد أهم الفعاليات الرياضية في برنامج الموسم الرياضي البحري وتستقطب عدداً كبيراً من شرائح المجتمع.
ووضع الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم الكثير من الأفكار، وكان عام 1991 موعداً لانطلاقة أكبر وأضخم سباق تراثي بحري مع حدث القفال، الذي كان البداية التي تبعها عدد من المبادرات، حيث كان النواة في التطوير عبر القوارب الشراعية المحلية 43 قدماً المعروفة وقتها، لتشمل بعد ذلك ـ من أفكاره ـ سباقات السفن والقوارب الشراعية المحلية 60 و43 و22 قدماً، وقوارب التجديف المحلية 30 قدماً التي وقف وراء نجاحها حتى احتلت المكانة الأولى من حيث الشعبية، وأصبح يمارسها كثير من أبناء الدولة.

1991

ويبقى في الأذهان دوماً سباق القفال للمسافات الطويلة من جزيرة صير بونعير وحتى شواطئ دبي، والذي انطلق عام 1991 بفكرة من الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، رحمه الله، حيث جاءت فكرة الحدث حينها تأكيداً للرسالة العظيمة التي أرساها كإحدى الملاحم التراثية التي تعيد أبناء اليوم إلى حياة الماضي لتذكرهم بتضحيات الآباء والأجداد في سعيهم إلى إيجاد لقمة العيش والبحث عن الرزق الوفير في البحر الذي شكل الملاذ الآمن لأهل المنطقة والخليج العربي ومصدر الرزق الوفير.
وحرص الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم على أن يكون مهرجان القفال تراثياً وليس سباقاً فحسب، يحمل في طياته كثيراً من المعاني التي تجسد ارتباط أهل الإمارات بالموروث الحضاري، مما انعكس إيجابياً على جميع إفراد الأسرة الكبير والصغير وجعل التظاهرة تتحول إلى كرنفال تراثي أصيل يجمع ما يزيد على 5000 شخص في عرض مياه الخليج، لإحياء هذه الملحمة التاريخية، وهذا يؤكد الحرص الشديد على المشاركة في هذه التظاهرة البحرية.
كما حرص الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم منذ تأسيس الحدث، على الحضور في جميع السباقات التي أقيمت طوال السنوات الماضية إلى جزيرة صير بونعير، قبل يوم من الانطلاق للالتقاء مع النواخذة وملاك السفن والتحاور معهم حول كل ما يهم التراث والسباق، وأهمية الوصول به إلى أفضل مستوى، تحقيقاً للرسالة السامية من وراء إقامته، كما صار الاجتماع في مجلسه العامر منبراً لوسائل الإعلام التي تتحاور معه كل عام في شؤون الرياضة بمختلف أوجهها.
وظل الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم يتابع الحدث مع انطلاقته، ويقف على كل صغيرة وكبيرة، وأسهم كثيراً في تطويره، فعندما كشفت التجربة أن القوارب 43 قدماً التي شاركت في النسخ الثلاث الأولى من عمر السباق أعوام 1991 و1992 و1993 أصغر وأضعف من أن تتحمل السباق الشاق والطويل، طالب الشيخ حمدان الملاك والنواخذة بأهمية أن تكون المحامل بنفس الحجم والقوة التي كانت عليها السفن في الماضي، حتى تتوفر لها معايير أكثر أمناً من أجل السلامة، فأمر بالانتقال إلى فئة السفن 60 قدماً في سباق تجريبي عام 1993، حيث ظهرت بصماته وأفكاره الناجحة حينها ليتم اعتماد الفئة الجديدة بعد ذلك ويخصص السباق فقط للسفن 60 قدماً عام 1994.
وعلى الرغم من المحاولات الكثيرة طوال السنوات الماضية لضم أنواع أخرى من القوارب والزوارق، إلى جانب السفن الشراعية المحلية في هذا السباق، فإن الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، شدد على أهمية المحافظة على الأصالة، وعدم إقحام كل ما من شأنه تغيير معالم التاريخ، والاكتفاء بإدخال مظاهر الاحتفال بالمناسبة ذات العلاقة بالماضي والتراث.

دعم سخي

وطوال مسيرة الحدث قدم المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، دعماً كبيراً وسخياً من أجل تطوير واستمرار السباق، وقد ظهر ذلك من خلال المكارم الكبيرة منذ تأسيس السباق والتي حفزت المشاركين ورفعت قيمة الجوائز المالية والعينية، حيث بلغ مجموع الجوائز المالية في النسخ بين 1991-1993، ثلاثة ملايين درهم، وبين أعوام 1994-2005 أربعة ملايين درهم، ووصلت عام 2006 إلى 6 ملايين درهم، فيما أصبحت بين أعوام 2007 و2015 عشرة ملايين درهم، وأضيفت إلى المبلغ بين أعوام 2016 و2019 ثلاث سيارات، فيما تقرر رفع جوائز النسخة 29 عام 2019 إلى 12 مليوناً، إضافة إلى ثلاث سيارات تقديراً للزيادة المتواصلة واهتمام النواخذة والملاك بتطوير المحامل.

مبادرات متجددة

وتحتفظ ذاكرة الرياضات البحرية والسباقات المحلية التراثية بكثير من المحطات التي أسهم في إنجاحها الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم،  فبعد إطلاق سباق القفال عام 1991 جاء إشهار فئة السفن الشراعية المحلية 60 قدماً عام 1993 في النسخة الثالثة من سباق القفال، ثم إطلاق منافسات قوارب التجديف المحلية 30 قدماً للمرة الأولى، في السابع مارس 1997، حيث حققت منافسات هذه الفئة نجاحاً كبيراً تمثل في مشاركة 15 قارباً، ووصلت اليوم إلى أكثر من 50 قارباً تتنافس في بطولة دبي كل موسم.
وتواصلت بعدها الأيادي البيضاء للشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، حيث امتدت بعد ذلك خطوات التطوير المستمر لتنطلق سباقات القوارب الشراعية المحلية 22 قدماً في نادي دبي الدولي للرياضات البحرية رسمياً في الأول من أكتوبر عام 1999، بمباركة وفكرة من الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم كأكاديمية لتعليم الصغار، من أجل تأهيل جيل من الشباب والناشئين لتحمل المسؤولية في المستقبل والمشاركة في الفئات الأكبر، حيث حقق الحدث وقتها نجاحاً كبيراً تمثل في مشاركة 16 قارباً.

أيادٍ بيضاء

مسيرة حافلة تركها الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم مع الرياضات البحرية وتطويرها في هذه المحطات المضيئة:
1991: وجّه بتنظيم النسخة الأولى من القفال.
1993: وجّه بإشهار فئة السفن الشراعية المحلية 60 قدماً، تزامناً مع النسخة الثالثة من سباق القفال ليتم اعتمادها للحدث بعد ذلك.
1997: وجّه بإشهار فئة قوارب التجديف المحلية 30 قدماً.
1999: وجّه بإشهار سباقات القوارب الشراعية 22 قدماً لتكون الأكاديمية التي تُخرّج بحارة المستقبل.
2014: وجّه بتنظيم سباق «اليمامة» للسفن الشراعية المحلية (فئة 60 قدماً).
2019: وجّه برفع جوائز سباق القفال إلى 12 مليون درهم.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"