عادي

الاستقلال الذاتي الاستراتيجي

22:12 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

حذّرت الوكالة الدولية للطاقة من أن الطلب على المواد الخام المهمة، سيتضاعف أربع مرات لتحقيق أهداف اتفاقية باريس، كما أن قلة الاستثمار في مشاريع التعدين الجديدة لهذه المواد قد يزيد من تكاليف تقنيات الطاقة النظيفة، ويُبطئ التحول التدريجي في جميع أنحاء العالم.
ونشرت المفوضية الأوروبية تحديثاً جديداً لاستراتيجيتها الصناعية لعام 2020، من خلال مراجعة نقاط الضعف المكشوفة، وإعادة تضمين المواد الخام المهمة والدقيقة.
ومن أجل تعزيز مرونة تأمين التوريد الخاص بهذه المواد، دعَم الاتحاد الأوروبي استراتيجية استقلالية مفتوحة، وتوسيع مشاريع التعدين الأوروبية الخاصة بالمواد الخام المهمة، لتقليل اعتمادها الكبير على الواردات، خاصة أن بكين تدرس من جديد ضوابط تصدير العناصر الأرضية النادرة، والتي تعتبر مهمة بشكل خاص للصناعات الدفاعية والحيوية المتجددة. كما زادت الصين حصتها السنوية من إنتاج المواد الخام المهمة بحوالي 30 %، من 100 ألف طن إلى 140 ألف طن، في إطار خطتها الخمسية الأخيرة. وكل ذلك جاء كرد فعل دفاعي ضد العقوبات التجارية الأمريكية التي طالتها، ونتيجة أيضاً للطلب المتزايد والسريع على منتجات التكنولوجيا الفائقة مثل السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة التي تعتمد جميعها على المعادن النادرة إضافة إلى المواد الخام المهمة.
في الوقت الحاضر، تتحكم الشركات الصينية في أكثر من 70 % من إنتاج العناصر الأرضية النادرة في جميع أنحاء العالم، وأكثر من 90 % من عمليات التكرير، وحوالي 80 % من إنتاج الكوبالت المكرر، فضلاً عن أكثر من 60 % من قدرة تصنيع أيونات الليثيوم حول العالم. وباتت الصين القوة العظمى الوحيدة التي فرضت نفسها لاعباً أساسياً في جميع أنحاء سلاسل توريد التكنولوجيا النظيفة، والتي تشمل أهم المواد الحيوية الخام، والقدرات التكريرية. وقد وفّرت 98 % من إمدادات الاتحاد الأوروبي من المعادن الأرضية النادرة، وحوالي 62 % من المواد الخام المهمة الأخرى لعام 2020.
وبحسب فهم الاتحاد الأوروبي، لا يُشير «الاستقلال الذاتي الاستراتيجي» إلى الاكتفاء الذاتي الكامل أو الحمائية الاقتصادية والسياسية وعزل نفسه عن العالم؛ بل يعني وجود بدائل، ومنافسة شريفة، وضمان أمن سلاسل التوريد، وتجنب التبعات غير المحبّبة اقتصادياً وجيوسياسياً. ولا يمكن تحقيق الأهداف الاستراتيجية للاتحاد والمتعلقة بالصفقة الأوروبية الخضراء، والتوسع الإضافي في مصادر الطاقة المتجددة إلا من خلال زيادة الاعتماد على المواد الخام المهمة والمعادن النادرة.
وتؤكد استراتيجية أمن الموارد الجديدة للاتحاد الأوروبي، الحاجة إلى تعزيز الاستدامة، وتلبية الطموحات الخضراء، مع إيلاء اهتمام أكبر بالبصمة البيئية للتعدين والتكرير والمنتجات النهائية، وبأن آلية إزالة الكربون من نظام الطاقة العالمي لن تتحقق دون خفض واردات المواد الخام المهمة، وزيادة عمليات التعدين والتكرير والمعالجة محلياً.

«يوروآكتيف»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"