عادي
خلال الملتقى الافتراضي لمناقشة التحديات التعليمية

وزراء التربية العرب: جائزة محمد بن زايد لأفضل معلّم علامة فارقة في تطوير التعليم

16:35 مساء
قراءة 7 دقائق
أثناء الملتقى
أكد عدد من وزراء التربية والتعليم العرب، أن جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم، أصبحت علامة فارقة في إبراز مكانة المعلم العربي، وتمكينه لكي يؤدي دوره الكبير والمؤثر في المسيرة التعليمية، من خلال تحفيزه على الإبداع والأخذ بأسباب التطوير المستمر في كافة المجالات التعليمية والرقمية، في ظل اتساع نطاق استخدام التعلم عن بعد عامةً، والتعليم الإلكتروني خاصةً.
جاء ذلك خلال الملتقى الافتراضي الذي نظمته جائزة محمد بن زايد، وضم وزراء التربية والتعليم للدول المشاركة في الجائزة، والمختصين بالشأن التعليمي، لمناقشة التحديات التي واجهت التعليم في الوقت الراهن، واستعراض أهم التجارب التي تم تطبيقها في هذه الدول للتعامل مع هذه الجائحة.
شهد الملتقى حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم في الإمارات، والدكتور علي المضف وزير التربية في دولة الكويت، والدكتور محمد خير وزير التربية والتعليم والتعليم العالي في المملكة الأردنية الهاشمية، والدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم في مملكة البحرين، والدكتور عبدالرحمن بن محمد العاصمي من مكتب التربية العربي لدول الخليج، وعزيز نحية بالنيابة عن الدكتور سعيد أمزازي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي في المملكة المغربية، ومحمد خليفة النعيمي مدير مكتب شؤون التعليم في ديوان ولي عهد أبوظبي، والدكتور حمد الدرمكي أمين عام جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم
وألقى حسين الحمادي الكلمة الافتتاحية، واستهلها بالترحيب بالحضور قائلاً: هذا الملتقى الذي يجمعنا تحت مظلة «جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم»، هذه الجائزة العربية التي انطلقت من الإمارات بتوجيهات سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مستهدفة عصب العملية التعليمية، وهو المعلم، لنشر ثقافة التميز بين كوادرنا التربوية في بلداننا العربية.
وأكد أن الجائزة أخذت حيزاً كبيراً من الانتشار والمشاركة الواسعة، بفعل الحرص والاهتمام من قبل الدول العربية المشاركة، النابعين من تقاسم الأهداف والرؤى التربوية الواحدة التي تتبناها هذه الدول الشقيقة، ما أكسب الجائزة قيمة مضافة، لترسيخ مرحلة جديدة من التنافسية البناءة بين صفوف المعلمين، سعياً نحو بلورة تعليم مستدام ينعكس على مخرجات منظوماتنا التعليمية.
وعبر عن بالغ الشكر والثناء للدول الشقيقة المغرب والعراق وتونس وسوريا، لانضمامها إلى الجائزة التي تفتح ذراعيها للجميع، واضعة في مقدمة أولوياتها تميز المعلم العربي مهارياً وفكرياً وجعل الابتكار والإبداع سمة لا تفارقه، وترك بصمة فارقة له أينما حل.
وأضاف أن جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم، استمدت من دعم القيادة أسباب ريادتها ومكانتها، وفي دورتها الثالثة المنصرمة سجلت مكاسب جديدة وكبيرة سواء في حجم المشاركة وتنوع أساليب الوصول والتواصل مع المعلمين عبر تسخير التكنولوجيا الرقمية لهذه الغاية، فضلاً عن اتساع رقعة الدول المشاركة فيها، كما تميزت أيضا بالتحديث والتطوير المستمرين في معاييرها من خلال تتبع أفضل المعايير العالمية وإدراجها ضمن الجائزة التي تقوم على خمسة معايير.
وذكر أن الملتقى من الأهمية بمكان، كونه يطرح قضايا محورية تخص التحديات الراهنة للتعليم في ظل أوضاع استثنائية لا تخفى على أحد، وهذا الواقع استعدت له دولة الإمارات بتوجيه القيادة ورؤيتها الثاقبة، حيث إن ما تم إنجازه في هذا السياق خلال السنوات الماضية أستطيع أن ألخصه، فيما يلي: ما قمنا به من خطوات كان كفيلاً في تقليل الفوارق في مستويات نضج أنظمة ووسائل التعلم عن بعد وقدرات المدرسين، وردم الفجوة الرقمية بين النظام التعليمي والمدارس والمعلمين والطلبة، بجانب تفعيل الشراكات بين القطاعين العام والخاص والمنظمات الدولية وبيوت الخبرة والشركات العملاقة في مجال التكنولوجيا، ودفع قطاع التعليم إلى الابتكار والتجربة والتطور، وزيادة الاستثمار في قطاع تكنولوجيا التعليم.
وأشار إلى أنه تظل هناك تحديات مستقبلية، وتحديات راهنة علينا الاستعداد لها مسبقاً لضمان استقرار وتطور التعليم في بلداننا.
وفي كلمته ثمن الدكتور ماجد بن علي النعيمي دور جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم، في تعزيز الحراك التربوي عربياً، وحفز المعلم للإبداع في ظل التحول في أساليب التعلم وتنامي دور التعليم الإلكتروني.
واستعرض خلال الملتقى تجربة مملكة البحرين في استدامة التعليم خلال الجائحة، بفضل الدعم والاهتمام الذي يتفضل به الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى للمسيرة التعليمية، والمساندة المستمرة لها من الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، مما مكّن الوزارة بفضل ما تمتلكه من بنى تحتية مهمة من خلال مشروع الملك حمد لمدارس المستقبل، ومن خبرات في مجال التعليم الرقمي، من توفير البدائل المتنوعة المناسبة لظروف الجميع، عبر البوابة التعليمية التي بلغت الزيارات إليها أكثر من 68 مليون زيارة، والدروس المركزية والدروس المتلفزة والدروس عبر اليوتيوب، إلى جانب الاستعدادات التي يجري العمل عليها للعام الدراسي القادم.
بدوره، أكد الدكتور محمد أبو قديس، الدور الكبير الذي تضطلع به «جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم» في تحفيز المعلم ورفع مهاراته وكفاياته؛ الأمر الذي يسهم في إثراء العملية التعليمية في جميع مجالاتها ويؤسس لنهضة تربوية شاملة.
وأعرب عن شكره وتقديره لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد المبادر على إطلاق جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم، وللقائمين على هذه الجائزة التي أصبحت علامة فارقة في تجذير التميز في النظام التعليمي الذي يعد المعلم أساسه، مبدياً سعادته بالمشاركة في هذا اللقاء، وتوسيع نطاق الجائزة ليشمل دولاً أخرى تستفيد استفادة كبيرة من هذه الجائزة.
وبيّن أبو قديس حرص وزارة التربية والتعليم في الأردن على تمكين المعلمين وتحفيزهم وتزويدهم بالمهارات اللازمة من خلال تنفيذ البرامج التدريبية، إضافة إلى وضع نظام لرتب المعلمين راعت فيه دعم المعلم ومنحه فرصة التدرج في الرتب وفق معايير تربوية.
من جانبه تقدم الدكتور عبدالرحمن بن محمد العاصمي، إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالشكر الجزيل على رعايته ودعمه للجائزة، مما يؤكد حرص سموه على تعزيز الأطر الداعمة للمعلمين والمعلمات، ومنحهم الثقة والحافز والدافع للتطوير الدائم والتغيير المستمر باتجاه الأفضل.
وقال: يسرني أن أتقدم إلى سموه الكريم بالتهنئة على نجاح وتميز جائزة «محمد بن زايد لأفضل معلّم» في دورتها الثالثة، كما يطيب لي أهنئ أخي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم بدولة الإمارات العربية المتحدة والمشرف العام على الجائزة بنجاحها وتميزها في هذه الدورة، حيث ساهم هذا التميز والنجاح في اتساع نطاق وانتشار الجائزة إلى آفاق أرحب.
وأكد أن جائزة «محمد بن زايد لأفضل معلّم» تأتي انطلاقاً من الإيمان بضرورة تشجيع ودعم المعلمين والمعلمات، وتحفيزهم لتقديم أفضل وأهم المبادرات والممارسات التعليمية المبتكرة والخلّاقة وتأكيدًا لأهمية الجودة والتميّز في التعليم، وإسهاماً منها في رفع مستوى أداء المعلم، باعتبار أن محور المعلم وجودة أدائه من أهم العناصر الرئيسية التي من خلالها يمكن معالجة التحديات التي تواجه تعليمنا اليوم.
وثمن الدكتور علي المضف إنجازات الجائزة التربوية ودورها المحوري في غرس ثقافة الابتكار والإبداع، بين صفوف المعلمين العرب، بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، شاكراً لسموه هذا الدعم اللامحدود للتعليم وللمعلم خاصة.
وأشار وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي في المغرب، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه عزيز نحية عن خالص الشكر وفائق التقدير والاحترام على الدعوة الكريمة للمشاركة على هامش انطلاق الدورة الرابعة لجائزة الشيخ محمد بن زايد لأفضل معلم.
وأكد الاستعداد التام لتكون مشاركة مشرفة للمدرسات والمدرسين بالمملكة المغربية خلال الدورة الرابعة المقبلة للجائزة، حيث أشار إلى أن مبادرة إحداث هذه الجائزة هو مؤشر واضح على رغبة دولة الإمارات العربية المتحدة الصادقة، وتضحياتها المشهودة في سبيل النهوض بالمنظومة التعليمية العربية، والارتقاء بها وتطويرها وتجويدها وتأهيلها، لكي تكون قادرة على مجابهة التحديات المطروحة، وذلك من خلال حفز المعلمين المتميزين والمبتكرين وتكريمهم باعتبارهم «عصب» العملية التعليمية التعلمية، وكذا الرفع من جاهزيتهم، والارتقاء بأدائهم المهني، وتكريس ثقافة الاستحقاق والتنافس والتميز والابتكار بين مكونات الجسم التعليمي. ومن ثم استعرض الإجراءات والتدابير التي اتخذتها وزارة التربية والوطنية بالمغرب من أجل مواجهة تحديات الجائحة تعليمياً.
كما استعرض الدكتور حمد الدرمكي تقريراً حول الجائزة، حيث أشار إلى الدورة الرابعة للجائزة ستشهد مشاركة 10 دول عربية بعد انضمام المغرب والعراق وتونس وسوريا إلى الدول المشاركة.
وذكر أنه سيتم إضافة بنود جديدة تتعلق بالأخوّة الإنسانية، والسلامة الرقمية والتنمّر، والجوانب النفسية والسلوكية، ودور المعلم في الاختبارات الدولية، والاستفادة من الخدمات الإرشادية المدرسية للطلبة، إلى جانب إطلاق برنامج سفراء الجائزة للمعلمين الفائزين لمشاركة تجربتهم الناجحة في التدريس، وإمكانية تصويت الجمهور للمعلم صاحب المبادرة المتميزة، ومشاركة المعلمين ذوي النصاب المنخفض بمقاطع فيديو تعليمية.
وشهد الملتقى مداخلات من الوزراء المشاركين حول تجارب دولهم في استدامة التعليم خلال فترة الجائحة، ومداخلات من ممثلي شركة جوجل وشركة مايكروسوفت تم خلالها استعراض الحلول التقنية الداعمة للتعليم، حيث أكد المشاركون أهمية الاستفادة من الدروس المترتبة على هذه الجائحة، ومعالجة آثارها.
وأشار أحمد أمين عاشور رئيس قطاع التعليم لدى مايكروسوفت الإمارات، إلى الدور الذي يمكن أن تقوم به التقنيات الناشئة المتطورة في تحقق قيمة مضافة لقطاع التعليم،، وجهود حكومات المنطقة خلال العام الماضي لدفع عجلة استمرارية التعليم أثناء فترة الجائحة، والتغلب على العقبات التي تحول دون تعزيز عملية التعلم، مركزاً على الدور الأساسي الذي لعبته تقنيات مايكروسوفت مثل Teams و Power BI و Azure في جميع أنحاء المنطقة وحول العالم في بناء الحلول التي تعزز من عملية التعلم عن بُعد واستمرارية التعليم مع ضمان تلبية أعلى معايير الأمان على مستوى الطلاب والمعلمين، فضلاً عن تجارب الفصول الدراسية التي تعمل بدورها على إعداد الشباب ليكونوا قادرين على أخذ مكانهم الريادي والتغلب على تحديات المستقبل.
أمّا يزيد الغريبة، من شركة جوجل العالمية فقد أشار للجهود التي بذلتها الشركة خلال الخمسة عشر عاماً الماضية، لبناء أدوات لقادة التعليم والمعلمين والطلبة وفقاً لاحتياجاتهم، والتي يمكن الوصول إليها من أي مكان وعلى أي جهاز لتلبية الاحتياجات المتنوعة للمؤسسات في جميع أنحاء العالم، بدءاً من مرحلة ما قبل الروضة وحتى الدكتوراه، ويبلغ عدد المستفيدين منها أكثر من 170 مليون طالب ومعلم.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"