«قلبي اطمأن» خير الإمارات في العالم

00:28 صباحا
قراءة دقيقتين

تأبى الرحمة أن تكشف عن وجهها، والخير يُعطي نفسه من دون صورة تذكارية أو توقيع. هذه حقيقة «غيث» في «قلبي اطمأن» الذي ينتج برعاية الهلال الأحمر الإماراتي. حقيقة ثقافة قيم التكافل والتضامن والغوث والعطاء بلا حدود، وبلا اعتبارات «هوياتية» أو لونية أو عرقية أو دينية أو جنسية، وهي أيضاً حقيقة الروح الإماراتية الإنسانية: دولة وشعباً وتركيبة ثقافية ومؤسسات.
«غيث» في «قلبي اطمأن» ليس مقدم برنامج، ولا نجماً تلفزيونياً، ولا مادة صوتية صورية رمضانية؛ بل هو أيقونة خير وفكرة إنسانية نظيفة. و«قلبي اطمأن» ليس برنامجاً أو إعلاماً أو دعاية أو وقتاً فضائياً للفرجة والتسلية وإشباع الفضول في قصص وحكايات الناس؛ بل هو ثقافة تضامنية جديدة؛ مشروع إنساني موحّد للبشرية عبر تراجيدياتها وهمومها وعذاباتها ودرامياتها المشتركة.
«قلبي اطمأن» صيغة جديدة للبحث عن الإنسان الحي، أو الإنسان شبه الحي أو الإنسان المهمل، المنسي، الملغي تحت خط الصفر، وتحت خط الفقر، وتحت خط الحزن، وتحت خط الجوع، وتحت خط الأمية والبرد والرثاثة والضعف.
«قلبي اطمأن» كشف صريح عن وجه الجهل والأمية والمرض وسوء التغذية، وسوء الحظ، وسوء المأكل، وسوء المسكن، وسوء الملبس بكل بساطة وعفوية وصدق تحت الشمس وفي النهار وفي الهواء الطلق، من دون مكياج وبودرة وتلميع للبشاعة والعفن والصدأ المتراكم والمركب على قلوب البشر وأجسادهم وأرواحهم وكينوناتهم الآدمية المنتهكة.
بكل بساطة وحقيقية هذا ما يفعله «غيث» هو وفريق عمل يبحث عن الإنسان في أقصى درجات استلابه، وضياعه وتفكك ذاته وبشريته، وتصدّع كرامته ليعود إنساناً جميلاً كما خلقه الله في أحسن تكوين، بعدما كان في أرذل تمثيل.
يبحث «قلبي اطمأن» عن طمأنينة الكائن البشري بديلاً عن شقائه وبؤسه في كل مكان من هذا العالم، من دون ذرة حساب لأي اعتبار إعلامي أو دعائي أو تجيير سياسي أو أيديولوجي أو نفعي.
فكرة الغرض السياسي أو الغرض الدعائي من وراء «قلبي اطمأن» هي فكرة المرضى السياسيين والمسيّسين، وهي فكرة الحاقدين على أهل الخير؛ لأنه يذهب إلى فقراء بسطاء فطريين لا شأن لهم بتسييس أو منفعة.
منذ انطلاقة مشروع «قلبي اطمأن» الإماراتي وحتى اليوم، وفي بلدان عربية وإسلامية وغير عربية وغير إسلامية قامت مدارس، وبيوت، وجسور، وملاعب، ومستشفيات وحدائق، وزراعات، وكفالات نحو عالم متسامح، جميل وطيّب ومطمئن.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"