عادي
تضم رفات سكان العين الأوائل قبل 5000 عام

مدافن حفيت.. تراث إنساني يجتذب السياح

22:05 مساء
قراءة 3 دقائق
1
1
1

العين: راشد النعيمي
لم يعد الاستمتاع بإطلالات خلابة على مدينة العين عند شروق الشمس وغروبها، سبباً لزيارة جبل حفيت المهيب الذي يبلغ ارتفاع قمته 1249 متراً، فقط، إذ باتت المدافن المقببة التي اختارها السكان الأوائل لدفن موتاهم عامل جذب للسياح، وأصبح بإمكانهم المبيت في غرف فندقية مبتكرة تتناغم مع الطراز المعماري للمدافن التي اعترفت «اليونسكو» بأهميتها في 2011، كمكوّن أساسي من منطقة العين.
يتكوّن جبل حفيت الذي يُشرف على كامل منطقة العين، من صخور كلسيّة شديدة الانحدار، تعرّضت لعوامل التعرية الطبيعية على مدى آلاف السنين. واكتُشفت في محيطه آثار أحفوريه مهمة، تمثل جزءاً أساسياً من لغز التاريخ القديم لهذه المدينة، ومنذ ما يقرب من 5000 عام، اختار سكان العين الأوائل المنحدرات الشمالية والشرقية لسلسلة من المدافن لموتاهم، إذ تم العثور على المئات منها في هذه المنطقة، بالإضافة إلى قطع أثرية تعكس الروابط التجارية مع بلاد الرافدين القديمة، وإيران ووادي السند.
السفوح الشرقية
بنيت المدافن على مدار 500 سنة بين 3200 و2700 قبل الميلاد، وتقع أبرزها على طول السفوح الشرقية، بينما تم العثور على مدافن أخرى على طول قمم التلال والمرتفعات البارزة المؤدية للشمال من جبل حفيت في اتجاه مدينة العين بحوالي 20 كيلومتراً، وتضم كل المدافن المقببة غرفة واحدة على شكل دائري أو بيضوي يبلغ طولها من مترين إلى ثلاثة أمتار ومصنوعة من صخور محلية كاملة أو مقطعة، وتحاط الغرفة بجدران من حلقة أو حلقتين أو ثلاث حلقات، يبلغ ارتفاعها من ثلاثة إلى أربعة أمتار فوق سطح الأرض، وتنحدر جدران الحلقة إلى الداخل تدريجياً حتى تتلاقي في النهاية لتشكل قبة، ويقطع المدخل الضيق، باتجاه الجنوب، الجدار على مستوى الأرض.
وتضم مدافن جبل حفيت رفات شخصين إلى خمسة أشخاص، على خلاف مدافن أم النار الموجودة في ساحل الخليج العربي التي تم دفن مئات الأشخاص فيها في مدفن واحد، فضلاً عن العثور على عدد محدود من الأواني الفخارية في كل مدفن في جبل حفيت، وهو ما لم يعثر عليه في مدافن أم النار.
جرار فخارية
خلال عمليات التنقيب، تم العثور على الكثير من المواد المستخدمة مثل الجرار الفخارية وعظام الحيوانات المختلفة وعظام لجثث بشرية دفنت بوضعية القرفصاء، إضافة إلى الخرز الذي كان يستخدم للزينة والأواني الفخارية المصنوعة من مادة الكلوريد والرماح البرونزية والتي يبلغ عمرها اليوم حوالي 5000 سنة، ما يعطي انطباعاً عن الحياة التي كانت سائدة في تلك المنطقة، وتم عرض هذه الأواني الفخارية وقطع أثرية أخرى في متحف العين الوطني.
ويحتلّ منتزه جبل حفيت الصحراوي مساحة تسعة كيلومترات على سفح جبل حفيت، ويُعدّ مقصداً للعائلات، وسط محيط طبيعي أخاذ، إذ يتيح المشي لمسافات طويلة، أو ركوب الدراجات الجبلية أو ركوب الخيل أو الإبل، فضلاً عن استكشاف بقايا أثرية وتاريخية، منها المدافن التي تعد تراثاً إنسانياً وتروي حكاية مثيرة في هذه المنطقة المميّزة.
ويقدم المنتزه تجارب تخييم تلبي كافة الأذواق، ابتداءً بخيمة القبة الفاخرة والخيمة الشفافة المكيفتين والمجهزتين بجميع وسائل الراحة، وخيمة بيت الشعر بأجوائها التراثية الهادئة، إضافة إلى تجربة التخييم الفردية، من خلال السماح للزائر باستخدام خيمته ومعداته الخاصة في مكان مخصص مجهز وبمرافق ملائمة ليعيش تجربة التخييم الحقيقية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"