عادي

الحدود تقسم وتوحد توأمين سويديين فصل بينهما الوباء

18:57 مساء
قراءة دقيقتين
Video Url
النرويج والسويد

النرويج - أ ف ب
اعتاد توأمان سويديان يبلغان من العمر 73 عاماً الالتقاء كل سبت على جسر يربط النرويج والسويد، كل منهما على جانبه من الحدود بعدما وقف وباء «كوفيد-19» حاجزاً بين الشقيقين.
وأسبوعياً يأتي «أولا» و«بونتوس» بيرجلوند إلى المكان حاملَين كرسيي تخييم وأوعية تيرموس وسندويشات، ويجلسان جنباً إلى جنب، فيما يفصل خط رفيع على الأرض بينهما.
وقال «أولا» فيما يرفرف وراءه علمان صغيران للنرويج والسويد فوق الجسر: «لا يسمح لنا بعبور الحدود. يجب أن أبقى على مسافة متر واحد من جانبي، وعليه أن يبقى على مسافة متر واحد من جانبه».وأضاف:«يجب أن يكون هناك متران بيننا».
ورسِم عند قدميه، على الطريق خط أبيض بسيط، وكتبت كلمة «النرويج» على جانب، و«السويد» على الجانب الآخر.
وتسبب الوباء بتوقف الزيارات الأسبوعية للتوأمين المتطابقين لمنزلي بعضهما بعضاً، ويعيش «أولا» في هالدن في جنوب شرقي النرويج، إلى حيث انتقل قبل 40 عاماً، فيما يعيش «بونتوس» على مسافة نصف ساعة بالسيارة في بلدة «سترومستاد» في جنوب غربي السويد.
وبدلاً من ذلك، يجتمعان هنا، على مسافة تراعي القواعد الصحية إلى حد ما، على جسر «سفينيسوند» القديم الذي يمتد على مضيق بحري بين البلدين، وقد احتفل الرجلان بعيدَي ميلادهما الثاني والسبعين، والثالث والسبعين في هذا المكان في إبريل/ نيسان من عامي 2020 و2021.
وقال «بونتوس» من الجانب السويدي: «إنه أمر غريب جداً، لكنه أصبح حاجة ملحة، لأننا اعتدنا أن نرى بعضنا بعضاً كل أسبوع، وأردنا مواصلة ذلك».وأضاف: «لم يمنعنا الوباء من رؤية بعضنا بعضاً، وبالنسبة إلينا، هذا انتصار».
وأصبح «أولا» وهو مساعد ممرض سابق يمضي وقته في تصميم المشاهد في أحد المسارح، و«بونتوس» وهو فنان، من المشاهير المحليين، ويقود بعض الأشخاص لساعات لالتقاط صور لهما، وأوضح «أولا»: «هذا ليس مهماً جداً بالنسبة إلينا. ما هو مهم أن نكون قادرين على الاجتماع معاً، والتحدث عن أي شيء نريده».
من مكانهما المتميز، وجد الاثنان، في بعض الأحيان، نفسيهما يقومان بدور مهربين خيرين، مثل اليوم الذي سلّما فيه جرواً مولوداً في السويد لعائلته الجديدة في النرويج. وقال التوأمان إن ذلك اليوم من أجمل ذكرياتهما.
وخلال أكثر من عام، لم يفوّتا موعدهما الأسبوعي، إلا ثلاث مرات بسبب عناد رجال الشرطة الذين لم يسمحوا لهما بالوصول إلى الجسر، وخلافاً لذلك التزما موعدهما،وقال «بونتوس» وهو مطلّق: «كان كل اجتماع مثل حفلة صغيرة. بالنسبة إليّ لكوني أعيش بمفردي، من المهم فعلاً أن أرى «أولا» من دون ذلك، كنت سأصاب بالاكتئاب».
وأثارت عملية الإغلاق غضب النرويجيين الذين يملك عدد منهم منازل صيفية في السويد، حيث المعيشة أقل كلفة، لدرجة أنهم أقاموا دعاوى قضائية على الدولة النروجية لإجبارها على رفع الحجر الصحي الإلزامي المطلوب عند عودتهم إلى ديارهم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"