إعداد: أوميد عبدالكريم إبراهيم
كانت القارة الأوروبية في العام 1960 على موعد مع انطلاق بطولةٍ جديدة لكرة القدم تحوّلت لاحقاً إلى عرس رياضي يستقطب أنظار عشاق الساحرة المستديرة من كل حدب وصوب، كيف لا والقارة العجوز تزخر بمنتخبات من بين الأعرق والأقوى عالمياً، وقد كانت هناك منتخبات حينذاك، لم يعد لها وجود في وقتنا الراهن، من بينها المنتخب الذي أحرز أول ألقاب هذه البطولة، وهو منتخب الاتحاد السوفييتي السابق، فما هي قصته؟
تبلورت فكرة إنشاء هذه البطولة بدايةً مطلع القرن العشرين، وذلك باقتراح من الحكم وإداريِّ كرة القدم الفرنسي السابق، هنري ديلوناي، الذي يعدّ بمثابة الأب الروحي لهذه البطولة، حيث اقترح إنشاءها على غرار بطولة أمريكا اللاتينية التي سبقتها بكثير، إلا أنه توفي عام 1955 قبل أن تُبصر البطولة النور، وقد أُطلق اسمه على كأس البطولة تكريماً له وتخليداً لذكراه.
فرقٌ لم يعد لها وجود
احتضنت الملاعب الفرنسية النسخة الرسمية الأولى من البطولة عام 1960، والتي شاركت فيها 3 فرقٍ وصل اثنان منها إلى المباراة النهائية، ولم يعد لها وجود اليوم، وهي الاتحاد السوفييتي ويوغوسلافيا "طرفا النهائي"، كما أن فريق تشيكوسلوفاكيا الذي بلغ نصف نهائي البطولة، لم يعد له وجود هو الآخر.
كان نظام "التصفيات" هو المتبع في ذلك الحين، وقد بدأت البطولة اعتباراً من منتصف العام 1959 بمشاركة 17 فريقاً فقط، بعد رفض عدد من المنتخبات المشاركة فيها، وكذلك انسحاب المنتخب الإسباني، ونجحت 4 فرق في الوصول إلى نصف نهائي البطولة، وهي فرنسا، الاتحاد السوفييتي، يوغوسلافيا وتشيكوسلوفاكيا.
فريقٌ مدجَّجٌ بالنجوم
كانت الفرق الأربعة قوية حينها، وقد واجه المنتخب الفرنسي نظيره اليوغوسلافي، وفاز الأخير بخمسة أهداف مقابل أربعة، في حين لعب منتخب الاتحاد السوفييتي ضد تشيكوسلوفاكيا، وانتصر عليه بثلاثية نظيفة، ليضرب منتخبا الاتحاد السوفييتي ويوغوسلافيا، موعداً في النهائي.
كان منتخب الاتحاد السوفييتي مدججاً بالنجوم الذين خلّدهم التاريخ، وعلى رأسهم عملاق حراسة المرمى ليف ياشين، الذي حصل على جائزة أفضل حارس في تلك البطولة، ولاحقاً أحرز جائزة الكرة الذهبية، وهو حارس المرمى الوحيد الذي حقق هذا الإنجاز التاريخي حتى يومنا هذا.
"الجيش الأحمر" يفعلها
انطلقت المباراة النهائية على أرضية ملعب "بارك دي برينس"، معقل نادي باريس سان جيرمان الحالي في قلب العاصمة الفرنسية، بحضور نحو 18 ألف متفرج، وبعد تمديد المباراة إلى الأشواط الإضافية إثر تعادل الفريقين في الوقت الأصلي، نجح السوفييت في تحقيق الفوز بنتيجة 2-1، ليحرز منتخب "الجيش الأحمر" لقب أول بطولة لأمم أوروبا على الإطلاق.
شارك منتخب الاتحاد السوفييتي في خمس نسخ من بطولة أمم أوروبا، فبعد تتويجه بلقب أول بطولة في العام1960 ، احتل المركز الثاني في ثلاث مناسبات "1964 - 1972 - 1988"، والمركز الرابع في العام 1968، ليظلَّ لقب البطولة الافتتاحية، أول وآخر ألقابه الكبرى.
