عادي

جونسون يؤكد وجود «أرضية مشتركة» مع واشنطن وبروكسل بشأن إيرلندا الشمالية

00:55 صباحا
قراءة 3 دقائق

المملكة المتحدة- أ ف ب

أكد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، عقب عقده أول لقاء مباشر مع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الخميس، على وجود «أرضية مشتركة» بين لندن وواشنطن وبروكسل في ما يتعلّق بحماية السلام في إيرلندا الشمالية في ظل التوتر بعد «بريكست».

وقال جونسون بعد الاجتماع المغلق، إن جميع الأطراف وافقت على «ضمان المحافظة على توازن عملية السلام. أنا متفائل بأنه بإمكاننا القيام بذلك». ووصف جونسون لقاءه مع بايدن الذي استمر 90 دقيقة بأنه «كنفحة هواء منعشة».

وقبيل بدء اللقاء، ابتسم الزعيمان أمام عدسات الكاميرات في كاربيس باي في كورنوال، عشية انعقاد قمة قادة مجموعة السبع، فيما هنّأ بايدن جونسون على زواجه حديثاً.

ويعد اللقاء الذي يستهل بايدن به أول جولة خارجية يقوم بها كرئيس، فرصة للبلدين الحليفين تاريخياً للمساهمة في إعادة رسم شكل العالم ما بعد «كوفيد» في ما يتعلّق بمجالات أبرزها التغيّر المناخي والتكنولوجيا والتجارة.

واتفق الزعيمان على «ميثاق الأطلسي» بنسخة جديدة قائمة على ميثاق 1941 الذي وقعه رئيس الحكومة البريطاني الأسبق، وينستون تشرشل، والرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت. كما اتفقا على تأسيس فريق عمل جديد للنظر في استئناف السفر بين بلديهما، بعد نجاح عمليات التطعيم ضد «كورونا».

وأفاد مكتب جونسون بأنهما تعهّدا العمل على «توسيع التجارة والتقدّم باتّجاه التوصل إلى اتفاق مستقبلي للتجارة الحرة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة».

وبينما سعى بايدن في وقت سابق للتأكيد على مدى قوة «العلاقة الخاصة» التي تجمع البلدين، فإنّ تقارير إعلامية ذكرت أنه أمر الدبلوماسيين الأمريكيين بتوبيخ جونسون على خلفية طريقة إدارته ملف «بريكست»، وتداعيات ذلك على السلام في إيرلندا الشمالية.

وذكرت صحيفة «ذي تايمز»، أن أرفع دبلوماسية أمريكية في بريطانيا، يائل ليمبرت، قالت لوزير«بريكست»، ديفيد فروست، إن الحكومة البريطانية «تؤجج التوتر في إيرلندا وأوروبا بمعارضتها لإجراءات التفتيش في موانئ في المقاطعة».

وشدد مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك سوليفان، على أن لدى بايدن اعتقاداً «راسخاً» بوجوب حماية اتفاق «الجمعة العظيمة» الموقع عام 1998 الذي طوى صفحة ثلاثة عقود من العنف المرتبط بالحكم البريطاني في إيرلندا الشمالية.

وفي مؤشر على أجواء القمة المرتقبة، حذّر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بريطانيا، الخميس، بأن فكرة إعادة النظر في اتفاقيات بريكست «غير جدية».

وقال ماكرون قبيل التوجه للمشاركة في قمة مجموعة السبع: «لا أعتقد بأن إعادة النظر، في يوليو/ تموز المقبل، بأمر استكملناه في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بعد سنوات من العمل، أمر جدي». وأضاف: «أؤمن بقوة المعاهدات وبالجدية. لا شيء قابل لإعادة التفاوض. كل شيء قابل للتطبيق».

ويتركّز الخلاف على الترتيبات التجارية الجديدة بالنسبة لإيرلندا الشمالية التي بدأ تطبيقها في يناير/ كانون الثاني بعدما غادرت المملكة المتحدة السوق الأوروبية الموحدة والاتحاد الجمركي، بعد نحو أربع سنوات من استفتاء «بريكست».

وبموجب هذه الترتيبات، تجري عمليات تفتيش على البضائع المتجهة إلى إيرلندا الشمالية، والقادمة من البر البريطاني الرئيسي لمنع البضائع من الوصول إلى السوق الأوروبية الموحدة عبر إيرلندا المجاورة، (العضو في الاتحاد الأوروبي).

وكان بايدن وصل إلى انجلترا، ليل الأربعاء، معلناً أن «الولايات المتحدة عادت»، داعياً إلى تعاون دولي لإعادة البناء بعد «كوفيد»، وإعادة إطلاق العلاقات الدبلوماسية.

وأكد البيت الأبيض أنه سيعلن أن الولايات المتحدة ستتبرّع في خطوة «تاريخية» بنصف مليار جرعة من اللقاحات المضادة لـ«كوفيد» لـ92 دولة أفقر، في دفعة كبيرة للمعركة ضد الوباء.

كما تساهم دول أخرى ضمن مجموعة السبع في التحرّك وستضع «خريطة طريق شاملة» لطي صفحة الوباء، وفق ما أفاد مسؤول رفيع في إدارة بايدن نفى في الوقت نفسه أن تكون واشنطن تسعى للحصول على أي مكاسب لقاء اللقاحات.

وبعد اختتام قمة مجموعة السبع، الأحد، سيزور بايدن الملكة إليزابيث الثانية في قصر ويندسور، ويتوجه بعد ذلك إلى بروكسل لاجتماعات حلف شمال الأطلسي، الاثنين، والاتحاد الأوروبي الثلاثاء، قبل لقاء مرتقب الأربعاء، يرجّح بأن يخيم عليه التوتر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في جنيف.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"