بيروت: «الخليج»، وكالات
هدأت جبهة التراشق السياسي بين الرئيس اللبناني ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، أمس الجمعة، وتراجعت الحرب الكلامية بينهما، في هدنة تمهد لإعادة إحياء المشاورات الحكومية من جديد، سعياً للخروج بحلّ يرضي كل الأطراف، طالما أن الجميع محكومون بذلك لإنقاذ البلاد من شبح الانهيار والفوضى، لاسيما وأن بري ليس في وارد التراجع عن مبادرته، كما أن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ليس في وارد الاعتذار حالياً، وأولويته هي للتأليف، في حين أعلن وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي عن ضبط كمية من الكبتاجون المعدة للتصدير في مرفأ بيروت.
الاعتذار مطروح
فالحريري يدرس حالياً الخيارات المتاحة أمامه للخروج من المأزق، ولن يستمر في التكليف إلى ما لا نهاية، وهو يرى البلد ينهار، إنما أولويته تأليف حكومة متوازنة من اختصاصيين غير حزبيين، ولا ثلث معطّلاً فيها لأي طرف، وقد قال صراحة في تصريح عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الجمعة، إن «الأولويّة هي للتأليف قبل الاعتذار الذي يبقى خياراً مطروحاً، وهو ليس هروباً من المسؤولية بقدر ما هو عمل وطنيّ، إذا كان يسهّل عمليّة تأليف حكومة جديدة، يُمكن أن تساهم في إنقاذ البلد»، في وقت تبذل المساعي من وسطاء لتبريد الأجواء بين عون وبري تمهيداً لعودة المشاورات للوصول إلى حل.
وفي هذا السياق اعتبر رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، في تصريح له عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أنه «لا يمكن الاستمرار في هذه الحالة الانتظارية من قبل بعض المسؤولين وحالة البلاد تتراجع في كل يوم في غياب الحكومة». ورأى جنبلاط أنه «آن الأوان لجعل التسوية فوق كل اعتبار بعيداً عن الحسابات الشخصية الضيقة»، لافتاً إلى «إن مبدأ التسوية ليس بدعة، بل أساس في الحياة وفي السياسة، وتذكّروا أن الحقد يقتل صاحبه أولاً».
اعتصامات واحتجاجات
من جهة أخرى، التزم الموظفون في الإدارات العامة، لليوم الثاني، بدعوة رابطة موظفي الإدارة العامة للإضراب لتأمين مطالبهم.
ونفذ أهالي البداوي في طرابلس اعتصاماً أمام منشآت النفط في البداوي، حيث تم منع خروج الصهاريج احتجاجاً على عدم تسليم مادة المازوت لأهالي المنطقة، ما تسبب بأزمة نقص في المازوت لديهم. وأشار المحتجون إلى أنه يتم منع مادة المازوت عنهم، في وقت تباع هذه المادة في السوق السوداء، أو يتم تهريبها إلى سوريا.
ضبط مخدرات
في غضون ذلك، لفــــت فـــهمي، في تصريح له، أمس الجمعة، إلى أن «ملاييــن حبوب الكبتاجون التي تــــم ضبطها كانت وجهتها مدينة جدة». وأضــــاف «أطلب من كل الدول أن تثــــق بلبنان كما في السابق، وعلى جمـــيع اللبنانيين أن يتعاونوا مع السلطات اللبنانية لإعادة الثقة ببلدهم».
إلى ذلك، أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، أنه عثر على 16 قذيفة صاروخية نوع RPG، و5 قذائف متنوّعة، جميعها قديمة العهد، مرميّة داخل مستوعبات للنفايات في شارع بني معروف في بيروت، وتمت إزالتها من المكان بعد الكشف عليها من قبل خبراء المتفجرات في قوى الأمن الداخلي.
