أين الرقابة؟

00:26 صباحا
قراءة دقيقتين

يعيثون فساداً في الأرض، ويسبّبون تلوثاً سمعياً وبصرياً للمتابعين، ويشوّهون سمعة الوطن، وكل ذلك من أجل الوصول للشهرة، وكي يصبحوا حديث المجتمع بانتقادهم، وتكون فضيحتهم «ترند»؛ فأين الرقابة على هؤلاء الذين يصنفون أنفسهم أنهم «مشاهير التواصل»؟ 

لكن ليس هناك تعميم، إذ إن هناك نماذج مشرّفة من هؤلاء من شباب الوطن، و«مؤثرين» بكل فخر، ولهم إسهامات مجتمعية وإنجازات وأدوار ملموسة في مختلف جوانب الحياة، واستطاعوا الوصول إلى النجاح بإنجازات مشرّفة، وبعضهم وصلت شهرته إلى الوطن العربي، ومثل هؤلاء بحاجة إلى الدعم والاحتفاء بهم، ولا تقصّر مؤسسات الدولة في ذلك.
لكن حديثنا اليوم عن تلك الفئة القليلة التي تشوّه مفهوم الشهرة، وتبحث عنها بأرخص الأثمان، على حساب قيمنا ومبادئنا، وعاداتنا وتقاليدنا، بما يشوّه سمعة شعب تميز بأخلاقه ومبادئه، مردّدين مراراً وتكراراً، نحن أبناء الوطن، مروّجين لفيديوهات ومقاطع وكلام وجمل وسلوكات غير مقبولة.
بين وقت وآخر، تصلنا مقاطع مسيئة لهؤلاء المشاهير، لا تصلح للنشر، وكل منها يعكس مبدأ صاحبه الذي قرر أن يسيء إلى نفسه من أجل الشهرة، ويسيء إلى مجتمعه من أجل زيادة عدد المتابعين، وقرر استفزاز العامة لكي يكون «ترند»، لينال ما يريده، بالوصول إلى الشهرة وزيادة عدد المتابعين، مع أنه يحصد الانتقادات والشتائم.
وللرقابة على مواقع التواصل، إلى جانب التشريعات التي يمكن لها أن «تلجم» كل مسيء، فإن الأهم في هذا الجانب هم العامة، أو «المتابعون»، بأن يكونوا خير رقيب على هذه الفئة التي لا تقدم لا غثاً ولا سميناً، وأن يكونوا على بعد «كبسة زر» لإلغاء متابعتهم، لأن هذا هو الدواء الوحيد الذي يمكن أن يحد من شهرتهم، ومن دخلهم من الإعلانات التي تُغدق عليهم بسبب أن لديهم متابعين كثراً.
والواقع، أن نشر تلك التشوّهات البصرية والسمعية يؤثر فينا جميعاً، لأن المترصدين بنا ينتظرون مثل تلك السقطات. وتستمر «الوسوم» المشوهة، أما المخطئ فينام قرير العين فرحاً بما ناله من شهرة وزيادة في الدخل، نتيجة الإعلانات التي ستنهال عليه بعد هذا «الترند» الذي وصل إليه. 
إن تنظيم الإعلانات في مواقع التواصل الاجتماعي والمتمثلة في أن يوضح «المشهور» أن ما يطرحه إعلان، لا يطبّقه بعض المشاهير، رغم وجود قانون يلزمهم بذلك، ويفرض عليهم العقوبات، ولكن لا أعلم لماذا الاستمرار في هذا التهاون من هؤلاء المشاهير؟ لأن الإساءة - وللأسف- عندما تصدر عن شخص «ضحل» فإن الاتهام لن يوجه نحوه وحده، بل سيطالنا جميعاً.
إنجازاتنا ومكتسباتنا حق لنا جميعاً، ولا يجب لشخص يبحث عن الشهرة بأي ثمن أن يكون واجهتنا، وما علينا إلا زيادة مراقبتهم، لإبلاغ الجهات المعنية عنهم، ومن جهتنا «إلغاء المتابعة» حتى لا تضيع مكتسباتنا في «غث» هؤلاء.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"